الأربعاء، 3 مايو 2023

ج3وج4. تهذيب الآثار للطبري{من 1813 الي2444 }

ج3.تهذيب الاثار للطبري{من 1813 الي2444 }

1813 - حدثني محمد بن عبيد المحاربي ، وعلي بن عبد الله الدهان ، قالا : حدثنا المفضل بن صالح أبو جميلة ، عن محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب ، رضوان الله عليه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا عمر ، » إنك رجل تؤذي الضعيف ، فإذا أردت أن تستلم الحجر « ، قال : محمد بن عبيد : فإن قدرت فاستلمه ، وقال علي : فإن خلا لك فاستلمه ، وإلا فاستقبله وكبر

1814 - حدثني أحمد بن حماد الدولابي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثني أبو يعفور العبدي ، قال : سمعت أميرا كان على مكة ، منصرف الحجاج عنها ، يقول : كان عمر رضوان الله عليه رجلا قويا ، وكان يزاحم على الركن ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « يا أبا حفص ، » إنك رجل قوي ، وإنك تزاحم على الركن فتؤذي الضعيف ، فإذا رأيت منه خلوة فاستلمه ، وإلا فكبر وامضه «

1815 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثني أبو يعفور ، عن شيخ ، عن عمر بن الخطاب ، رضوان الله عليه قال : قال : لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنك رجل شديد تزاحم على الحجر ، فإن رأيته خاليا فاستلمه ، وإن رأيت عليه زحاما فلا تستلمه »

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب فمن ذلك قول ابن عباس رضي الله عنه : طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعيره يستلم الركن بمحجنه ، يعني بالمحجن : عصا في رأسها انعطاف ، وهو الصولجان ، يجمع محاجن ، ومنه قول الطرماح بن حكيم : لها تفرات تحتها ، وقصارها على مشرة لم تعتلق بالمحاجن ومنه قولهم : « احتجن فلان كذا » ، إذا أخذه فختره أو خانه ، وأصله : إمالته إلى نفسه ، كالمحجن قد أميل طرفه إلى معظمه وعطف إليه وأما قوله : « يستلم الحجر بمحجنه » ، فإنه يعني بقوله : « يستلم » ، يصيب السلام ، والسلام : هو الحجر بعينه بمحجنه ، وإنما « يستلم » : يفتعل منه ، فمعنى الكلام : طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على راحلته ، يومئ بالمحجن الذي معه إلى الحجر الأسود ، حتى يصيبه به ، ويكبر ، ثم يقبل من محجنه الموضع الذي أصاب الحجر منه

ذكر خبر آخر من أخبار خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

1816 - حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : « خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، والناس مختلفون ، فصائم ومفطر ، فلما استوى على راحلته (1) دعا بإناء من لبن فوضعه على راحلته حتى نظر الناس ، ثم شربه » ، فقال المفطرون للصوام : انظروا أو : أفطروا يا عصاة القول في علل هذا الخبر : و هذا خبر عندنا صحيح سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح ، لعلل : إحداها : أنه من رواية عكرمة ، عن ابن عباس ، وقد ذكرنا قولهم في عكرمة وفيما روى ، فيما مضى قبل فكرهنا إعادته . والثانية : أنه خبر قد رواه عن عكرمة غير خالد فأرسله ولم يصله ، ولم يجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا . والثالثة : أنه من نقل خالد ، عن عكرمة ، وخالد عندهم في نقله نظر
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى

ذكر من روى هذا الخبر عن عكرمة فأرسله عنه ولم يصله

1817 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن أيوب ، عن عكرمة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم « كان في سفر في رمضان ، » فدعا بإناء من ماء فقال به ، حتى إذا رآه الناس شربه « وقد وافق في وصل هذا الخبر عن عكرمة ، عن ابن عباس خالدا من روايته عنه غير واحد

ذكر ذلك

1818 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، قال : أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد ، قال : أخبرنا حيوة ، قال : أخبرنا أبو الأسود ، أن عكرمة ، مولى ابن عباس حدثه ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان ، فصام حتى بلغ الكديد ، فبلغه أن الناس شق عليهم الصيام ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم « بقدح فيه لبن » ، فأمسكه في يده حتى رآه الناس ، وهو على راحلته (1) يلتفت حوله ، ثم شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفطر ، وناوله رجلا إلى جنبه فشرب ، فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى

1819 - حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي ، قال : حدثنا سهل بن بكار ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، عن الزبير بن الخريت ، عن عكرمة ، أن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مسافرا فأفطر ، وصام ناس ، فأخذ إناء فشربه وهو على راحلته (1) ، وقال : « اشربوا ، يا معشر العصاة »
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى

1820 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن أشعث ، عن عكرمة ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة من المدينة ، فصام حتى أتى قديدا ، فأتي بإناء فأفطر وهو على راحلته (1) ، وهو في رمضان ، وأفطروا ، فقال الذين أفطروا للذين لم يفطروا : أفطروا ، يا عصاة »
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى

1821 - حدثني علي بن الحسن الأزدي ، قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن أشعث بن سوار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان وهو صائم حتى أتى أظنه عسفان ، « فدعا بماء وهو على راحلته (1) فأفطر » ، وأفطر أناس معه ولم يفطر أناس ، فقال الذين أفطروا للذين لم يفطروا : أفطروا أيها العصاة ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفطر ، وقد وافق عكرمة في رواية هذا الخبر عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه جماعة
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى

ذكر من وافقه في ذلك

1822 - حدثنا ابن حميد ، وابن وكيع ، قالا : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ، ثم « دعا بإناء فشرب نهارا ، ثم أمر الناس ، ثم أهل حتى دخل مكة ، وافتتح مكة في رمضان » ، قال ابن عباس : فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر ، فمن شاء صام ، ومن شاء أفطر حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا مفضل بن مهلهل ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه

1823 - وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : « صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر »

1824 - حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : حدثنا سعد بن حفص ، قال : أخبرنا شيبان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة ، فصام حتى بلغ عسفان ، » ثم دعا بماء فرفعه على يده ليراه الناس ، فأفطر حتى قدم مكة ، وذلك في رمضان « ، قال : فكان ابن عباس يقول : صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر ، فمن شاء صام ، ومن شاء أفطر

1825 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « خرج من المدينة في رمضان حين فتح مكة ، فصام حتى أتى عسفان » ثم دعا بعس (1) من شراب أو أتي به فشرب « فكان ابن عباس ، يقول : من شاء صام ، ومن شاء فليفطر
__________
(1) العس : القدح الكبير وجمعه : عِساس وأعساس

1826 - حدثنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم « صام حتى أتى عسفان ، ثم دعا بماء فشرب » . وكان ابن عباس يقول : من شاء صام ومن شاء أفطر

1827 - حدثني عمر بن محمد الأنصاري أبو عاصم ، قال : حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم « صام حتى أتى عسفان ، فأتي بشراب فشرب » وقال ابن عباس : من شاء صام ، ومن شاء فليفطر

1828 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا قبيصة ، عن ورقاء بن عمر ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ، فلما أتى قديدا دعا بشراب فشرب ليرى الناس أنه مفطر ، فمن شاء صام ومن شاء أفطر »

1829 - حدثني محمد بن عمر بن الهياج الهمداني ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الرحمن ، قال : حدثني عبيدة بن الأسود ، قال : حدثنا القاسم بن الوليد ، عن سنان بن الحارث بن مصرف ، عن طلحة بن مصرف ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام ، حتى بلغ قديدا ، ثم أفطر ، قال : » ليصوم الناس في السفر ويفطروا ، فمن صام أجزأ (1) عنه صومه ، ومن أفطر وجب عليه القضاء «
__________
(1) أجزأ : قضى وأغنى وكفى

1830 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ، فلما انتهى إلى عسفان أفطر ، وإنما كان إفطاره ليتقووا به على قتال المشركين »

1831 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن محمد بن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حين افتتحها في رمضان ، فقيل : إن الناس قد جهدوا ، قد أصابهم عطش ، فلما أتى قديدا دعا بماء وهو على بعيره فأفطر ، فلم يعب الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم » ، قال ابن عباس : وكانت رخصة ، من شاء صام ، ومن شاء أفطر

1832 - حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، قال : أخبرنا إسحاق ، عن شريك ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حين افتتحها ، وذلك في رمضان ، وهو صائم ، فسار حتى أتى قديدا ، فبلغه أن الناس قد أصابهم عطش وجهد وهم صيام ، فدعا بماء فشرب ، فأفطر يومئذ من شاء ، وصام من شاء »

1833 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة صائما ، فلما أتى قديدا أفطر ، فلم يزل مفطرا حتى دخل مكة »

1834 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم « صام عام الفتح ، حتى إذا بلغ الكديد أفطر »

1835 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة من المدينة ، فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر ، وإنما يؤخذ بالآخر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم »

1836 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبدة بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشر أو عشرين من رمضان عام الفتح من المدينة ، فصام حتى إذا كان بالكديد أفطر ، فكانوا يرون الآخر من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الناسخ ، قال محمد : » والكديد « دون عسفان ، بين مكة والمدينة

1837 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ، قال : « مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفره عام الفتح ، واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصن بن عبيد بن خالد الغفاري ، فخرج لعشر مضين من رمضان ، فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصام الناس معه ، حتى إذا أتى الكديد ، ما بين عسفان وأمج ، أفطر ، ثم مضى حتى أتى مكة مفطرا . فكان الناس يرون أن آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم الفطر ، وأنه نسخ ما كان قبله »

1838 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يونس ، عن جعفر بن برقان ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة في رمضان ، فصام حتى انتهى إلى الكديد ، فدعا بإناء فيه لبن فشرب ، ثم رفعه ليرى الناس ، ثم لم يزل مفطرا حتى رجع » ، قلت للزهري : فأي ذلك أعجب إليك ؟ قال : الفطر ، لأنه كان آخر الأمرين

1839 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : « صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح حتى انتهى إلى الكديد فأفطر ، فلم يزل الناس مفطرين »

1840 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا مالك ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فصام وصام الناس حتى بلغ الكديد ، ثم أفطر وأفطر الناس ، وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم »

1841 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا رشدين بن سعد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن ابن عباس ، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « غزا غزوة الفتح في رمضان » ، قال ابن شهاب : فسمعت سعيد بن المسيب يقول مثل ذلك ، فلا أدري : أخرج في الباقي من هلال شعبان فاستقبله رمضان ، أم خرج في رمضان بعد ما دخل ؟ إن عبيد الله بن عبد الله أخبرني أن ابن عباس قال : « صام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ الكديد الماء الذي بين قديد ، وعسفان أفطر ، فلم يزل مفطرا حتى انسلخ (1) الشهر ، ولم يبلغني أنه أهل بعمرة
__________
(1) انسلخ : انتهى

1842 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : حدثني يونس ، ومالك بن أنس ، والليث ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن عباس ، قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في شهر رمضان ، فصام حتى بلغ الكديد ، ثم أفطر وأفطر الناس معه » وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جماعة من أصحابه ، نذكر ما صح من ذلك عندنا سنده ، ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله

ذكر ذلك

1843 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا حميد ، قال : قال : أنس بن مالك : « سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ، فصام قوم ، وأفطر آخرون ، فلم يعب صائم على مفطر ، ولا مفطر على صائم »

