فضل عبادة ليلة القدر أنها تعادل عبادة ألف شهر وأَلْفُ شهرٍ هذه تعدل ( 83 سنة و 4 أشهر )/إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة ".
---
- تبدأ الليلة من غروب الشمس، ومعه يبدأ السباق، وعدّاد الحسانت، فانتبه واحشد حواسك وجوارحك كلها مع أذان المغرب.
--
2- اجتهد أن تقضي ليلتك كلها في المسجد (إذا لم تكن معتكفا)، فالمسجد محل تنزل الرحمات، والمحاريب أماكن العطايا والبُشريات (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشِّرك).
3- لا عمل بغير نية:
طعام إفطاري ونومي خلال اليوم أو أثناء الليل سيكون بنية صالحة: أن اتقوى به على الطاعة والدعاء.. لا دقيقة ضائعة الليلة!
4- لا ساعة بغير دعاء:
إن استطعت ذلك فافعله، ففي صحيح مسلم: "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة ".
وتذكر قول سفيان الثوري عن ليلة القدر: "الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة".
5- احرص على دعاء: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني، فهو أهم دعاءٍ الليلة، والعفو فوق المغفرة.
6- قاطع!
الصفحات والقنوات واعزل نفسك الليلة عن هاتفك المحمول، فهو عقبة في طريق الوصول!
7- العبرة بحضور القلب:
الانكسار والتذلل والتضرع لله والاعتراف بين يديه بالتقصير، وإطالة الدعاء في السجود، كلها علامات قبول، وتذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة على هيئة استطعام المسكين، فتسوَّل مغفرة الله وفضله وعطاءه.
8- لا تنس أمتك المكلومة في بقاع الأرض من دعائك، واستبشِر بالدعاء خيرا، وانوِ به أن تقوِّي عزمك على العمل لنصرتها بكل ما تستطيع.
9- إحسانك بالنهار مفتاح فوزك بالليل، والإحسان يشمل عدم العصيان وكثرة الطاعات وأعمال الإيمان.
10- الإيمان والاحتساب:
في الحديث: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
ومعنى "إيمانا" : أي مؤمناً بالله ومصدِّقاً بوعده وعظيم أجره وفضل القيام.
"واحتساباً": أي محتسباً الثواب عند الله تعالى لا بقصد الرياء والشهرة وغير الله
قال الله جلَّ وعلا : ) لَيْلةُ القَدْرِ خَيرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ( [1] .
المعنى : أن العبادة في ليلة القدر خيرٌ من العبادة في ) أَلْفِ شَهْرٍ ( ليس فيها ليلة القدر .
وأَلْفُ شهرٍ هذه تعدل ( 83 سنة و 4 أشهر ) .
فتصور أنك طوال هذه المدة من السنين وأنتَ عاكفٌ على العبادة ، فأفضل من ذلك : أن تقوم في ليلة القدر بالعبادات المشروعة : من صلاةٍ ودعاءٍ وتلاوةِ قرآنٍ وصِلةٍ وصدقةٍ وإحسانٍ ، إلى غير ذلك من أنواع البر وأبواب الطاعات .
ففي الحديث : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه ، وفي زيادة في المسند : " غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر " وحسَّنها الحافظ ابن حجر في "فتح الباري".
وليلة القدر سُمِّيَت بذلك لقَدْرِها العظيم عند الله ، أو لأنها يُقَدَّر فيها ما سيكون في العام التالي ، ويُنقل من اللوح المحفوظ إلى صحف الملائكة ، أو لأجل تضييق زمانها بإخفائه عن الناس .
وهي في العشر الأواخر من رمضان ، وتتنقل في ليالي العشر ، وأوتارها آكد وأرجى .
يقول النبي r : " فيه ـ يعني رمضان ـ ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر ، مَنْ حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم " رواه أحمد والنسائي .
سئل الإمام الضَّحَّاك ـ رحمه الله ـ : أرأيتَ النُّفَسَاءُ والحائض والمسافر والنائم ، هل لهم في ليلة القدر نصيب ؟ قال : نعم ، كلُّ من تقبَّل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر .
أيها الأخ الكريم ، الأخت الكريمة : إننا جميعاً مقصرون مذنبون ، لكن الله العَفُوَّ الغفور ، يغفر ويتجاوز ، بل إنَّ من إحسانه ـ سبحانه ـ أن هيأ لنا هذه المواسم الكريمة ، وتلك الفرص الجليلة ، والعبد مأمورٌ بالسعي في اكتساب الخيرات ، والاجتهاد في الأعمال الصالحات ، وكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلق له ، فالمبادرةَ المبادرة لاغتنام العمل فيما بقي من الشهر ، فعسى أن يُستدرك به ما فات من ضياع العمر . والله المستعان .
روى أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال كالوعاء ، إذا طاب أسفله طاب أعلاه ، وإذا فسد أسفله فسد أعلاه " رواه ابن ماجة وصححه ابن حبان .
نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنه رحمةَ ، إنه هو الوهاب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
=====
" يدعو لمقعدة عشرين سنة فتشفى "
قال عباس الدوري : حدثنا علي بن أبي فزارة جارنا قال : كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة فقالت لي يومًا : اذهب إلى أحمد بن حنبل فسله أن يدعو لي، فأتيت فدققت عليه وهو في دهليزه فقال : من هذا ؟ قلت : رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال : نحن أحوج أن تدعو الله لنا، فوليت منصرفًا فخرجت عجوز فقالت : قد تركته يدعو لها، فجئت إلى بيتنا ودققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي .
هذه الواقعة رواها ثقتان بن عباس ( سير أعلام النبلاء ) .