1844 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا حميد ، عن أنس ، قال : « سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ، فمنا الصائم ومنا المفطر ، لا يعيب الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم »

1845 - حدثني محمد بن مرزوق البصري ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا هشام بن حسان ، عن حميد ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم « كان في سفر في رمضان فأتي بإناء فوضعه على يده ، فلما رآه الناس أفطر أفطروا »

1846 - حدثني محمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا سعيد بن الحكم ، قال : أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن حميد ، أن بكر بن عبد الله المزني ، حدثه ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : « إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه في سفر ، فشق عليهم الصوم ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء ، فشرب وهو على راحلته (1) ، والناس ينظرون »
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى

1847 - حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا حميد الطويل ، عن بكر بن عبد الله المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « سافر في رمضان فصام ، فرأى الناس مجهودين ، فأتي بإناء من لبن فشرب والناس ينظرون ، يريهم أنه مفطر »

1848 - حدثني محمد بن مقاتل الرازي ، قال : حدثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء الدوسي ، عن الأعمش ، قال : قال : أنس بن مالك : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، - يعني في شهر رمضان - ، فمنا الصائم ومنا المفطر ، وكان الصائم أفضل في أنفسنا من المفطر ، وكان المفطرون يتعلمون ويشتوون ، قال : فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ذهب المفطرون بالأجر »

1849 - حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، قال : حدثنا محمد بن دينار ، عن سعد بن أوس ، عن ابن مخراق ، قال : سألت أبي عن الصيام ، فقال : قال ابن عمر : « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربع عشرة خلت من رمضان ، فأناخ (1) راحلته ، ووضع إحدى رجليه في الغرز (2) وأخرى في الأرض ، ثم دعا بلبن من لبنها فشرب »
__________
(1) أناخ البعير : أَبْرَكَه وأجلسه
(2) الغرز : ركاب الجمل من الجلد أو الخشب

1850 - حدثني العباس بن أبي طالب ، قال : حدثنا عيسى بن المنذر الحمصي ، قال : حدثنا محمد بن حرب الأبرش ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليس من البر الصيام في السفر »

1851 - حدثني العباس بن الوليد العذري ، قال : أخبرني أبي ، قال : سمعت الأوزاعي ، قال : حدثني عمرو بن سعد ، قال : حدثني زياد النميري ، قال : حدثني أنس بن مالك ، قال : « وافق رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان في سفر فصامه ، ووافقه رمضان في سفر فأفطره »

1852 - حدثني طليق بن محمد بن السكن الواسطي ، قال : أخبرنا يزيد ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ، فمر بنا على نهر فيه ماء من ماء السماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بعير والقوم صيام : « اشربوا » ، فأبوا ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فشرب وشرب الناس

1853 - حدثني طليق ، قال : أخبرنا يزيد ، قال : أخبرنا الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : « كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم بعضنا ويفطر بعضنا ، فلا يعيب المفطر على الصائم ، ولا الصائم على المفطر ، فيرون أن من كانت به قوة فلا بأس أن يصوم ، ومن كان به ضعف فلا بأس أن يفطر »

1854 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا سالم بن نوح ، قال : حدثنا عمر بن عامر ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : « خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم لثماني عشرة مضت من رمضان ، فمنا الصائم ومنا المفطر ، فلم يعب الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم » حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه

1855 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : « سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع عشرة أو لتسع عشرة مضت من رمضان ، فصام بعضهم وأفطر بعضهم ، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم »

1856 - حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : حدثنا إسحاق بن الربيع العصفري ، عن عاصم الأحول ، عن أبي نضرة ، عن جابر بن عبد الله ، قال : « كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيصوم بعضنا ويفطر بعضنا ، ولا يرى بعضنا على بعض عيبا »

1857 - حدثني بحر بن نصر الخولاني ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : حدثني معاوية ، عن ربيعة بن يزيد ، عن قزعة ، قال : أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس ، وهو مكثور (1) عليه ، فانتظرت خلوته حتى خلا ، فسألته عن صيام رمضان في السفر ، فقال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان عام الفتح ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ونصوم ، حتى إذا بلغ منزلا من المنازل قال : « إنكم قد دنوتم (2) من عدوكم ، والفطر أقوى لكم » فأصبحنا منا الصائم ومنا المفطر ، قال : ثم سرنا فنزلنا منزلا ، فقال : « إنكم تصبحون عدوكم ، والفطر أقوى لكم ، فأفطروا » فكان عزيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبو سعيد : لقد رأيتني أصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وبعد ذلك
__________
(1) مكثور عليه : تجمع حوله الناس
(2) الدنو : الاقتراب

1858 - حدثني العباس بن الوليد العذري ، قال : أخبرني أبي قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : حدثني عطية بن قيس الكلابي ، عن قزعة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : « آذننا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل عام الفتح ، في ليلتين خلتا من رمضان ، فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفطر ، فأصبح الناس شرجين ، منهم الصائم ومنهم المفطر ، حتى إذا بلغنا مر الظهران آذننا بلقاء العدو وأمرنا بالفطر ، فأفطرنا أجمعون »

1859 - حدثني عبد الله بن الصباح العطار ، قال : حدثنا أبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد ، قال : حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن سليمان بن يسار ، عن حمزة الأسلمي أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ، قال : « إن شئت صمت ، وإن شئت أفطرت »

1860 - حدثني سعيد بن يحيى الأموي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن عمران بن أبي أنس ، عن حنظلة بن علي ، وسليمان بن يسار ، وعن أبي مراوح ، عنهم جميعا ، عن حمزة بن عمرو الأسلمي ، قال : كنت امرأ أسرد (1) الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته ، فقلت : يا رسول الله ، إني أصوم فلا أفطر ، أفأصوم في السفر ؟ فقال : « إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر »
__________
(1) السرد : المتابعة بين الأيام في الصوم

1861 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، قال : أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال : أخبرنا حيوة بن شريح ، قال : أخبرنا أبو الأسود ، أنه سمع عروة بن الزبير ، يحدث ، عن أبي مراوح ، عن حمزة الأسلمي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ، قال : يا رسول الله ، إني أسرد (1) الصيام ، أفأصوم في السفر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنما هي رخصة من الله للعباد ، فمن قبلها فحسن جميل ، ومن تركها فلا جناح عليه » فكان حمزة يصوم الدهر ، فيصوم في السفر والحضر ، وكان عروة بن الزبير يصوم الدهر ، فيصوم في السفر والحضر ، حتى إن كان ليمرض فما يفطر ، وكان أبو مراوح يصوم الدهر ، فيصوم في السفر وفي الحضر
__________
(1) السرد : المتابعة بين الأيام في الصوم

1862 - حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : حدثنا عمي عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني ابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث ، والليث بن سعد ، عن بكير ، عن سليمان بن يسار ، عن حمزة بن عمرو ، أنه قال : يا رسول الله ، إني أجد بي قوة على الصيام في السفر ، فقال : « إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر »

1863 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن أبي مراوح ، عن حمزة بن عمرو الأسلمي ، أنه قال : يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر ، فهل علي جناح ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « » هي رخصة من الله ، فمن أخذ بها فحسن ، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه « » حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني ابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن أبي مراوح ، عن حمزة بن عمرو الأسلمي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله

1864 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي ، قال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، قال : حدثني عمران بن أبي أنس ، عن سليمان بن يسار ، عن حمزة بن عمرو الأسلمي ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ، فقال : « إن شئت أن تصوم فصم ، وإن شئت أن تفطر فأفطر »

1865 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن سليمان بن يسار ، أن حمزة الأسلمي ، سأل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ، فقال : « إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر »

1866 - حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر ، قال : سمعت الحجاج ، يحدث عن هشام بن عروة ، عن عائشة ، عن حمزة بن عمرو الأسلمي ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أصوم في السفر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر »

1867 - حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي ، وابن عرفة ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن عثمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها : أن حمزة الأسلمي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ، فقال : « إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر »

1868 - حدثني محمد بن عوف الطائي ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : حدثنا الليث ، قال : حدثني محمد بن عجلان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنهما قالت : سأل حمزة الأسلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصيام في السفر ، فقال : « إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر »

1869 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : سأل حمزة بن عمرو الأسلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رجلا كثير الصوم فقال : يا رسول الله أصوم في السفر ؟ فقال : « إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر »

1870 - حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ، وأبو كريب ، قالا : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن حمزة بن عمرو الأسلمي ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيام في السفر ، فقال : « إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر »

1871 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا أيوب ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن حمزة ، رجلا من أسلم ، قال : يا رسول الله إني أسرد (1) الصوم فلا أفطر ، أفأصوم في السفر ؟ فقال : « إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر »
__________
(1) السرد : المتابعة بين الأيام في الصوم

1872 - حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : حدثنا أسامة بن زيد ، أن محمد بن عمرو بن عطاء ، وعطاء بن أبي رباح ، حدثاه ، عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « خرج عام الفتح ، فصام وصام الناس معه ، حتى إذا كان بالكديد ، أخذ قدحا فيه ماء فشرب والناس ينظرون ، فكان ذلك الصيام ، وكان الفطر »

1873 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة ، فصام حتى بلغ كراع الغميم ، وصام الناس ، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ، ثم شرب ، فقيل له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام ، فقال : « أولئك العصاة ، أولئك العصاة »

1874 - حدثني العباس بن الوليد العذري ، قال : أخبرني أبي ، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : حدثني عطية بن قيس الكلابي ، عن قزعة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : « آذننا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل عام الفتح في ليلتين خلتا من رمضان ، فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفطر ، فأصبح الناس شرجين ، منهم الصائم ، ومنهم المفطر ، حتى إذا بلغنا مر الظهران ، آذننا بلقاء العدو ، وأمرنا بالفطر ، فأفطرنا أجمعون »

1875 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن مغيرة بن زياد ، عن عطاء ، عن عائشة ، رضي الله عنهما : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ويفطر

1876 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا جرير ، عن مسلم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : « سافر النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام وأفطر » القول في البيان عن معاني هذه الأخبار ، وما فيها من الفقه إن قال لنا قائل : ما أنت قائل في هذه الأخبار ، أصحاح هي أم غير صحاح ؟ فإن قلت : إنها غير صحاح ، فما وجه سقمها ؟ ورواتها عندك ثقات ونقلتها عدول ؟ وإن قلت : إنها صحاح ، فما أنت قائل فيما

1877 - حدثتنا به ، عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « الصائم رمضان في السفر ، كمفطره في الحضر »

1878 - حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد الواسطي ، قال : أخبرنا يعقوب يعني الزهري ، قال : حدثنا عبد الله بن موسى ، عن أسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الصائم في السفر ، كالمفطر في الحضر »

1879 - حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد الواسطي ، قال : أخبرنا يزيد ، قال : أخبرنا يزيد بن عياض ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الصائم في السفر ، كالمفطر في الحضر »

1880 - حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي ، قال : حدثنا عبد الله بن ميمون ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس من البر الصيام في السفر »

1881 - حدثني أبو سعيد البغدادي ، محمد بن بزيع قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، عن خالد العبد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليس من البر الصوم في السفر »