=====
" عجوزٌ تدعو على وزير "
ذكر التنوخي : أن أحد الوزراء في بغداد وقد سماه اعتدى على امرأة عجوز هناك، فسلبها حقوقها وصادر أملاكها، فذهبت إليه تبكي تشتكي من ظلمه، فما ارتدع وما تاب وما أناب قالت : لأدعون الله عليك، فأخذ يضحك منها باستهزاء ، وقال عليك بالثلث الأخير من الليل يستهزئ بها فذهبت وداومت على الثلث الأخير من الليل كما وصف لها هو، فما هو إلا وقت قصير إذ عُزل هذا الوزير وسلبت أمواله، وأخذ عقاره ثم أقيم في السوق يجلد؛ تعزيرًا له على أفعاله فخرجت له العجوز فقالت له : أحسنت، لقد وصفت لي الثلث الأخير من الليل فوجدته أحسن ما يكون .
===============
" زواج مبارك "
ذكر ابن رجب وغيره هذه القصة (أسوقها بتصرف) :
كان رجل من العباد في مكة، وانقطعت نفقته، وجاع جوعًا شديدًا، وأشرف على الهلاك، وبينما هو يدور في أحد شوارع مكة رأى عقدًا ثمينًا فأخذه إلى الحرم، وإذا برجل ينشد عنه قال : فوصفه لي فأعطيته إياه ... ولم آخذ منه شيئًا مقابلاً وقلت : اللهم إني تركت هذا لك فعوضني خيرًا، ثم ركب البحر فذهبت به الريح حتى تصدعت السفينة، وركب على خشبة حتى ألقته إلى جزيرة، ووجدت بها مسجدًا فجلست هناك وصليت مع أهل الجزيرة , ثم وجدت أوراقًا من المصحف فأخذت اقرأ فقالوا : علم أبناءنا القرآن فعلمتهم بأجره، ثم كتبت خطا فقالوا : علمهم الخط ثم قالوا : إن هناك بنتًا يتيمة كانت لرجل منا فيه خير وقد توفي فهل لك في زواجها، فقلت له : لا بأس فتزوجتها، ودخلت بها، فرأيت ذلك العقد الذي رأيته بمكة بعينه في عنقها قلت : ما قصته فأخبرتني الخبر، وأنه ضاع في مكة ووجده رجل فسلمه إلى أبيها، وكان أبوها يدعو الله بأنه يلقى ذلك الرجل فيزوجه ابنته قال : فأنا ذلك الرجل .
==========
" والد يدعو على ولده "
قال فضيلة الشيخ سعد بن مسفر القحطاني – وفقه الله - : «يخبرني رجل من الناس بقصة حصلت له، قال : كان عندي ولدٌ بارٌ، وفي أحد الأيام أتى إلي ابني ونحن نريد أن ننام، فقال : يا أبت، أنا قد تعبت من المذاكرة، وأريد أن أخرج قليلاً وأعود للبيت بعد نصف ساعة، فقال الأب : يا ولدي، لا تخرج الله يهديك الناس نيامٌ وأنت قد لبست ثوب النوم، فقال الابن : سوف أخرج بثوب النوم وأعود فقال الأب : لا، فلم يراجعه الابن؛ لأنه بار طيبٌ، ثم ذهب ورأته أمه فقالت ماذا بك ؟ قال : طلبت من أبي أن أخرج قليلاً، فأبى، فذهبت الأم إلى الأب وقالت : ولدنا طيب وفيه خير ... دعه يذهب ويرجع، ومع الضغوط وافق الأب وقال : دعيه يخرج الله لا يرده، يقول : قلت ذلك وأنا لست بصادق، وكأنها خرجت من فمي وباب السماء مفتوح، يقول : ذهب الولد ومضت ساعة وساعة ونصف، وساعتان ولم يأت الولد، أذن للفجر ولم يأت، فصار في قلبي مثل طعنة الرمح، وعرفت أنها الدعوة، يقول الأب : ثم صليت ورجعت إلى البيت ولم يأت ابني، فذهبت للشرطة فاتصلوا بالأجهزة، وقالوا هناك حوادث ووفيات، اذهب للمستشفى، فذهبت وفتحوا الثلاجة، وإذا ابني آخر واحد قد مات بعد حادث، وهو بثوب نومه، فأخرجناه وصلينا عليه، ودفناه، وعرفت عندها أنني أنا السبب دعوت فاستجيبت دعوتي !!» (من شريط واجب الآباء تجاه الأبناء للشيخ سعيد بن مسفر (مع تصرف)) . ===
" دعاء أهل البادية "
ذكر الشيخ عائض القرني – حفظه الله – في كتابه (لا تحزن) هذه القصة أسوقها بتصرف يسير : روي عن رجل من الفضلاء أنه كان بأهله في الصحراء في البادية، وكان رجلاً عابدًا قال : انقطعت المياه المجاورة لنا وذهبت لألتمس ماء لأهلي، فوجدت أن الغدير قد جف فعدت إليهم، ثم التمسنا الماء يمنة ويسرة فلم نجد، ولو قطرة، وأدركنا الظمأ واحتاج أطفالي للماء، فتذكرت رب العزة – سبحانه – القريب المجيب، فقمت، وتيممت، واستقبلت القبلة وصليت ركعتين، ثم رفعت يدي وبكيت وسألت الله – عز وجل – بإلحاح وتذكرت قوله : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ " [النمل: 62] ووالله ما هو إلا أن قمت من مقامي وليس في السماء من سحاب ولا غيم، وإذ بسحابة قد توسطت وكأني ومنزلي في الصحراء واحتكمت على المكان ثم أنزلت ماءها فامتلأت الغدران من حولنا وعن يميننا وعن يسارنا، فشربنا واغتسلنا وتوضأنا، وحمدنا الله – عز وجل – ثم ارتحلت قليلاً خلف هذا المكان فإذا الجدب والقحط فعلمت أن الله – تعالى – ساقها لي بدعائي فحمدت الله – عز وجل - .