1882 - حدثني حاتم بن بكر الضبي ، قال : حدثنا خلاد بن يزيد ، قال : حدثنا محمد بن أبي حميد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس من البر الصوم في السفر »

1883 - حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ، قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن صفوان بن عبد الله ، عن أم الدرداء ، عن كعب بن عاصم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ليس من البر الصيام في السفر »

1884 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن محمد بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليس من البر الصيام في السفر » قيل : قد اختلف السلف قبلنا في ذلك ، فقال بعضهم بتصحيح الأخبار التي ذكرناها قبل عن ابن عباس ومن وافقه في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صام في السفر وأفطر ، وتوهين الأخبار الواردة عنه أنه قال : « الصائم في السفر كالمفطر في الحضر » ، وأنه قال : « ليس من البر الصوم في السفر »

ذكر من قال ذلك

1885 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني وهب بن جرير ، قال : حدثنا شعبة ، عن عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك ، أنه قال في الصوم في السفر : « إن شئت صمت ، وإن شئت أفطرت ، وأحب إلي أن تصوم »

1886 - حدثني سلم بن جنادة السوائي ، قال : حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم ، قال : حدثنا عاصم الأحول ، قال : سئل أنس بن مالك عن الصوم في السفر ، فقال : « من أفطر فرخصة ، ومن صام فالصوم أفضل »

1887 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا سفيان يعني ابن حبيب ، عن العوام بن حوشب ، قال : قلت لمجاهد في الصوم في السفر ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم فيه ويفطر ، قال : قلت : فأيهما أحب إليك ؟ قال : « إنما هي رخصة ، وأن تصوم رمضان أحب إلي »

1888 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثني الحسين ، عن أبي هارون ، قال : سألت أبا سعيد : أكنتم تصومون في السفر ؟ فقال : « كنا نصوم إذا شئنا ، ونفطر إذا شئنا ، لا يعيب الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم ، وذلك في شهر رمضان »

1889 - حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا سليم بن حيان ، قال : حدثنا سعيد بن ميناء ، قال : سمعت رجلا ، سأل ابن عمر عن الصوم في السفر ، فقال له ابن عمر : « لا آمرك ولا أنهاك ، وأما أنا فآخذ ، برخصة الله ، إن شئت صمت ، وإن شئت أفطرت »

1890 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : كان يزيد بن معاوية النخعي من أصحاب عبد الله بن مسعود ، وكان في سفر مع أصحاب عبد الله ، فأدركهم رمضان في بعض السواد ، فصاموا كلهم غيره ، فقال : أما أنا فأقبل « رخصة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أحي قضيته ، وإن أمت فأنا في عذر » . فرجع أصحابه كلهم ولم يرجع هو

1891 - حدثني العباس بن الوليد العذري ، قال : أخبرني أبي ، قال : حدثني عبد الله بن شوذب ، قال : حدثني أبو جمرة ، قال : سألت ابن عباس رضي الله عنه عن الصيام في السفر أو سئل عنه ، فقال : « خيرك الله بين اليسر والعسر ، فدع العسر (1) »
__________
(1) العسر : الشدة والضيق

1892 - حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني أسامة بن زيد ، أن ابن شهاب ، حدثه عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، قال : خرجت مع أبي ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الزهري عام أذرح ، « فوقع الوجع بالشام ، فأقمنا بسرغ خمسين ليلة ، فدخل علينا رمضان ، فصام المسور ، وعبد الرحمن بن الأسود ، وأفطر سعد بن أبي وقاص فأبى (1) أن يصوم ، فقلت لسعد : يا أبا إسحاق ، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهدت بدرا ، والمسور يصوم وعبد الرحمن ، وأنت تفطر ؟ فقال سعد : إني أنا أفقه منهما »
__________
(1) أبى : رفض وامتنع

1893 - حدثني يعقوب ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، قال : حدثني رجل ، قال : ذكروا الصوم في السفر عند عمر بن عبد العزيز ، فقال سالم : كان عبد الله لا يصوم ، وقال عروة : كانت عائشة تصوم ، قال : سالم : إني إنما أخذت عن عبد الله ، وقال عروة : إني إنما أخذت عن عائشة ، فارتفعت أصواتهما ، فقال عمر : « اللهم غفرا ، إذا كان يسرا فصوموه ، وإذا كان عسرا فأفطروه »

1894 - حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا المسعودي ، عن الحسن بن سعد ، عن أبيه ، قال : « خرجت مع علي رضوان الله عليه في شهر رمضان ، من ضيعة له ، وهو على حمار ، فمشيت ، فصام ، وأمرني فأفطرت »

1895 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن أشعث بن عبد الملك ، عن محمد ، عن عثمان بن أبي العاص ، قال : « الفطر في السفر رخصة ، والصوم أفضل »

1896 - حدثني أبو السائب ، سلم بن جنادة قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال : « جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين ، منا الصائم ومنا المفطر ، فلم يكن يعيب بعضنا على بعض »

1897 - حدثني علي بن الحسن الأزدي ، قال : حدثنا المعافى بن عمران ، عن سفيان ، عن حماد ، عن سعيد بن جبير ، قال : « الفطر في السفر رخصة ، والصوم أفضل »

1898 - حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، قال : أخبرنا إسحاق ، عن شريك ، عن عامر بن شقيق الأسدي ، عن أبي وائل ، قال : غزونا غزوة فأهللنا هلال رمضان بحلوان ، وفينا اثنا عشر أو ثلاثة عشر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بدر ، فنادى المنادي : « إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام في السفر وأفطر ، فمن شاء فليصم ، ومن شاء فليفطر »

1899 - حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد الواسطي ، قال : أخبرنا يعقوب ، قال : حدثنا صالح بن محمد بن صالح ، عن أبيه ، قال : قلت للقاسم بن محمد : إنا نسافر في الشتاء في رمضان ، وإن صمت فيه كان أهون علي من أن أقضيه في الحر ؟ قال : « قال الله تبارك وتعالى : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر (1) ما كان أيسر عليك فافعل »
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 185

2092 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني ابن أبي عدي ، عن داود ، عن سعيد ، قال : « كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافرون في رمضان ، فيصوم الصائم ويفطر المفطر ، لا يعيب المفطر على الصائم ، ولا الصائم على المفطر » حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني عبد الأعلى ، قال : حدثنا داود ، عن الحسن ، وسعيد بن المسيب أن نفرا ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون في رمضان ، فذكر نحوه

2093 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا داود ، عن عامر قال : « كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافرون ، فمنهم الصائم ومنهم المفطر ، فلا يعيب الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم »

2094 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني عبد الأعلى ، قال : حدثنا داود ، عن الحسن « أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون في رمضان ، فيصوم الصائم ويفطر المفطر ، فلا يعيب الصائم على المفطر ، ولا المفطر على الصائم »

2095 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا كهمس ، قال : سألنا سالما عن صوم رمضان في السفر ، فقال : « إن صمتم فقد أجزأ عنكم ، وإن أفطرتم فقد رخص لكم »

2096 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن حماد ، عن سعيد بن جبير ، وإبراهيم ، ومجاهد أنهم قالوا : « الصوم في السفر إن شاء صام وإن شاء أفطر ، والصوم أحب إليهم »

2097 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : قال لي مجاهد في الصوم في السفر - يعني صوم رمضان : « والله ما منهما إلا حلال ، الصوم والإفطار ، وما أراد الله بالإفطار إلا التيسير بعباده »

2098 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا ابن إسحاق ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، قال : خرج عمر بن الخطاب رضوان الله عليه في بعض أسفاره في ليال بقيت من رمضان ، فقال : « إن الشهر قد تسعسع - أو تسغسغ - فلو صمنا ، فصام وصام الناس معه ، ثم أقبل مرة قافلا حتى إذا كان بالروحاء أهل هلال شهر رمضان ، فقال : إن الله قد قضى السفر ، فلو صمنا ولم نثلم شهرنا ، قال : فصام وصام الناس معه »

2099 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا الحكم بن بشير ، قال : حدثنا بشير بن سلمان ، قال : سألت الحكم بن عتيبة عن الصوم في السفر في رمضان ، فقال : « خرج النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان صائما حتى أتى مكان كذا وكذا ، ثم أفطر » ، فقال رجل من القوم : ذاك نصف الطريق ، ثم أفطر حتى أتى مكة

2100 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا أيوب ، قال : حدثنا عروة ، وسالم أنهما كانا عند عمر بن عبد العزيز رحمه الله إذ هو أمير على المدينة ، فتذاكروا الصوم في السفر ، فقال سالم : كان ابن عمر لا يصوم في السفر ، قال : عروة : كانت عائشة تصوم ، فقال سالم : إنما أحدث عن ابن عمر وقال عروة : إنما أحدث عن عائشة ، حتى ارتفعت أصواتهما ، فقال عمر بن عبد العزيز : « اللهم غفرا ، إذا كان يسرا فصوموا ، وإذا كان عسرا فأفطروا »

2101 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن سالم ، قال : خرج عمر بن الخطاب رضوان الله عليه في عقب رمضان ، وقد بقيت منه ليال ، فقال : « لو أنا صمنا بقية شهرنا ، فإن الشهر قد تسعسع » ، قال : فصام وصام الناس معه قال : وأقبل في سفر له آخر ، حتى إذا كان بالروحاء أهل رمضان ، فقال : قد قضى الله السفر ، إنما هو يوم وليلة ، فلو أنا صمنا ولم نثلم شهرنا ، قال : فصام وصام الناس معه

2102 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن عطاء ، عن إبراهيم ، قال : « قدم قوم من أصحاب عبد الله من الجبل ، فلما قدموا حلوان أدركهم رمضان ، فصام بعضهم وأفطر بعضهم ، فلم يعب من أفطر على من صام ، ولا من صام على من أفطر » وقال : آخرون بتوهين الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه صام في السفر وأفطر ، وتصحيح الأخبار الواردة عنه أنه أفطر وأمر بالإفطار

ذكر من قال ذلك ، ومن اختار الإفطار في السفر على الصوم

2103 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، وحدثني يعقوب ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم جميعا عن سعيد ، عن قتادة ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس ، قال : « الإفطار في السفر عزمة »

2104 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن ابن عمر ، قال : « الإفطار في السفر ، صدقة تصدق الله بها على عباده »

2105 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا شعبة ، عن يعلى ، عن يوسف بن الحكم ، قال : سألت ابن عمر - أو سئل - عن الصوم في السفر ، قال : « أرأيت لو تصدقت على رجل بصدقة فردها عليك ، ألم تغضب ؟ فإنها صدقة من الله تصدق بها عليكم »

2106 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا أيوب ، عن نافع أن ابن عمر « كان لا يصوم في السفر ، ولا يكاد يفطر في الحضر إلا أن يمرض ، أو أيام يقدم »

2107 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا أيوب ، قال : قلت : لنافع : أكان ابن عمر يصحبه إنسان يصوم في السفر ؟ قال : « قد صحبه فلان الليثي وكان يصوم ، فكان يقيم عليه حتى يفطر ، وكان يأمر أن أعد له سحوره »

2108 - حدثنا ابن بشار ، قال : 0000 ، حدثنا أيوب ، قال : قال نافع : ما رأيت ابن عمر صام في السفر إلا يوما ، فقلت له : ما لك صمت ؟ فقال : « إني أردت أن أصبح بمكة ، فكرهت أن أقدمها مفطرا والناس صيام »