" الظالم والمظلوم "
قال الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني – حفظه الله -: أحد الناس ظلم بشهادة زور على قطعة أرض هي له وملكه، وأراد رجل أن يأخذها؛ لأنها أمام بيته، يريدها موقفًا للسيارات، فذهب وحوطها فعلم صاحبها وجاء إليه، وقال : (إن هذه الأرض أرضي) قال : ليست لك، فاشتكى صاحب الأرض إلى المحكمة وأتى بالظالم فقال له القاضي : هل الأرض لك، قال نعم وعندي بينة، فذهب وأتى ببينة كاذبة، ذهب إلى أحد كبار السن وقال لهم في شأن أن يشهدوا معه، وعلمهم حدود الأرض، وهو في الليل، وأغراهم بأموال وأن يشهد معهم إذا أرادوا، فحضروا إلى المحكمة (الظالم والشاهدان – وصاحب الأرض المظلوم) ثم أدلى الشاهدان بالشهادة أن الأرض المحدودة من الشمال كذا ومن الشرق وكذا ومن الغرب كذا من الجنوب كذا هي ملك لفلان – أي الظالم – أبًا عن جد لا ينازعه فيها منازع، ولا يشاركه فيها مشارك، والله على ما نقول شهيد .
فسأل القاضي المظلوم : يبدوا أنه ليس عنده شهود بأن الأرض له – وقال له : هل عندك جرح بهؤلاء الشهود ؟ فقال المظلوم : لا ولكن أقول كلمة وهي والله إني أعلم أنه يعلم – أي الظالم والشهود – أنهم كذابين، وأن الأرض لي، ولكن أرادوا أخذها غصبًا ولكني أحولهم على رب العالمين، ثم قال له القاضي : هل عندك اعتراض على الصك فقال : لا، ليس عندي أي اعتراض على الصك، ثم نزل المظلوم وتوضأ، ودخل المسجد، وفزع إلى الصلاة، ودعا الله – عز وجل-؛ لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجابٌ – وقال في دعائه : «اللهم إنك تعلم أن فلانًا ظلمني، وأخذ الأرض وهي أرضي، وشهد اثنان ظلمًا وزورًا وأنه سوف يبني فيها وأنا أنظر ...فإنه سوف يضيق صدري بذلك، اللهم إني أسألك أن تنصرني هذا اليوم، ثم ذهب إلى البيت، ودخل على زوجته مكسور الفؤاد، ثم نام قليلاً، وأما الظالم والشهود فإنهم خرجوا من المحكمة ومعهم الصك، وقد وعدهم بالغداء وأعطاهم مالاً على شهادتهم له، وركبوا السيارة وفي إحدى المنعطفات في القرية ... مع فرحتهم بأخذ الأرض ظلمًا وعدوانًا إذا بالسيارة تتقلب بسبب سرعتها مع المنعطف أكثر من مرة ومات الرجل الظالم، ومعه الشاهدان والله ما أمسوا تلك الليلة إلا في قبورهم، وفي الصباح أخذت زوجة الظالم الصك وذهبت به إلى القاضي وردته إليه، وتبرأت من الأرض وردها القاضي إلى صاحبها» (شريط صل وانتظر النتيجة للشيخ سعيد بن مسفر – حفظه الله – بزيادات وترتيب) .
" انتظروا الموت فجاء الفرج "
قال الشيخ عائض القرني في كتابه (لا تحزن) عن رحلتهم في الطائرة، فقال : لما أصبحنا في الجو أخبرنا الطيار أننا سوف نعود إلى نفس المطار الذي ارتحلنا منه لخلل في الطائرة، فرجعنا وأصلحوا العطل، ثم ركبنا إلى المدينة الأخرى فلما اقتربنا منها أبت العجلات أن تنزل فأخذ يدور على تلك المدينة ساعة كاملة، ويحاول أكثر من عشر مرات فلا يستطيع، وأصابنا الهلع، وأصاب الكثير الانهيار وكثر بكاء النساء ورأيت الدموع تسيل على الخدود، وأصبحنا بين السماء والأرض ننتظر الموت، وارتحل القلب إلى الله – عز وجل – وأخذنا نذكر الله – تعالى – ونكرر «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير» في هتاف صادق، وقام شيخ كبير مسن يهتف بالناس أن يلجئوا إلى الله – تعالى – وأن يدعوه وأن يستغفروه وأن ينيبوا له. ودعونا الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ألححنا في الدعاء وما هو إلا وقت، ونعود للمرة الحادية عشرة والثانية عشرة فنهبط بسلام، فلما نزلنا كأنا خرجنا من القبور، وعادت النفس إلى ما كانت وظهرت البسمات فيا لطف الله – سبحانه وتعالى - .
كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلى الشاطئ نسيناه ونركب الجو في أمن وفي دعة وما سقطنا لأن الحافظ الله
" الرجل الصالح "
أعرض هذا القصة بتصرف (ذكرها الشيخ سعيد بن مسفر – حفظه الله – في مقابلة معه في إذاعة القرآن بالمملكة) : كانت هناك مدرسة في إحدى القرى وفيها مدرسون منهم رجل معرض عن الله – تعالى – فلا يصلي ولا يأتي بأمور الدين وعين فيها مدرس فيه خير وصلاح قال : لما ذهبت إلى تلك المدرسة وفي الاستراحة بين الدروس رأيت المدرسين مجتمعين وحدهم وهناك مدرس آخر في غرفة وحده فسألتهم قالوا: إنه لا يصلي فنحن لا نريده، ولا نجلس معه، قال : فذهبت وجلست معه فأبعد عني فلما كانت الاستراحة الثانية فعلت مثلها، فأنس بي قليلاً ثم قلت له : إنني أتيت إلى هذه القرية وليس معي أحد من أهلي وأريد أن أسكن معك؛ لأنك وحدك أيضًا. فساءه ذلك وقال : أنا ليس في خير، فقلت أسكن معك بضعة أيام وإذا وجدت محلاً خرجت عنك، فوافق على ذلك، فكنت أخدمه فأغسل ملابسه وأصنع الطعام وأنظف البيت، وأنا على ذلك لا أذكر له شيئًا من تقصيره في الصلاة، فقلت له يومًا : أريد أن أذهب واستأجر بيتًا فنهاني، نظرًا لخدمتي له، وفي يوم من الأيام كنا جالسين نشرب الشاي بعد الغداء إذ أذن المؤذن لصلاة العصر فوضعت ما في يدي وقمت فلما رآني قال لي : ألا تتعب من الذهاب إلى المسجد كل يوم خمس مرات، قلت له : لا بل أجد الراحة والطمأنينة فهل لك أن تجرب ذلك، فقال : نعم، فذهبنا إلى المسجد دون أن يتوضأ فلما دخلنا المسجد صلينا ركعتي المسجد، فقمت خلفه، ورفعت يدي إلى السماء وقلت : يا رب قد فعلت معه كل شيء حتى أدخلته عليك فأعده يا رب، فلما قضينا الصلاة قلت له كيف وجدت قلبك قال : راحة لم أجد مثلها : فقلت له إذن هناك صلاة المغرب، وأرجوا أن تغتسل وتتوضأ، فوافق على ذلك، ثم هداه الله – تعالى – فالتزم بأوامر الدين جميعًا وصرنا أصدقاء فقلت للمدرسين : معاملتكم ليست حسنة انظروا كيف هداه الله – تعالى – بالأخلاق والرفق. ثم انتدب للعمل خارج المملكة فذهب هناك وأسلم على يديه الكثير. والحمد لله رب العالمين .
" دعاء مضطر "
قال رجلٌ : قاربت إقامتي في بريطانيا على الانتهاء، وأوشكت مدة التأشيرة على النفاد خلال أسابيع عدة، وكان لا بد من تجديد الإقامة في وزارة الداخلية والعملية سهلة إذا توفرت المستندات كاملة .
بدأت في إعداد المستندات وما يلزم لكنني انشغلت، وأنا أسوف حتى جاءتني رسالة من قسم الأجانب في مركز الشرطة بضرورة الإسراع في مراج عة المكتب وإلا تصبح إقامتي غير شرعية، وأخذت ما يلزم من أوراقي وأوراق عائلتي وضعتها في كيس بلاستيك صغير حتى لا يجذب انتباه اللصوص، وقبضت أصابعي عليها بحذر، فهذا الكيس يحتوي على أغلى ما يملكه الفلسطيني في بلاد الغربة، فذهبت لبعض الأشغال؛ لأن الوقت مبكر، وذهبت إلى مكتبي في جمعية الطلبة المسلمين ونزلت كالعادة من السيارة، وذكرت البسملة لكني تسمرت عن المدخل فهناك شيء غير عادي؛ وجدت الباب الداخلي مخلوعًا، وملقى على الأرض، فأدركت أن المبنى قد اقتحم من الليل من قبل اللصوص، فأخذوا معظم المحتويات، فجلست على الكرسي متهالكًا، وبعد قليل بحثت لعلي أجد الهاتف فقد يكون سرق، فوجدته واتصلت بالشركة التي جاءت للتحقيق الروتيني ثم بقيت مع إخواني الذي جاؤوا لنتعاون على إصلاح ما خرب .
وبعدها رجعت إلى البيت منهكًا لدرجة أنني نسيت موضوع الإقامة والجوازات تمامًا، ثم تذكرته في اليوم الثاني، وعزمت على الذهاب لتجديدها، فبحثت عن الكيس الذي فيه وثائقي ووثائق أولادي (لأنني لاجئ فلسطيني) بحثت عنه في السيارة والبيت، وسألت الأهل فلم أجده، فقلت: ممكن أنني نسيته في مكتبي في الجمعية وكانت المفاجأة أنني لم أجده أيضًا .
فبدأت الأوهام وأنه قد يكون سرق مني، هنا أو هنا، ثم فتشت جميع الغرف لم أجده نزلت إلى السيارة ففتشتها على طريقة حرس الحدود الصهاينة حيث كانوا يفتشون سيارات الفلسطيني على الحواجز، ولكن لم أجد الوثائق، وبدأت أدعو الله – تعالى – وأكرر الدعاء، ولم يبق أمامي سوى الاتصال على الشرطة لإبلاغهم عن فقدان الوثائق، وليكن ما يكون، طلبت منهم مهلة فأمهلوني أسبوعًا ... ثم أسبوعًا آخر ثم وصلت الرسالة التي كنت أتوقعها، وفيها الأمر الحازم بالحضور في يوم كذا في ساعة كذا، فأدركت بأن رحلة المتاعب قادمة لا محالة، إلا أن يتغمدني الله برحمته، وجاء اليوم الموعود كان موعد ذهابي للشرطة متأخرًا فقد ذهبت للمكتب في الجمعية لإنهاء المعاملات ثم لمح في خاطري لم لا أصلي وأدعو الله – تعالى – فلعل فيها الفرج وكان الوقت ضحى ولما سجدت دعوت الله – تعالى – من صميم قلبي أن يفرج كربتي، وأن يرشدني إلى ضالتي .