2109 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن مجاهد ، قال : قال : لي ابن عمر : « إذا سافرت فلا تصم ، فإنك إن تعمل » قالوا : اكفوا الصائم ، وإذا أكلوا شيئا ، قالوا : ارفعوا للصائم ، فيذهبوا بأجرك

2110 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا خبيب ، عن حفص بن عاصم ، قال : كان رجل يصحب ابن عمر ، فكان يصوم في السفر ، فقال ابن عمر : « إني لأحسب لو أفطرت كان خيرا لك »

2110 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا خبيب ، عن حفص بن عاصم ، قال : كان رجل يصحب ابن عمر ، فكان يصوم في السفر ، فقال ابن عمر : « إني لأحسب لو أفطرت كان خيرا لك »

2112 - وحدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، قال : حدثنا أبو زرعة ، قال : حدثنا حيوة ، قال : أخبرنا عطاء بن دينار الهذلي أن أبا يحيى عامر بن يحيى المعافري حدثه أن بلال بن عبد الله بن عمر سأل أباه عبد الله بن عمر ، قال : إنا لنخرج إلى إفريقية فنكون في المحامل ، ونقدم السرادقات بين أيدينا ، فنجد الطعام والماء ميسورا ، فنصوم في السفر ؟ فقال له عبد الله : « إن سارت معك الجبال طعاما والأنهار شرابا ، فأفطر في السفر »

2113 - حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني أسامة ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر يسرد (1) الصوم ، فإذا سافر أفطر ، قال : نافع : ولم يكن ابن عمر يصوم في السفر
__________
(1) السرد : المتابعة بين الأيام في الصوم

2114 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن حميد ، عن نافع ، قال : أراه ، قال : « ما رأيت ابن عمر صائما في سفر ، ولا مفطرا في حضر »

2115 - حدثنا محمد بن مقاتل الرازي ، قال : حدثنا أبو زهير ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، قال : قال ابن عمر : يا مجاهد ، « إذا سافرت فأفطر حتى لا يذهب المفطرون بالأجر » ، قال : قلت : وكيف ذلك ؟ قال : « لأنك إذا صمت قام المفطرون بأمرك ، فيقولون : فلان صائم فوصوه واعملوا له ، وما أشبه ذلك ، فيذهبوا بأجرك أو كلاما هذا معناه »

2116 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد - أحسبه أنا - عن جنادة بن أبي أمية ، قال : دخلت على أبي ذر بفارس وهو يأكل كعكا وزيتا ، فقال : « ادن (1) فاطعم » ، فقلت : إني صائم ، قال : « وما تريد بالصوم ؟ » ، قلت : أطلب الأجر ، قال : « فلا تصم في السفر ، فإن القوم إن كان في الماء قلة » قالوا : إن صاحبكم صائم ، فآثروك به ، وإن كان في الظل قلة قالوا : إن صاحبكم صائم ، فآثروك (2) ، وإن كان عمل قالوا : إن صاحبكم صائم فاكفوه ، فيذهبوا بأجرك
__________
(1) الدنو : الاقتراب
(2) آثر : أعطى وأفرد وخص وفضل وقدم وميز

2117 - حدثني يعقوب ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا أيوب ، عن نافع ، قال : « كان ابن عمر لا يصوم في السفر ، ولا يكاد يفطر في الحضر ، إلا أن يمرض ، أو أيام يقدم ، فإنه كان رجلا كريما يحب أن يؤكل عنده ، قال : وكان يقول : » لأن أفطر في السفر فآخذ برخصة الله ، أحب إلي من أن أصوم «

2118 - حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال : حدثنا المحاربي ، عن عبد الملك بن حميد ، قال : قال : أبو جعفر : « كان أبي لا يصوم في السفر ، وينهى عنه »

2119 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا أبو الفيض ، قال : « كان علينا أمير بالشام ، فنهانا عن الصوم في السفر » ، فسألت أبا قرصافة - رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بني ليث - قال ابن المثنى : قال عبد الصمد : سمعت رجلا من قومه يقول : إنه واثلة بن الأسقع قال : لو صمت في السفر ما قضيت

2120 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبدة بن أبي لبابة ، قال : سمعت ابن أبي الجعد ، يقول : « ليس البر أن تصوموا في السفر »

2121 - وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا المعتمر ، قال : سمعت عبيد الله ، عن نافع أن عبد الله ، قال : « الفطر في السفر أحب إلي من الصوم »

2122 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا عبيد ، عن الضحاك أنه « كره الصوم في السفر »

2123 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا عبيد ، عن الضحاك أنه « كره الصوم في السفر »

2124 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثني أبي ، قال : سألت الزهري ، عن الصوم في السفر ، فقال : « ليس من البر الصوم في السفر » وعلة قائلي هذه المقالة الأخبار التي ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ليس من البر الصوم في السفر » وقالوا : كان آخر الأمرين من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر الإفطار . قالوا : إنما يعمل بالآخر فالآخر من أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الآخر هو الناسخ ما قبله ، وما قبله هو المنسوخ ، قالوا : وقد قال الله تعالى ذكره : ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر (1) . قالوا : فإنما ألزم المريض والمسافر في شهر رمضان صوم أيام من غير شهر رمضان . قالوا : فغير جائز لهما صوم الأيام التي جعل فرض الصوم عليهما من غيرها وقال آخرون : إنما أراد الله تعالى ذكره بقوله : ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر التيسير على المريض والمسافر والتخفيف عليهما بإرخاصه لهما الفطر ، لما علم من مشقة ذلك عليهما وثقل مؤونته . فأما من لم يكن عليه منهما في الصوم فيه مشقة ولا مؤونة ثقيلة فإن الفضل له في الصوم وترك الإفطار . وفي قول بعضهم : الواجب عليه الصوم وترك الإفطار
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 185

ذكر من كان يرى الصوم في السفر والمرض إذا كان يسرا ولم يكن عسرا هو الواجب

2125 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا الحكم بن بشير ، قال : حدثنا أبي بشير بن سلمان ، عن خيثمة ، قال : سألت أنس بن مالك عن الصوم في السفر ، فقال : « قد أمرت غلامي أن يصوم فأبى . قلت : فأين هذه الآية ؟ فقال : إنها نزلت ونحن نرتحل جياعا (1) ، وننزل على غير شبع ، وإنا اليوم نرتحل شباعا وننزل على شبع »
__________
(1) جياع : جمع جائع

2126 - حدثنا محمد بن عمارة الأسدي ، قال : حدثنا عبيد الله ، قال : أخبرنا بشير بن سلمان ، عن خيثمة ، قال : أتينا أنس بن مالك فذكرنا له الصوم في السفر ، فقال : « نعم ، أما إني قد أمرت غلامي فأبى (1) ، قلنا : فأين هذه الآية : ومن كان مريضا أو على سفر (2) ؟ قال : نزلت ونحن يومئذ نرتحل جياعا (3) ، وننزل على غير شبع ، وإنا اليوم نرتحل شباعا وننزل على شبع »
__________
(1) أبى : رفض وامتنع
(2) سورة : البقرة آية رقم : 185
(3) جياع : جمع جائع

2127 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن موسى مولى بني عامر وليس بموسى السبلاني ، قال : سألت أنس بن مالك عن الصوم في السفر ، فقال : « كنا مع أبي موسى الأشعري بتستر نقاتلهم ، فصام وصمنا » حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني عبد الصمد ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا موسى بن عامر كذا ، قال : قال : سمعت أنسا ، وسئل عن الصوم في السفر ، فذكر مثله

2128 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن الأشعث بن سليم ، قال : « صحبت أبي ، والأسود بن يزيد ، وعمرو بن ميمون ، وأبا وائل إلى مكة ، فكانوا يصومون رمضان وغيره في السفر »

2129 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، أنه أتى حذيفة ، قال شعبة : قال : الحكم أو سليمان : لا آذن لك إلا أن تجعل لي أن تصوم في السفر ، قال : فإني أجعل لك ذلك ، وأتم الصلاة ، قال أحدهما : إذن لك على أن تقصر الصلاة ، قال : فإني أقصر وأصوم

2130 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أيمن بن نابل ، قال : قلت : لمجاهد ونحن بأرض الروم : ما ترى في الصوم ؟ قال : « أنا صائم »

2131 - حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا سفيان يعني ابن حبيب ، عن العوام بن حوشب ، قال : قلت : لمجاهد : الصوم في السفر ؟ قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم فيه ويفطر » ، قال : قلت : فأيهما أحب إليك ؟ قال : إنما هي رخصة ، وإن صوم رمضان أحب إلي

2132 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا المعتمر ، قال : سمعت عبيد الله ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، والقاسم بن محمد أنهما زعما أن عائشة رضي الله عنهما « كانت تصوم في السفر »

2133 - حدثني محمد بن عبد الله المصري ، قال : أخبرنا أبو زرعة ، قال : أخبرنا حيوة ، قال : أخبرنا أبو الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : « أنها كانت تصوم في السفر والحضر »

2134 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن ابن عون ، عن القاسم بن محمد ، قال : « لقد رأيت أم المؤمنين تصوم في السفر حتى أذلقها (1) » ، قال ابن عون : أو قال : أذرقها السموم
__________
(1) أذلق : أجهد وأقلق

2135 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، عن عبيد الله ، عن جابر بن زيد ، وعكرمة أنهما « كانا يصومان في السفر »

2136 - حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، قال : « كان أبي يصوم في الحضر والسفر »

2137 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد ، قال : أخبرنا حيوة بن شريح ، قال : أخبرنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن أبي مراوح ، عن حمزة الأسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان « يصوم الدهر ، فيصوم في السفر والحضر ، وكان أبو مراوح يصوم الدهر ، فيصوم في السفر والحضر ، وكان عروة بن الزبير يصوم الدهر ، فيصوم في السفر والحضر ، حتى إن كان ليمرض فما يفطر »

2138 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني مالك ، عن سمي أن أبا بكر بن عبد الرحمن « كان يصوم في السفر » وعلة قائلي هذه المقالة صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صام في سفره عام شخص لحرب قريش ، فلم يفطر حتى قارب مكة ودنا من عدوه ، فأفطر لما دنا منهم مريدا حربهم ؛ خشية الضعف على أصحابه عند لقاء العدو صياما . قالوا : فالفطر الذي ندب إليه المسافر هو الذي يكون بتركه على تاركه من الخوف على نفسه ، ما كان على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دنوهم للقاء عدوهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأما من كان غير مخوف عليه بصومه أذى ولا مكروه ، ولا على أحد بسببه ، فإنه غير جائز له الإفطار في شهر رمضان لسفر ولا غيره . وقد ذكرنا قبل فيما مضى قول من أباح الإفطار في شهر رمضان في السفر ، وإن كان غير مخوف عليه بالصوم مكروه ولا أذى ، ورأى أن الصوم له أفضل . وعلة قائلي ذلك نظيرة قائلي هذه المقالة ، غير أنهم جعلوا لمطيق الصوم في السفر الخيار بين الصوم والإفطار ، وقالوا : أفضل الأمرين له الصوم ؛ لأن الله تعالى ذكره إنما أباح له الإفطار في سفره تيسيرا عليه بقوله : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر (1) ) ، قالوا : فإذا لم يكن عليه في الصوم عسر ، فالفضل له في الصوم ، والصواب من القول في ذلك عندنا قول من قال : الإفطار في شهر رمضان في السفر الذي هو غير معصية لله رخصة من الله عز ذكره لعباده المؤمنين ، وتيسير منه عليهم ، إذا كانوا للصوم مطيقين ، وعلى أنفسهم بالصوم غير خائفين ، عجزا عما هو أولى بهم منه ، من أداء فرائض الله ، لقوله تعالى ذكره عقيب قوله : ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) ، فأخبره عز ذكره أنه إنما أطلق الإفطار في شهر الصوم في حال السفر والمرض ، وإبدال عدة ما يفطر من ذلك من الأيام من أيام أخر من غيره ، إرادة اليسر منه بنا لا العسر . فمن اختار رخصة الله له ، فأفطر في حال سفره أو مرضه لم يكن معنفا ، ومن اختار الصوم وهو يسر غير عسر عليه ، فهو له أفضل ، لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صام حين شخص من مدينته متوجها إلى مكة لحرب قريش حتى بلغ عسفان أو الكديد ، وصام معه أصحابه ، إذ كان ذلك يسرا عليهم لا عسرا ، وأنه أفطر وأمر أصحابه بالإفطار لما دنا ودنوا من عدوهم لحربهم ، فصار الصوم عسرا لا يسرا ، إذ كان لا شك أنهم لو كانوا لقوا عدوهم فحاربوهم وهو صيام ، لم يؤمن على كثير منهم الضعف ودخول الوهن عليهم في أنفسهم ، فصومهم يكون سببا لعجزهم عن عدوهم ، وقوة لعدوهم عليهم ، فكان ذلك حالا الإفطار فيها بهم أولى من الصوم ، وأفضل لهم عند الله منه ، لما كانوا يرجون بالإفطار من قوة أبدانهم على حرب أعداء الله وأعدائهم ، وإعلاء كلمته على كلمة الذين كفروا . فكذلك الحق أن يكون الصوم للمسافر في طاعة الله وفي غير معصيته أفضل له إذا كان ذلك يسرا عليه غير عسر ، وأن لا يكون حرجا بالإفطار إن أفطر ؛ لعموم قول الله تعالى ذكره : ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) ، كل من كان على سفر في غير معصية الله ، وأن يكون الإفطار له أفضل إذا كان الصوم عسرا لا يسرا ، لما ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من إفطاره وأمره أصحابه بالإفطار عند دنوه من عدوه لحربهم ، وقربه من لقائهم ، ومصير الصوم فيه عسرا لا يسرا . وكالذي قلنا في معنى أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالإفطار في سفرهم الذي سافروه معه في شهر رمضان حين أمرهم به ، وصومه في الحال التي صام فيها هو وأصحابه ، معنى قوله الذي روي عنه : « ليس من البر الصوم في السفر » ، ومعنى قوله : « الصائم في السفر كالمفطر في الحضر » ، وذلك صوم الصائم في السفر في حال إن صام فيها ضيع بصومه فيها من فرض الله تعالى ذكره ما هو أولى به منه ، أو خيف عليه بصومه فيها فيه من دخول المكروه عليه في نفسه ، ما إصلاحه بالإفطار أوجب عليه من الصوم فيه ، فيكون حينئذ بصومه فيه وقد أذن الله بالإفطار ، وجعل له السبيل إلى صوم عدة الأيام التي أفطرها من أيام أخر مضيعا فرضا عليه في نفسه في حاله تلك ، غير جائز له التأخير عنها ، فيكون في إثمه تأخيره ذلك بصومه وترك الإفطار فيها ، في معنى المفطر في الحضر ، في إثمه بإفطاره في حال حرم الله عليه فيها الإفطار وبنحو الذي قلنا في ذلك وردت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 185

2139 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدثنا أيوب بن سويد ، عن الأوزاعي ، قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، عن جابر ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ، فإذا برجل تحت ظل شجرة يرش عليه الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس من البر أن تصوموا في السفر ، فعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها »

2140 - حدثني العباس بن الوليد العذري ، قال : أخبرني أبي قال : سمعت الأوزاعي ، قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن زرارة الأنصاري ، قال : حدثني من سمع جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ، فإذا برجل تحت شجرة يرش عليه الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما بال صاحبكم هذا ؟ » ، قالوا : يا رسول الله إنه صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس من البر أن تصوموا في السفر ، فعليكم برخصة الله التي رخص لكم »

2141 - حدثنا الحسن بن عرفة قال : حدثنا روح بن عبادة البصري ، قال : حدثنا زكريا بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها - وذلك في رمضان - فصام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وضعف ضعفا شديدا ، وكاد العطش يقتله ، فجعلت ناقته تدخل تحت العضاه (1) ، فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : « إيتوني به » فأتي به ، فقال له : ألست في سبيل الله ، ومع رسول الله ؟ « أفطر » ، فأفطر
__________
(1) العضاه : نوع من الشجر عظيم له شوك

2142 - حدثنا يوسف بن موسى القطان ، قال : حدثنا الحجاج بن المنهال ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر في رمضان ، فاشتد الصوم على رجل من أصحابه ، فجعلت راحلته (1) تهيم به تحت الشجر ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأمره ، « فدعاه ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء من ماء فوضعه على يده » ، فلما رآه الناس ، شرب وشربوا
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى

2143 - حدثني الحسين بن يزيد الطحان ، وسلم بن جنادة السوائي ، قالا : حدثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا شعبة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن محمد بن عمرو بن الحسن ، عن جابر ، قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد ظلل عليه وهو في السفر ، فسأل عنه ، فقالوا : صائم فقال : « ليس من البر أن تصوموا في السفر »

2144 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري ، عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي ، عن جابر بن عبد الله ، قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد اجتمع الناس عليه ، وقد ظلل عليه ، فقالوا : هذا رجل صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس من البر أن تصوموا في السفر »

2145 - حدثني محمد بن عوف الطائي ، قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن كعب بن عاصم الأشعري ، قال : قفلنا مرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في حر شديد ، فإذا رجل من القوم قد دخل تحت ظل شجرة وهو يسطح كهيئة الوجع ، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما لصاحبكم ؟ أي وجع به ؟ » قالوا : ليس به وجع ، ولكنه صائم ، فاشتد عليه الحر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ : « ليس البر أن تصوموا في السفر ، عليكم برخصة الله التي رخص لكم »

2146 - حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا حميد الطويل ، عن بكر بن عبد الله المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « سافر في رمضان فصام ، فرأى الناس مجهودين ، فأتي بإناء من لبن فشرب والناس ينظرون ، يريهم أنه مفطر » فكان قول النبي صلى الله عليه وسلم : « ليس من البر الصوم في السفر » ، وقوله : « الصائم في السفر كالمفطر في الحضر » ، لمن كان بمثل الحال التي ذكر جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له فيها ، وذلك الحال التي قد بلغ منه العطش أو الضعف فيها ما قد كاد يقتله ، وراحلته تهيم به فلا يقدر على صرفها ، ولا يملك رأسها ، لما به من الجهد بصومه في سفره ، وصار إلى حال يحتاج أن يعلل فيها برش الماء عليه لئلا تتلف نفسه . ولا شك أن من كان قد بلغ به الصوم في سفره إلى مثل هذه الحال أن الإفطار أولى به من الصوم ، ولا بر في صومه وهو كذلك ، بل البر في الإفطار ليحيي به نفسه ، بل هو إن صام وهو كذلك في سفره ، في الإثم كالمفطر في الحضر ، كما قال صلى الله عليه وسلم . فأما إذا كان للصوم مطيقا وعليه قويا ، وعلى نفسه بالصوم غير خائف مكروها ، ولا على من هو معه من أصحابه مدخل بصومه ضرا ، فالصوم لا شك له أفضل ، وذلك أن :

2147 - العباس بن الوليد ، حدثني قال : أخبرني أبي ، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : حدثني إسماعيل بن عبيد الله ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : « كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر ، وإن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر ، وما منا صائم إلا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن رواحة »

2148 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن عثمان بن حيان الدمشقي ، قال : أخبرتني أم الدرداء ، قالت : أخبرني أبو الدرداء ، قال : « لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر ، حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر ، وما في القوم صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن رواحة »

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب فمن ذلك قول عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : لو أنا صمنا بقية شهرنا فإن الشهر قد تسعسع ، يعني بقوله : « قد تسعسع » قد أدبر ومضى أكثره ، فلم يبق منه إلا القليل . وكذلك يقال لكل ما ولي وأدبر ودنا فناؤه : « قد تسعسع » ، ومنه قيل : لليل إذا أدبر ولم يبق منه إلا اليسير : « قد سعسع ، وتسعسع ، وعسعس » ، ومن قولهم « تسعسع » قول رؤبة بن العجاج : يا هند ما أسرع ما تسعسعا ولو رجا تبع الصبا تتبعا وذلك من لغة من قال : « سعسع الليل والإنسان » ، إذا أدبر كبرا ، ودنا انقضاء أيامه ، وذلك عني رؤبة بقوله : « يا هند ما أسرع ما تسعسعا » ، يقول : ما أسرع ما أدبر ودنا من الفناء . وأما من لغة من قال : « عسعس » ، فقول علقة بن قرط حتى إذا الصبح له تنفسا وانجاب عنها ليلها وعسعسا يعني بقوله : « عسعس » : أدبر ، وبهذه اللغة نزل القرآن وذلك قوله : ( والليل إذا عسعس (1) ) ، وأما قول القاسم بن محمد : « رأيت أم المؤمنين تصوم في السفر حتى أذلقها أو قال : أذرقها السموم ، فإنه يعني بقوله : » أذلقها « هزلها ، وجهدها ، من قولهم : » سهم مذلق « ، إذا كان محددا ، يقال منه : » ذلقت السهم ، وأذلقته « إذا حددته ، » وذلق السهم يذلق ذلقا « ، إذا صار حديدا ، ومن قولهم : » ذلق السهم « ، قول رؤبة بن العجاج : حجرية كالجمر من سن الذلق يكسين أرياشا من الطير العتق
__________
(1) سورة : التكوير آية رقم : 17

ذكر خبر آخر من أخبار خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

2149 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل ، وحدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا عبد الوهاب جميعا عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : « اللهم علمه الحكمة »

2150 - حدثني محمد بن إبراهيم بن صدران ، قال : حدثنا أبو معاوية العقيلي ، قال : حدثنا خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إليه وقال : « اللهم علمه الحكمة »

2151 - وحدثنا عمران بن موسى القزاز ، قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال : حدثنا خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال : « اللهم علمه الكتاب » القول في علل هذا الخبر : وهذا خبر صحيح سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح ، لعلل : إحداها : أنه من رواية عكرمة ، عن ابن عباس ، وقد مضى ذكرى قولهم في نقل عكرمة ، والثانية : أنه من نقل خالد عنه ، وقد تقدم ذكري ما حكي عن شعبة بن الحجاج فيه ، والثالثة : أنه قد حدث بهذا الحديث عن ابن عباس جماعة غير عكرمة ، فخالفوه في لفظه ، ومعناه وذلك دليل عندهم على وهائه ، والرابعة : أنه قد حدث هذا الحديث عن عكرمة غير خالد ، وغير من وافقه في وصله ، فأرسله ولم يصله