فقد انقطع العون إلا منه – سبحانه – ثم رفعت رأسي وجلست للتشهد وكانت جوارحي وقلبي مطمئنة وأتتني راحة فقدتها منذ زمن، ولما سلمت عن يميني ثم سلمت عن يساري وجدت ما لم يكن في الحسبان لقد رأيت الكيس وأنا بين مصدق ومكذب ولقد تسمرت على النظر إليه أسرعت إليه ... إنه هو ... ألقيت به جانبًا وذهبت إلى سجادة الصلاة، لأسجد شكرًا لله – تعالى – ولساني يلهج بالثناء على الله – تعالى – وبحمده وسقطت دمعتان حارتان على السجادة ونهضت وأنا أتساءل لم لم أفعل هذا منذ زمن وبعد أن هدأت الأمور تذكرت أني ألقيت به جانبًا عندما دخلت مكتبي، ورأيت اللصوص قد سرقوا منه، وأثناء ترتيب المكان صار فوق الكيس بعض المتاع فأخفاه ولله الحمد (انظر: مجلة المجتمع ذكرتها بتصرف وزيادة ونقصان) .
======
" من كلام العلماء عن الدعاء "
قال ابن القيم – رحمه الله - : «وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يختلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاءً لا يحبه الله لما فيه من العدوان، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدًا فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا، وإما لحصول المانع من الإجابة : من أكل الحرام والظلم ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والشهوة واللهو وغلبتها عليه كما في مستدرك الحاكم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ادعو الله، وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاءً من قلب لاهٍ» فهذا دواء نافع مزيل للداء ولكنْ غفلةُ القلب عن الله تبطل قوته وكذلك أكل الحرام يبطل قوتها ويضعفها... قال أبو ذر : يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح» .
وقال – رحمه الله تعالى - : «والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أن يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن وله مع البلاء ثلاث مقامات :
أحدهما : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاءُ فيصاب به العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفًا .
الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه» .
وقال – رحمه الله الله تعالى - «ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه : أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذرًا أو غرس غرسًا فجعل يتعهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله» .
وقال – رحمه الله تعالى : «وإذا جمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب؛ وصادف وقتًا من أوقات الإجابة الستة وهو : الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تٌقضى الصلاة من ذلك اليوم، وآخر ساعة بعد العصر؛ وصادف خشوعًا في القلب وانكسارًا بين يدي الرب وذلاً له وتضرعًا ورقة؛ واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله، وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ... وألح في المسألة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدم بين يدي دعائه صدقةً فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدًا ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم»(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) .
قال يحيى بن معاذ الرازي : «لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طريقها بالذنوب» (سير أعلام النبلاء) .
قال الذهبي : وروى أبو عمر الضرير عن أبي عوانة قال : دخلت على همام بن يحيى وهو مريض أعوده فقال لي : يا أبا عوانة أُدع الله لي أن لا يميتني حتى يبلغ ولدي الصغار فقلت : إن الأجل قد فرغ منه فقال لي : أنت بعد في ضلالك قلت : (والكلام للذهبي) بئس هذا! بل كل شيء بقدر سابق ولكن وإن كان الأجل قد فرغ منه فإن الدعاء بطول البقاء قد صح دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لخادمه أنس بطول العمر، والله يمحو ما يشاء ويثبت فقد يكون طول العمر في علم الله مشروطًا بدعاء مجاب، كما أن طيران العمر قد يكون بأسباب جعلها الله من جور وعسف و(لا يرد القضاء إلا الدعاء) والكتاب الأول فلا يتغير) (سير أعلام النبلاء) .
قال أبو حازم الأعرج : «لأنا من أن أمنع من الدعاء أخوف مني أن أمنع الإجابة» (سير أعلام النبلاء) .
روى مسعر عن ابن عون قال : ذكر الناس داء وذكر الله دواء قلت (والكلام للذهبي) إي والله فالعجب منا ومن جهلنا، كيف ندع الدواء ونقتحم الداء ؟ قال الله تعالى : " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ " [البقرة: 153] وقال : " وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ " [العنكبوت: 46]، وقال تعالى : " الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " [الرعد: 28]، ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله، ومن أدمن الدعاء ولازم قرع الباب فتح له (سير أعلام النبلاء) .
عن مورق قال : «ما امتلأتُ غضبًا قط، ولقد سألت الله حاجة منذ عشرين سنة، فما شفعني فيها وما سئمت من الدعاء» (سير أعلام النبلاء) .
عن ابن المنكدر قال : «إن الله يحفظ العبد المؤمن في ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فما يزالون في حفظ أو في عافية ما كان بين ظهرانيهم» (سير أعلام النبلاء) .
قال الذهبي في وصيته لمحمد بن رافع السلامي – رحمهما الله تعالى - : «...فثمة طريق قد بقي لا أكتمه عنك وهو : كثرة الدعاء والاستعانة بالله العظيم في آناء الليل والنهار، وكثرة الإلحاح على مولاك بكل دعاء مأثور تستحضره أو غير مأثور، وعقيب الخمس : في أن يصلحك ويوفقك» (وصية الذهبي لمحمد بن رافع السلامي) .
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في فضائل الذكر والدعاء : «... ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله – تعالى – والثناء عليه بين يدي حاجته، ثم يسأل حاجته ... فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء يستجاب إذا تقدمه هذا الثناء والذكر وأنه اسم الله الأعظم، فكان ذكر الله – عز وجل – والثناء عليه أنجح ما طلب به العبد حوائجه فالدعاء الذي يقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد، فإذا انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه كان أبلغ في الإجابة وأفضل، فإنه يكون قد توسل المدعو بصفات كماله وإحسانه وفضله وعرَّض بل صرح بشدة حاجته وضرورته وفقره ومسكنته: فهذا المقتضي منه وأوصاف المسئول مقتضى من الله فاجتمع المقتضى من السائل والمقتضى من المسئول في الدعاء وكان أبلغ وألطف موقعًا وأتم معرفة وعبودية ... وفي الصحيحين : أن أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – قال : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال : قل : «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» فجمع في هذا الدعاء الشريف العظيم القدر بين الاعتراف بحاله والتوسل إلى ربه عز وجل بفضله وجوده وأنه المنفرد بغفران الذنوب، ثم سأل حاجته بعد التوسل بالأمرين معًا فهكذا أدب الدعاء وآداب العبودية» .
وقال – رحمه الله تعالى - : «قراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء هذا من حيث النظر لكل منهما مجردًا ... اللهم إلا أن يعرض للعبد ما يجعل الذكر أو الدعاء أنفع له من قراءة القرآن ... وكذلك أيضًا قد يعرض للعبد حاجة ضرورية إذا اشتغل عن سؤالها بقراءة أو ذكر لم يحضر قلبه فيهما وإذا أقبل على سؤالها والدعاء إليها اجتمع قلبه كله على الله تعالى وأحدث له تضرعًا وخشوعًا وابتهالاً، فهذا قد يكون اشتغاله بالدعاء والحالة هذه أنفع، وإن كان كل من القراءة والذكر أفضل وأعظم أجرًا، وهذا باب نافع يحتاج إلى فقه نفسه وفرقان بين فضيلة الشيء في نفسه وبين فضيلته العارضة، فيُعطى كل ذي حق حقه ويوضع كل شيء موضعه» (فضائل الذكر والدعاء، للإمام ابن القيم ) . ===
" من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "
1- عن شداد بن أوس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم : سيد الاستغفار أن يقول : «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» قال : من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة (رواه البخاري) .
2- عن أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي ؟ قال : قل : «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم»(رواه البخاري واللفظ له ورواه مسلم ) .
3- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم»(رواه البخاري واللفظ له ورواه مسلم ) .
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء» قال سفيان : الحديث ثلاث زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي (رواه البخاري واللفظ له ورواه مسلم).
5- عن مصعب قال : كان سعد يأمر بخمس ويذكرهن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بهن : «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أُرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا يعني فتنة الدجال، وأعوذ بك من عذاب القبر»(رواه البخاري واللفظ له ورواه مسلم ) .
6- عن أنس بن مالك – رضي الله عنه - : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» (رواه البخاري) .
7- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر ومن فتنة النار وعذاب النار ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال , اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب» (رواه البخاري واللفظ له ورواه مسلم ).
8- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال» (رواه البخاري) .
9- عن أنس رضي الله عنه قال : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» (رواه البخاري ورواه مسلم ) .
10- عن ابن أبي موسى عن أبيه – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء : «رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير» (رواه البخاري ورواه مسلم ) .
11- عن أبي مالك الأشعري عن أبيه قال : كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات : «اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني» (رواه مسلم ) .
12- عن فروة بن نوفل الأشجعي قال : سألت عائشة – رضي الله عنها – عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به الله قالت كان يقول : «اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل» (رواه مسلم ).
13- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم إني أعوذ بعزتك – لا إله إلا أنت – أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون (رواه مسلم ) .
14- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر» (رواه مسلم ) .
15- عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى» (رواه مسلم ) .
16- عن زيد بن أرقم قال : لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، قال كان يقول : «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها» (رواه مسلم ) .
17- عن علي – رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل: «اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سدادك السهم» (رواه مسلم ) .
18- عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «إن قلوب بني آدم كلها، بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد يصرفه حيث يشاء» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك» (رواه مسلم ) .
19- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول : «اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق» (رواه مسلم ) . ============
" فاستعن بمولاي "
عن عبد الله بن الزبير – رضي الله عنهما – قال : لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال : يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلومًا، وإن من أكبر همِّي لدَيْني، أفترى يُبقي دينُنا من مالنا شيئًا ؟ فقال : يا بني، بع ما لنا فاقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه – يعني عبد الله بن الزبير – يقول : ثلث الثلث، فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين فثلثه لولدك قال هشام : وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير – خبيب وعباد – وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات قال عبد الله : فجعل يوصيني بدينه ويقول : يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه مولاي قال : فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبت مَنْ مولاك ؟ قال : الله قال : فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه .
فقتل الزبير – رضي الله عنه – ولم يدَعْ دينارًا ولا درهمًا إلا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارًا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارًا بالكوفة ودارًا بمصر قال : وإنما كان دينُه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير : لا، ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئًا إلا أن يكون في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم .
قال عبد الله بن الزبير : فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف، قال : فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال : يا ابن أخي، كم على أخي من الدين ؟ فكتمته فقال : مائة ألف فقال حكيم : ما أرى أموالكم تَسَع لهذه فقال له عبد الله : أفرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف ؟ قال : ما أراكم تطيقون هذا، فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي .
قال : وكان الزبير قد اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف، ثم قام فقال : من كان على الزبير حق فليوافنا بالغابة فأتاه عبد الله بن جعفر – وكان له على الزبير أربعمائة ألف – فقال لعبد الله : إن شئتم تركتها لكم قال عبد الله : لا قال : فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخِّرون إن أخرتم فقال عبد الله : لا قال : قال : فاقطعوا لي قطعة فقال عبد الله : لك من هاهنا إلى هاهنا قال: فباع منها فقضى دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف، فقدم على معاوية – رضي الله عنه – وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة، فقال له معاوية: كم قوَّمت الغابة ؟ قال : كل سهم مائة ألف قال : كم بقي ؟ قال : أربعة أسهم ونصف فقال المنذر بن الزبير : قد أخذتُ سهمًا بمائة ألف وقال ابن زمعة : قد أخذتُ سهمًا بمائة ألف فقال معاوية : كم بقي ؟ فقال : سهم ونصف قال : أخذته بخمسين ومائة ألف. قال: وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف.
فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير : اقسم بيننا ميراثنا قال : لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين : ألا من كان له على الزبير دينٌ فليأته فلنقضه قال : فجعل كل سنة ينادي بالموسم، فلما مضى أربع سنين قسم بينهم، قال : وكان للزبير أربع نسوة، ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف، فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف (رواه البخاري) . ==========
" خرج من الجوع فرزق "
عن يزيد بن هارون قال : غدوت إلى أصبغ بن يزيد الوراق أريد أن أسمع منه فوجدته شديد الغمِّ فقلت : يرحمك الله، ممَّ غمُّك ؟ فقال لي : إن كنت تريد أن تكتب فاكتب، وإلا فانصرف. فكتبتُ وانصرفتُ، فلما كان في اليوم الثاني غدوت إليه فوجدته قد تضاعف، فسألتُه عن ذلك فقال : إن كنت تريد أن تكتب فاكتب وإلا فانصرف فكتبت وانصرفت، فلما كان اليوم الثالث رحتُ إليه فوجدتُه طلق الوجه مسرورًا، فقلت له : أراك اليوم والحمد لله مسرورًا وكنت بالأمس مغمومًا، فما الخبر ؟ فقال : أما إنك لولا سؤالك في اليوم الخالي ما أخبرتك، ولكني أعلمك أني مكثت أنا ومن عندي ثلاثًا لم نطعم طعامًا، فلما كان اليوم خرجت إلى ابنتي الصغيرة وقالت : يا أبت، الجوع فتركتها وأتيت الميضأة فتوضأت للصلاة، وصليت ركعتين ومددت يدي لأدعو، فأنسيت ما كنت أحسنه من الدعاء، فقلت : اللهم إن حرمتني الرزق فلا تحرمني الدعاء فألهمت الدعاء، وفيه : «... وافتح عليَّ رزقًا لا تجعل لأحد عليَّ فيه منة، ولا لك عليَّ في الآخرة تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين» ثم انصرفتُ إلى البيت فإذا بابنتي الكبيرة قد قامت إليَّ وقالت : يا أبه، جاء الساعة عمي بهذه الصرة من الدراهم وبحمال عليه دقيق وحمال عليه من كل شيء في السوق وقال : أقرئوا أخي السلام ... قال أصبغ بن زيد : والله ما كان لي من أحد، ولا أعرف من كان هذا القائل؛ ولكن الله على كل شيء قدير (انظر: المستغيثون بالله تعالى لابن بشكوال، ص64-65 بتصرف) .
" الابن يدعو لوالده "
ذُكر أن شابًا صالحًا يحب الأخيار ومجالستهم، وكان والده يكره الصالحين وإذا رآهم مع ابنه ربما طردهم من المنزل غير مراع شعور ابنه الصالح الذي ظل يدعو والده ويدعو له ... وفي ليلة من الليالي قام في ثلث الليل وصلى وفي آخر ركعة رفع يديه إلى السماء وبدأ يدعو لوالده ودموعه تنهمر من عينيه، وفي تلك اللحظات المفعمة بصدق الالتجاء إلى الله – تعالى – دخل والده البيت قادمًا من إحدى سهراته وسمع بالبيت باكيًا يبكي بحرقة وألم، فالتمس مصدر الصوت حتى وصل إليه فإذا هو ابنه يتضرع إلى الله تعالى أن يهدي والده فتأثر وجلس على ركبتيه عند باب الغرفة وأخذ يبكي ويراجع نفسه ويقول : ولدي يدعو لي وأنا أضايقه، ولدي يدعو لي وأنا أحاربه، ولما انتهى الابن من صلاته وفتح الباب إذ بوالده جالس يبكي، فلمار آه اشتد بكاؤه وضمه إليه وقال : والله لا أضايقك بعد اليوم، وهداه الله تعالى والعجيب أنهما ربما قاما يصليان آخر الليل سويًا . ==
" الرعاة الثلاثة "
قال رجل (حدثني من أثق به عن امرأة قريبة له من الصالحات أنها تقول : في ذات يوم كنت أرعى الماشية وهناك شابان من حولي يرعيان، وكنا في حر شديد فعطشنا حتى بلغ العطش بنا وبالماشية مبلغًا عظيمًا فاستغاث أحد الشابين بالله – تعالى – أن يسقينا، ولكن الشاب الآخر كان فاجرًا فبدأ يسخر ويستهزئ ويقول : لو كان لدى ربك ماء لسقى به نفسه " سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا " [الإسراء: 43] فمكثنا قليلاً حتى أنشأ الله – تعالى – سحابةً من قبل المغرب، فارتفعت شيئًا فشيئًا حتى أظلتنا ثم نزل الغيث، وبعد قليل نزلت السحابة على الذي يستهزئ ويسخر ونحن ننظر إليه فهربنا وأحاطت به وبدأت تقصفه بالصواعق الشديدة حتى أصبنا برعب شديد وكاد أن يُغشى علينا من هول المنظر لولا لطف الله – تعالى – ورحمته، فلما انجلت تلك السحابة عن الساخر المستهزئ إذا بها قد قطعته إربًا إربًا والله شديد العقاب . ===
" دعا على ابنه فعمي "