ذكر من رواه كذلك

2152 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا نعيم بن حماد ، قال : حدثنا نوح بن أبي مريم ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، قال : كان ابن عباس في العلم بحرا ينشق له من الأمور أمور ، قد حفظ وروى ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اللهم ألهمه التأويل وعلمه الحكمة » وقد وافق خالدا في وصل هذا الخبر عن عكرمة ، عن ابن عباس غيره

ذكر من وافقه في ذلك

2153 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : « أقعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره ودعا لي بالحكمة » وقد وافق عكرمة في رواية معنى هذا الخبر عن ابن عباس جماعة ، وإن خالفه بعضهم في لفظه

ذكر من وافقه في رواية ذلك كذلك

2154 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا الحسين ، عن أبي الزبير ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل »

2155 - وحدثنا به ابن حميد مرة أخرى ، فقال : حدثنا أبو تميلة ، عن الحسين بن واقد ، عن أبي الزبير ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل »

2156 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن يحيى بن مهلب أبي كدينة ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : « رأيت جبريل عليه السلام مرتين ، ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتيني الحكمة مرتين »

2157 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن ليث ، عن أبي الجهضم ، عن ابن عباس أنه « رأى جبريل مرتين ، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين »

2158 - حدثنا أبو كريب ، حدثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا شريك ، عن ليث ، عن أبي جهضم ، عن ابن عباس ، أنه قال : « رأيت الملك مرتين ، ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين »

2159 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عباءة بن كليب أبو غسان ، عن حماد بن سلمة ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه كان في بيت ميمونة ، فوضع للنبي صلى الله عليه وسلم وضوءا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من وضع ؟ » فقالت ميمونة : وضعه لك عبد الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين »

2160 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، وحفص بن بغيل ، عن زهير ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، قال : أخبرني سعيد بن جبير أنه سمع ابن عباس يقول : وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على منكبي (1) أو بين كتفي وقال : « اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل »
__________
(1) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد

2161 - حدثنا سفيان ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن كريب ، عن ابن عباس ، قال : « دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزيدني علما وفهما »

2162 - حدثنا سفيان ، قال : حدثنا أبي ، عن ورقاء ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن ابن عباس قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت خالتي ميمونة ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : « ضع لي طهورا » ، فوضعته له ، فقال : « اللهم فقهه في الدين »

2163 - حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثني محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن إسماعيل بن مسلم المكي ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على ناصيتي وقال : « اللهم علمه الحكمة وتأويل القرآن »

2164 - حدثني إبراهيم بن عبد الله العبسي ، قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي ، عن إسماعيل بن سميع ، قال : حدثني حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : دخلت أنا وأبي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلم عليه أبي ، فلم يرجع إليه شيئا ، فلما رجع إلى البيت قلت : يا أبه ، أما رأيت الرجل عنده بين يديه يحدثه فرجع وهو ثقيل ، مخافة أن يكون عرض لي شيء ، قال : فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلم عليه وانبسط إليه ، وقال : دخلت عليك فسلمت فلم ترد علي ، وزعم ابني أنه رأى معك رجلا يحدثك ، فقال : « رأيته ؟ » ، قلت : نعم ، قال : « ذاك جبريل » ، ثم قال : « اللهم اجعله عليما أو حكيما » ، قال : فما نسيت بعد شيئا سمعته

القول في البيان عن معنى ما في هذا الخبر والذي فيه الإبانة عما خص الله تعالى ذكره به نبينا صلى الله عليه وسلم من الفضيلة بإجابته دعاءه ، وإعطائه مسألته ، وذلك أنه دعا عليه السلام لابن عمه عبد الله بن عباس بأن يعلمه الحكمة ، وتأويل القرآن ، وأن يفقهه في الدين ، فأعطاه ذلك ، وأجاب له دعاءه بما دعا به فيه ، فكان عالما بالحكمة وتأويل القرآن ، فقيها في الدين ، مقدما في ذلك ، نقابا مبرزا على أقرانه ، لا يتقدمه منهم أحد ، بل لا يدانيه ولا يقاربه منهم بشر في أيامه ، يشهد له بذلك الجلة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان

ذكر بعض من كان يشهد له بذلك منهم

2165 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا جعفر بن عون ، قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : « لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا أحد ، وقال : نعم ترجمان القرآن ابن عباس »

2166 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، قال : قال : عبد الله : « لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا أحد »

2167 - حدثنا يحيى بن داود الواسطي ، قال : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود أنه ذكر ابن عباس ، فقال : « لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد ، ونعم الترجمان ابن عباس للقرآن »

2168 - حدثني أبو السائب سلم بن جنادة ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، قال : قال عبد الله : « لو أن ابن عباس أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد »

2169 - حدثنا عثمان بن يحيى بن عثمان القرقساني ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود ، قال : « لو أدرك هذا الغلام من بني عبد المطلب ما أدركنا ما تعلقنا منه بشيء - يعني ابن عباس »

2170 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن سيف بن أخي الأشعث بن قيس ، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : « من استعملوا على الموسم ؟ » قالوا : ابن عباس ، قالت : « هو أعلم » . قال : أبو جعفر : أظنه أنا قالت : « الناس بالسنة »

2171 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن سيف ، قال : قالت عائشة رضي الله عنها : « من استعمل على الموسم ؟ » قالوا : ابن عباس ، فقالت : « هو أعلم الناس بالحج »

2172 - حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الحسين ، قال : حدثني شيبان أبو معاوية ، عن جابر الجعفي ، عن عمرو بن حبشي ، قال : قلت : لابن عمر : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما (1) ) ، قال : « انطلق إلى ابن عباس فاسأله ؛ فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم »
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 158

2173 - حدثني يحيى بن داود الواسطي ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، قال : « كان ابن عباس رضي الله عنه يسمى البحر من كثرة علمه »

2174 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، قال : سمعت ميمون بن مهران ، يقول : « ما رأيت أحدا قط أفقه من ابن عباس ، ولا رأيت أحدا قط أفضل من عبد الله بن عمر »

2175 - حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثني يحيى بن يمان العجلي ، عن عمار بن رزيق ، عن عمير بن بشر الخثعمي ، قال : قال ابن عمر : « ابن عباس أعلم الناس بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم »

2176 - حدثنا محمد بن سنان القزاز ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عمر بن سعيد ، قال : أخبرني إبراهيم بن عكرمة ، قال : كنت آتي ابن عباس أنا وحيي بن يعلى وسعيد بن جبير ، فكنت أسأله عن النسب ، ويسأله حيي عن أيام العرب ، ويسأله سعيد عن الفتيا ، والتأويل ، فكأنما نغرف من بحر

2177 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : « ذكر ابن عباس يوما ، فقال : ما رأيت رجلا كان أعلم بالسنة ، وأجلد أو أجود ـ الشك من أبي جعفر ـ رأيا ، وأثقب نصيحة من ابن عباس ، وإن كانت الأقضية إذا جاءت عمر رضوان الله عليه عضلها ، يقول لعبد الله بن عباس : إنها قد طرأت علينا عضل أقضية وأنت لها ولأمثالها ، ثم يرضى بقوله ، قال : ثم يقول : عبيد الله : وعمر بن الخطاب عمر في جده في ذات الله ونظره للمسلمين »

2178 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا هناد بن سليم ، قال : حدثني أبي ، قال : « كان عبد الله بن عباس أفقه الناس ، وكان مكفوف البصر »

2179 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا ضماد بن عامر بن عوف ، قال : حدثني الفرزدق بن جواس الخمامي ، قال : قدم علينا عكرمة جرجان ، فقلنا لشهر بن حوشب : « ألا نأتيه ؟ فقال : بلى إيتوه ، فإنها لم تكن أمة إلا قد كان لها حبر ، وإن مولى هذا عبد الله بن عباس ، كان حبر (1) هذه الأمة »
__________
(1) الحبر : العالم المتبحر في العلم

2180 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : ما رأيت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس ، إلا أن يقول رجل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ولقد مات يوم مات وهو حبر (1) الأمة »
__________
(1) الحبر : العالم المتبحر في العلم

2181 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى ، عن زهير ، عن ليث ، عن طاوس ، قال : « أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا تدارءوا في شيء أتوا ابن عباس حتى يقدرهم عليه »

2182 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى ، عن شريك ، عن الأعمش ، قال : « كان ابن عباس إذا رأيته قلت : أجمل الناس ، فإذا تكلم قلت : أفصح الناس ، فإذا حدث قلت : أعلم الناس »

2183 - حدثني يحيى بن داود الواسطي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا شبيب بن شيبة ، عن حميد الطويل ، عن سعيد بن جبير ، قال : « ما رأيت بيتا كان أكثر طعاما ، ولا شرابا ، ولا فاكهة ، ولا علما من بيت ابن عباس »

2184 - حدثني أحمد بن محمد الطوسي ، قال : حدثني عبد الرحمن بن صالح ، قال : حدثني يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن ابن أبي نجيح ، قال : « كان أصحاب ابن عباس يقولون : إن ابن عباس أعلم من عمر ، ومن علي ، ومن عبد الله رضي الله عنهم ويعدون ناسا ، فيثب الناس عليهم ، فيقولون : لا تعجلوا علينا إنه لم يكن أحد من هؤلاء إلا عنده من العلم ما ليس عنده ، وقد كان ابن عباس قد جمعه كله »

2185 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا جابر بن نوح ، قال : حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، قال : كنا مع ابن عباس بالموسم وهو الأمير ، فصعد المنبر فقرأ سورة النور وجعل يفسرها ، فقال رجل إلى جنبي : « ما رأيت كاليوم كلاما يخرج من رأس رجل ، لو سمعته الترك لأسلمت »

2186 - حدثني علي بن مسلم الطوسي ، قال : حدثنا أبو داود ، عن شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : « كان ابن عباس إذا فسر الشيء رأيت عليه النور »

2187 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا طلق ، عن جعفر بن سلام ، عن حكيم بن جبير ، عن ابن عباس أنه كان يقال له : قارح هذه الأمة

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس : « اللهم علمه الحكمة » ، والحكمة : الفعلة من الحكم ، مثل الجلسة من الجلوس ، والقعدة من القعود ، وقد تأولت جماعة من أهل التأويل من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين الحكمة في قول الله تعالى ذكره : ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا (1) ) أنها القرآن ، وتأولت الحكمة في قوله تعالى : ( ويعلمهم الكتاب والحكمة (2) ) أنها السنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من الله جل ثناؤه إليه ، وكلا التأويلين في موضعه صحيح ، وذلك أن القرآن حكمة ، أحكم الله عز ذكره فيه لعباده حلاله وحرامه ، وبين لهم فيه أمره ونهيه ، وفصل لهم فيه شرائعه ، فهو كما وصفه به ربنا تبارك وتعالى بقوله : ( ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر حكمة بالغة (3) ) ، وكذلك سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سنها لأمته ، عن وحي الله جل ثناؤه إليه ، حكمة حكم بها فيهم ، ففصل بها بين الحق والباطل ، وبين لهم بها مجمل ما في آي القرآن ، وعرفهم بها معاني ما في التنزيل ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : « وعلمه التأويل » ، فإنه عنى بالتأويل ، ما يئول إليه معنى ما أنزل الله تعالى ذكره على نبيه صلى الله عليه وسلم من التنزيل وآي الفرقان ، وهو مصدر من قول القائل : « أولت هذا القول تأويلا » ، وأصله من آل الأمر إلى كذا ، إذا رجع إليه ، ثم قيل : أول فلان له كذا على كذا ، إذا حملها على وجه جعل مرجعها إليه تأويلا ، ومن قولهم أول فلان له كذا على كذا قول أعشى بن قيس بن ثعلبة لعلقمة بن علاثة العامري : وأول الحكم على وجهه ليس قضائي بالهوى الجائر يعني بقوله : « وأول الحكم على وجهه » ، وجهه إلى وجهه الذي هو وجهه من الصواب ، وأما قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا أحد » ، فإنه يعني بقوله : « ما عاشره منا أحد » : ما بلغ عشيره منا أحد . يقال منه : « عشر فلان فلانا » ، إذا بلغ عشره ، « يعشره عشرا » ، والعشر المصدر ، وهو « عشره وعشيره ، ومعشاره » ، ومن « المعشار » قول الله تعالى ذكره : ( وما بلغوا معشار ما آتيناهم (4) ) ، ومن « العشير » قول الشاعر : فما بلغ المداح مدحك كله ولا عشر معشار العشير المعشر ويجمع « العشير » « أعشرا » ، « والعشر » « أعشارا » ، كما قال امرؤ القيس بن حجر في جمع « العشر » : وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل وأما قول عبيد الله بن عبد الله : « وإن كانت الأقضية إذا جاءت عمر عضلها » فإنه يعني بقوله : « عضلها » شدادها وصعابها ، وأصل ذلك من قولهم للرجل المنكر الداهية : هو عضلة من العضل ، وأما العضل ، بفتح العين وسكون الضاد فإنه معنى غير ذلك ، وهو منع ولي المرأة المرأة التزويج ، من قول الله تعالى ذكره : ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن (5) ) ، يقال منه : عضلها وليها فهو يعضلها عضلا ، وأما التعضيل ، فإنه معنى غير هذين ، وهو أن ينشب الولد فلا يسهل مخرجه ، يقال في ذلك : عضلت الشاة والمرأة تعضيلا ، إذا أصابها ذلك ، وهي شاة معضل ، ومعضلة ، ومنه قول أوس بن حجر : ترى الأرض منا بالفضاء مريضة معضلة منا بجمع عرمرم و أما « الإعضال » : فإنه معنى غير ذلك كله ، وهو اشتداد الأمر ، يقال منه : « أعضل الأمر بين بني فلان وبني فلان » إذا اشتد فغلبهم ، ويقال للشداد من الأمور : « المعضلات » ، ومن ذلك قول أوس بن حجر : وليس أخوك الدائم العهد بالذي يذمك إن ولى ويرضيك مقبلا ولكن أخوك النائي ما كنت آمنا وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا يعني بقوله : « أعضل » : اشتد ، وأما قول شهر بن حوشب في عكرمة : « إن مولى هذا كان حبر هذه الأمة ، فإنه يعني بقوله : » حبر هذه الأمة « : عالمها ، ومنه قيل لكعب الأحبار : » كعب الأحبار « ، والأحبار جمع حبر ، وإنما قيل للعالم حبر نسبة له إلى الحبر الذي يكتب به ، يراد بذلك وصفه بأنه صاحب كتب ، وذلك أنها تكتب بالحبر ، فكثر وصفهم إياه بذلك حتى قيل للمبرز في العلم : حبر . وأما قول طاوس : » أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تدارءوا في شيء أتوا ابن عباس حتى يقدرهم عليه ، فإنه يعني بقوله : « إذا تدارءوا في شيء » إذا تماروا فيه ، من قول الله تعالى ذكره : ( وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها (6) ) ، يعني بقوله : ( ادارأتم ) اختصمتم وتماريتم ، وأصله من قولهم : درأت الشيء إذا دفعته ، فأنا أدرأه درأ ، وإنما قيل للمتماريين المختصمين : تدارآ ، وادرآ ؛ لدفع كل واحد منهما صاحبه عن صحة ما يقول ويدعي حقيقته ، ومنه قول الله تعالى ذكره : ( ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين (7) ) ، يعني بقوله : ( يدرأ ) : يدفع ، وأما قوله : « حتى يقدرهم عليه » فإنه يعني به : حتى يجعل لهم السبيل إلى علم ذلك ، فيقدروا على معرفة صحته
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 269
(2) سورة : البقرة آية رقم : 129
(3) سورة : القمر آية رقم : 4
(4) سورة : سبأ آية رقم : 45
(5) سورة : البقرة آية رقم : 232
(6) سورة : البقرة آية رقم : 72
(7) سورة : النور آية رقم : 8

ذكر خبر آخر من أخبار خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

2188 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا حرب بن ميمون ، عن خالد يعني الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي ، يسجد ولا يضع أنفه على الأرض فقال : « ضع أنفك يسجد معك » القول في علل هذا الخبر : وهذا خبر عندنا صحيح سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل : إحداها : إنه خبر لا يعرف له مخرج من حديث خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعا إلا من هذا الوجه ، والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه ، والثانية : إنه من رواية عكرمة ، وفي نقل عكرمة عندهم نظر ، والثالثة : إنه من رواية خالد عنه ، وفي نقل خالد عندهم ما ذكرنا قبل ، والرابعة : إنه خبر قد رواه عن عكرمة غير خالد ، فأرسله عن ابن عباس ، ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وخالفه أيضا في اللفظ والمعنى ، والخامسة : إنه قد رواه أيضا بعضهم عن عكرمة فأرسله ، ولم يجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ، وخالفه في اللفظ والمعنى

ذكر من روى ذلك عن عكرمة ، عن ابن عباس ، ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وجعله من كلام ابن عباس ، وخالفه في اللفظ والمعنى

2189 - حدثني عبد الله بن يوسف الجبيري ، قال : حدثنا سعيد بن الفضل ، قال : حدثنا عاصم الأحول ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : « من سجد فلم يضع أنفه على الأرض فلم يصل »

ذكر من روى ذلك عن عكرمة ، فأرسله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يجعل بين عكرمة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس

2190 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن عاصم ، عن عكرمة ، قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم على إنسان يسجد ولا يضع أنفه على الأرض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من صلى صلاة لا يصيب الأنف فيها ما تصيب الجبهة ، لم تقبل له صلاة »

2191 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا عاصم الأحول ، عن عكرمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « في الذي لا يسجد على أنفه أنه لا صلاة له »

2192 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن عاصم ، عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من لم يضع أنفه في الصلاة فلا صلاة له »

2193 - حدثني أبو سفيان الغنوي يزيد بن عمرو ، قال : حدثنا سعيد بن الربيع أبو زيد الهروي ، قال : حدثنا شعبة ، عن عاصم الأحول ، قال : سمعت عكرمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من لم يضع أنفه على الأرض في سجوده فلا صلاة له » وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه جماعة

ذكر من وافقه منهم في ذلك

2194 - حدثنا ابن بشار ، وابن معمر ، قالا : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا فليح ، عن عباس بن سهل ، قال : اجتمع محمد بن مسلمة وأبو أسيد ، وأبو حميد ، وسهل بن سعد ، فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « حين سجد أمكن جبهته وأنفه من الأرض »

2195 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا فليح بن سليمان الخزاعي ، قال : أخبرني العباس بن سهل الساعدي ، قال : اجتمع ناس من الأنصار فيهم سهل بن سعد الساعدي ، وأبو حميد ، وأبو أسيد ، فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو حميد الساعدي : دعوني أحدثكم ، فأنا أعلمكم بهذا ، قالوا : فحدث ، قال : « رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فأمكن جبهته وأنفه من الأرض ، ونحى يديه عن جنبيه » ، فقال القوم كلهم : هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

2196 - حدثنا أبو كريب ، وابن المثنى ، وعلي بن الحسن الأزدي ، قالوا : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الحجاج ، عن عبد الجبار بن وائل ، عن أبيه ، قال : « كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع أنفه على الأرض مع جبهته »

2197 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن أبي زائدة ، عن حجاج ، عن عبد الجبار ، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « سجد على جبهته وأنفه »

2198 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا محمد بن حجر ، قال : حدثنا سعيد بن عبد الجبار ، عن عبد الجبار بن وائل ، عن أمه ، عن وائل بن حجر ، قال : « صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سجد تمكنت الراحتان من الأرض ، وتمكنت جبهته وأنفه ، حتى يرى أثر أنفه بالأرض »

2199 - حدثني أحمد بن عثمان المعروف بأبي الجوزاء ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا حفص ، عن الأعمش ، عن عبد الجبار بن وائل ، عن أبيه ، قال : « رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الأرض واضعا جبهته وأنفه على الأرض »

2200 - حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد ، قال : « رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في طين ، فرئي أثر جبينه وترقوته في ماء وطين »

2201 - حدثني المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن محمد ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : « سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في طين ، فكأني أنظر إلى أثر الطين على جبهته وأرنبته (1) »
__________
(1) أرنبة : طرف الأنف من مقدمته

القول في البيان عما في هذا الخبر من الفقه فمما فيه من ذلك الإبانة عن صحة قول القائلين بأن وضع الأنف في السجود في الصلاة من سننها ، وأنه من الآراب السبعة التي قال صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أسجد عليها ، فإن قال لنا قائل : فإن كان الأمر في ذلك كالذي وصفت فما أنت قائل فيما :

2202 - حدثكم به محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا سليمان الشيباني ، قال : حدثنا عياش بن عمرو العامري ، قال : حدثنا رجل ، قال : رأيت عبد الله بن عمر إذا سجد جافى (1) أنفه عن الأرض ، قال : قلت : له : كأنك تجافي أنفك عن الأرض ؟ قال : « إن أنفي من حر وجهي ، وأكره أن أشين وجهي »
__________
(1) جافى في سجوده : باعد عضديه عن جنبيه

2203 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن عياش العامري ، عن أبي الشعثاء أن ابن عمر رضي الله عنه رأى رجلا ينتحي في سجوده ، فقال : « لا تشينن صورتك » حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن أبيه ، عن ابن عمر بمثله

2204 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن حبيب ، عن أبي الشعثاء ، قال : قال : عبد الله حبيب يرى أنه ابن عمر ، قال : قال عمر رضوان الله عليه لرجل قد أثر السجود بأنفه : « لا تعلب صورتك »

2205 - وحدثني علي بن سهل الرملي ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا جرير ، قال : حدثنا قيس بن سعد ، قال : كان طاوس « يسجد على جبهته ، لا يبالي أن لا يضع أنفه إلى الأرض »

2206 - حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، قال : حدثنا أبو زرعة يعني وهب الله بن راشد ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : « إن لم يسجد على الأنف فلن يضره ، إنما هو الجبهة »

2207 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري ، قال : كان الحسن « يرى السجود على الجبهة ، ولا يراه على الأنف » وقال أبو يوسف ، ومحمد : « إن وضع الساجد جبهته بالأرض ولم يضع أنفه أجزأه ، وإن وضع أنفه ولم يضع جبهته لم يجزئه » ، قيل : قد خالف من ذكرت جماعة مثلهم

ذكر من خالفهم في ذلك

2208 - حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري ، قال : حدثنا سعيد بن الفضل ، قال : حدثنا عاصم الأحول ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : « من سجد فلم يضع أنفه على الأرض فلم يصل »

2209 - حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي ، قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن وقاء بن إياس ، قال : سمعت سعيد بن جبير ، يقول : « ما تمت صلاة رجل لا يمس أنفه في سجوده ما تمس جبهته ، ولا في ركوعه حتى يعود كل عضو منه إلى مفصله من ظهر أو يد أو رجل ، ولا في قيامه بعد الركوع حتى يستوي صلبه »

2210 - حدثني علي بن مسلم الطوسي ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا همام ، قال : حدثنا مالك بن دينار ، قال : سألت طاوسا عن السجود ، فقال : « هكذا ، ووضع يده على جبهته وأنفه »

2211 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبد الله بن عيسى ، قال : رآني جدي عبد الرحمن بن أبي ليلى أسجد ، فقال : « أمس أنفك الأرض »

2212 - حدثني علي بن عبد الأعلى المحاربي ، قال : حدثنا مطلب بن زياد ، عن عبد الله بن عيسى ، قال : مر علي ابن أبي ليلى وأنا ساجد ، فقال : « يا ابن عيسى ، ضع أنفك لله »

2213 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عنبسة ، عن عبد الله بن عيسى ، قال : كنت أسجد فلا أضع إلا جبيني ، فرآني عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فقال : « يا ابن عيسى ، ضع أنفك » وإذا اختلف أهل العلم في أمر من أمور الدين ، فالفاصل بينهم حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته ، وقد صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكرنا من أمره المصلي في السجود بوضع أنفه بالأرض ، وتعليمه أمته ، إذ علمهم الصلاة التي فرضها الله عز ذكره عليهم ، أن من سنتها وضع الأنف فيها في حال السجود بالأرض ، فإن قال قائل : قد علمت أن الأخبار قد وردت عنه عليه السلام بالذي :

3251 - أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، ثنا إسحاق بن الحسن ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا سفيان عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه سئل عن قوله عز وجل « وكان عرشه على الماء (1) على أي شيء كان الماء ؟ قال : على متن الريح » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »
__________
(1) سورة : هود آية رقم : 7

2215 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : « أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة » حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس مثله

2216 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون بن المغيرة ، عن عنبسة ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أمرت أن أسجد على سبع »

2217 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، وابن وكيع ، قالا : حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن طاوس ، عن ابن عباس « أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد منه على سبعة أعظم »

2218 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عنبسة ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أمرت أن أسجد على سبع »

2219 - وحدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أسجد على سبعة »

2220 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا سويد بن عمرو الكلبي ، عن حماد بن زيد ، قال : قال : عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : « أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة ، ونهي أن يكف (1) شعره وثوبه »
__________
(1) الكف : الجمع والضم

2221 - حدثني محمد بن عمار الرازي ، قال : حدثنا إسحاق بن سليمان ، قال : حدثنا مغيرة بن مسلم ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، قال : « أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي على سبعة أعضاء »

2222 - حدثني المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : « أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي على سبعة أعظم ، ونهى أن نكف شعرا أو ثوبا »

2223 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة بن الفضل ، عن ابن إسحاق ، عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية ، عن طاوس اليماني ، عن ابن عباس ، قال : « أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نسجد على سبعة أعضاء ، ولا نكف شعرا ولا ثوبا : الجبين والراحتين والركبتين وصدور القدمين »

2224 - وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سقيف بن بشر الشيباني ، قال : سمعت طاوسا ، قال : قال ابن عباس أو ابن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أوحي إلي أن أسجد في سبعة أعظم ، ولا أكف (1) شعرا ولا ثوبا »
__________
(1) الكف : الجمع والضم

2225 - حدثني أبو السائب سلم بن جنادة ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن ليث ، عن أبي الزبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ، ولا أكف لي شعرا ولا ثوبا »

2226 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عنبسة ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أمرت أن أسجد على سبع »

2227 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا المحاربي ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الكريم ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : « أمرنا أن نسجد على سبعة أعضاء : على الوجه ، واليدين ، والركبتين ، وصدور القدمين »

2228 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبدة ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن عبد الكريم ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أسجد على سبعة أعظم (1) ، ولا أكف (2) شعرا ولا ثوبا » وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
__________
(1) الأعظم : العظام والأعضاء التي يسجد عليها المصلي
(2) الكف : الجمع والضم

2229 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا خالد بن مخلد القطواني ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن عبد الكريم المكي ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أسجد على سبعة أعظم (1) »
__________
(1) الأعظم : العظام والأعضاء التي يسجد عليها المصلي

2230 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أسجد على سبعة »

2231 - حدثنا عمران بن بكار الكلاعي ، قال : حدثنا عتبة بن سعيد بن الرخص ، قال : حدثنا ابن عياش ، قال : حدثني ابن جريج ، قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عباس ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أمرت أن أسجد على سبعة أعظم (1) ، ولا أكف ثوبا ، ولا شعرا : الكفين ، والركبتين ، والقدمين ، والجبهة » ، قال : « ثم يمر بيده على جبهته »
__________
(1) الأعظم : العظام والأعضاء التي يسجد عليها المصلي

2232 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر قال : قرأت على فضيل ، عن أبي حريز أن الحكم بن عتيبة حدثه ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : « نصيب في السجود على سبعة أعظم (1) ، وأمرت أن لا أكف شعرا ولا ثوبا »
__________
(1) أعظم : جمع عظم وهي الأعضاء التي يسجد عليها المصلي

2233 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا زيد العكلي ، عن ابن لهيعة ، قال : حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن العباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الرجل يسجد على سبعة آراب (1) - أو كلمة نحوها : كفيه ، وقدميه ، وركبتيه ، وجبهته » وأن الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالسجود عليه من الأعضاء سبعة ، وأن الأنف إن كان داخلا فيما أمر بالسجود عليه من الآراب ، وجب أن يكون الذي كان أمر بالسجود عليه من الآراب ثمانية ، لا سبعة . وذلك قول إن قلته ، خلاف ما وردت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل : ليس الأمر في ذلك كالذي ظننت ، بل ذلك وإن كان كذلك ، فغير زائد عدده على سبعة ، وذلك أن الجبهة والأنف بعض أجزاء الوجه ، وإنما أمر الساجد في سجوده بإمساس الأرض من بدنه ، الآراب السبعة أحد تلك الآراب ، ما أمكن الساجد إمساسه من وجهه الأرض محاذيا به القبلة . فلا شيء من أجزاء وجه ابن آدم يمكنه إمساسه الأرض محاذيا به القبلة في سجوده غير جبهته وأنفه . ولو أمكنه إمساس شيء منه كذلك لزمه إمساس ذلك مع الجبهة والأنف في حال سجوده الأرض ، ولم يكن إذا لزمه ذلك يكون مأمورا بالسجود على تسعة آراب ، بل كان يكون مأمورا بالسجود على سبعة ؛ لأن الوجه كله وإن فرقت أجزاؤه بأسماء مختلفة ، ومعان مفترقة ، فهو في معنى الوجه عضو ، يجمع اسم الوجه تلك الأجزاء كلها . وقد بين أن ذلك كذلك الخبر الذي
__________
(1) آراب : جمع إرب وهي الأعضاء

2234 - حدثناه ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا زمعة ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : « أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة ، ولا يكف (1) شعرا ولا ثوبا : على الجبين ، والأنف ، والكفين ، والركبتين ، وأطراف الرجلين »
__________
(1) الكف : الجمع والضم

ذكر بعض من حضرنا ذكره منهم

ذكر بعض من حضرنا ذكره منهم

2236 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا التستري ، قال : سمعت محمد بن سيرين ، قال : نبئت أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قال : « يسجد من ابن آدم سبعة أعظم (1) : وجهه ، وكفاه ، وركبتاه ، وقدماه »
__________
(1) أعظم : جمع عظم وهي الأعضاء التي يسجد عليها المصلي

2237 - حدثنا حميد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا يزيد بن إبراهيم ، قال : سمعت الحسن ، يقول : قال : عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : « يسجد من ابن آدم سبعة أعظم (1) : وجهه ، وكفاه ، وركبتاه ، وقدماه »
__________
(1) أعظم : جمع عظم وهي الأعضاء التي يسجد عليها المصلي

2238 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب ، عن محمد ، قال : نبئت أن عمر قال : « السجود بسبعة : الوجه - أو قال : الجبهة - واليدين ، والركبتين ، والقدمين »

2239 - حدثنا عمران بن موسى القزاز ، قال : حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا عمران بن حدير ، قال : رآني أبو مجلز - وأنا ساجد ، وقد رفعت إحدى قدمي - فقال لي : ضع قدمك بالأرض ، وقال : قال عمر : تجعلها خمسا وهي سبع ؟

2240 - حدثنا المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن عمران بن حدير ، قال : رآني أبو مجلز - وقد شالت قدماي - فقال : رأى عمر بن الخطاب رضوان الله عليه رجلا ساجدا قد شالت قدماه ، فقال : « تجعلها خمسا وهي سبع » فإن قال قائل : فإن كان الأنف مما على المصلي إمساسه الأرض في سجوده كما عليه إمساسها جبهته إذ كان من أجزاء الوجه ؛ للعلة التي ذكرت ، أفرأيت إن ترك مصلي مكتوبة إمساسه الأرض في سجوده أتجزيه صلاته ، أم هي غير مجزيته حتى يسجد عليه سجوده على جبهته ؟ قيل : قد اختلف السلف قبلنا في ذلك ، على ما قد ذكرناه قبل . فأما الذي نقول به في ذلك : أن المصلي مكتوبة قد أمر بالسجود فيها على الآراب السبعة ، التي هي وجه ، ويدان ، وركبتان ، وقدمان ، محاذيا بكل ذلك القبلة ، فمن ترك السجود على إرب منها متعمدا تركه وهو عالم بوجوب ذلك عليه فلا صلاة له ، فإن سجد عليهن غير أنه ترك إمساس جميع أجزاء كل عضو من ذلك الأرض ، وأمس الأرض من كل عضو منه بعضا ، محاذيا به القبلة رأيناه مخطئا مسيئا مخالفا ما أمر بالعمل به ، غير أنا وإن رأيناه مخطئا مسيئا ، لم نر عليه إعادة صلاته ؛ لأنه قد جمع الجميع في بعض هذه الأعضاء السبعة التي أمرنا بالسجود عليها ، على أن ساجدا لو سجد على بعضه محاذيا به القبلة ، وترك السجود على ما سواه من أجزائه وهو للسجود عليه قادر ، أن صلاته ماضية جائزة ، وإن كان مخطئا بتركه السجود على ذلك عند كثير منهم ، وذلك كالساجد على جبهته تاركا السجود على أنفه وهو على السجود عليه قادر ، فلا خلاف بين الجميع من سلف الأمة وخلفهم أن صلاته ماضية لا إعادة عليه . فكذلك حكم الساجد من كل عضو من الأعضاء السبعة التي أمر بالسجود عليها ، إذا سجد منه على بعضه محاذيا به القبلة ، أجزأته صلاته ، ولم تلزمه إعادتها ، إن كان مخطئا بتركه السجود على جميع ما