كان شاب يرعى غنمًا لأبيه، وفي يوم طلب من والده أن يسمح له بالذهاب للالتحاق بإحدى الوظائف فرفض الأب وحاول الابن مرارًا فلم يأذن له، فقرر الذهاب بالرغم من عدم رضا والده، فقال الأب: أما القوة فما لي عليك من قوة ولكن ليس لي إلا دعاء أرفعه إلى الله – تعالى – وقت السحر. فذهب الابن وترك الغنم مع رجل آخر، وأخذ من بعض قريباته ما يحتاجه المسافر، وعلم الأب بسفره – وكان صالحًا تقيًا – فرفع يديه إلى الحي القيوم وسأل الله – عز وجل – أن يريه في ولده ما يكره فعمي الابن في الطريق، واستقبله بعض أفراد قبيلته وقالوا: ماذا تريد قال : كنت أريد الوظيفة أما الآن فأنا أعمى لا يُقبل مثلي. فرجعوا به إلى أبيه ودخلوا عليه في جوف الليل، وكان والده ضعيف البصر فقال أفلان أنت ؟ قال الابن : نعم قال : هل وجدت السهم؟ قال: نعم فأخبروا الأب أنه عمي فحزن حزنًا عظيمًا وتأثر تأثرًا كبيرًا وقام تلك الليلة يبكي ويئن ويرفع ويسجد يدعو الله – تعالى – ويلحس عين ولده بلسانه ويبكي والله سميع قريب مجيب فما قام لصلاة الفجر حتى عاد لولده البصر فلله الحمد كثيرًا (بتصرف من شريط (عقوق الوالدين) للشيخ على القرني) . والتعقيب لو دعا لابنه بالهدي لهداه الله فلا تدعوا علي عيالكم بل ادعوا لهم بالهدي والرشاد
=======
" الطبيب والمفاجآت "
كانت تشتكي ألمًا في أذنها فذهبت للمستشفى وبعد الكشف قرر الطبيب حاجتها لعملية جراحية، فراجعت نفسها وكرهت كشف وجهها فامتنعت وأبت، عندها تذكر الطبيب امرأة أخرى فعلت مثلها فتبسم وقال : إن كنت لا تريدين العملية فكوني مثل تلك المرأة الكبيرة في السن التي جاءت إلي وكشفت عليها فإذا هي تحتاج لعملية ترقيع الطبلة فلما أخبرتها بكت وقالت يا طبيب : والله لا أكشف حجابي لغير محارمي، فشرحت لها أن حالتها تستدعي ذلك ولا ينفع لها العلاج، فازدادت إصرارًا وإباءً فأعطيتها موعدًا آخر علها تراجع نفسها وتوافق على العملية وجاء الموعد وحضرت وكأني بها تناجي ربها وتطلبه الشفاء العاجل، ولما جلست على السرير وكشفت عليها كانت الحقيقة التي أذهلتني وزادت من إيماني لقد نظرت إلى الأذن فإذا هي سليمة مائة بالمائة فتحيرت وسألتها مستفهمًا ما لخبر ؟ فقالت : منذ أن خرجت منك وأن أدعو الله – تعالى – أن يُشفيني لأني أفضل أن أموت ولا يراني أحد غير محرم لي فقلت : إن الله على كل شيء قدير ثم قال لهذه المرأة : وإن كنت ترفضين إجراء العملية فادعي الله – تعالى – والتجئي إليه بصدق بأن يشفيك ويكشف ما بك فقالت المرأة : ومن يكون مثل تلك العجوز فلعلها عابدة صوامة قوامة ولكن سأدعو ربي ثم خرجت من عنده وبدأت بالدعاء والابتهال إلى الله – تعالى – أن يشفيها ويكشف ما بها ومضت الأيام وحان الموعد فذهبت للطبيب الذي كان بانتظار المفاجأة الثانية وبدأ بالكشف عليها – وكأني به يرتجف قلبه أملاً في تحقيق رغبتها – فانشرح صدره لما كشف عليها، وقال مبشرًا ومستبشرًا وذاكرًا الله – تعالى - : إن الأذن بريئة تمامًا ولله الحمد ففرحت المرأة ولهج لسانها بقول : لك الحمد يا رب فأنت على كل شيء قدير، ثم قالت للطبيب : إني لزمت الدعاء فشفاني العليم الخبير القريب المجيب .
====
" لم يصب بأذى "
دخلت سيارة ذلك الشاب تحت شاحنة كبيرة واشتعلت فيها النار فاجتمع الناس وحاولوا إخراجها، والكل ينظر ما مصير السائق ؟ وماذا حدث له فلما أخرجوا السيارة إذا بالسائق لم يصب بأي أذى غير تناثر بعض الزواج عليه، عندها تعجب الجميع وارتفعت الأصوات بالتكبير والتهليل، فسأل أحدهم الرجل : هل تعرف عملاً أنجاك الله – تعالى – به ؟ فقال : إني أعمل في جدة وعندما استلمت الراتب ذهبت لوالدتي في رابغ، وأعطتها ما كتب لي فاستبشرت ودعت الله – تعالى – أن يحفظني ويبارك لي (من شريط بعنوان (سهام الليل) لفضيلة الشيخ أنس بن سعيد بن مسفر) .
" قصة الأربعة والعشرين ألفًا "
أخبرت امرأة بهذه القصة قائلة: استدان زوجي من شخص (أربعة وعشرين ألف ريال) ومرت سنوات لم يستطع معها زوجي جمع المال والدين مثقل كاهله، حتى أصبح دائم الهمَّ والحزن فضاقت بي الدنيا لحال زوجي، وفي إحدى ليالي رمضان قمت وصليت ودعوت الله – تعالى – بإلحاح – وأنا أبكي بشدة – أن يقضي الله – تعالى – دين زوجي، وفي الغد وقبيل الإفطار سمعت زوجي يتحدث في الهاتف بصوت مرتفع فحسبت الأمر سوءًا وذهبت مسرعة إليه لكنه انتهى من حديثه فسألته ما الأمر ؟ فقال : - وهو عاجز عن الكلام ويبكي بكاءً شديدًا ودموع الفرح بادية عليه - : إن المتصل صاحب الدين يخبرني أنه وهب المال لي، أما أنا فتلعثمت ولم أدر ما أقول فكأن جبلاً انزاح عن رأسي ولهج لساني بشكر الله – تعالى – على ما أنعم علينا. وشكرت صاحب الدين .
=======
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق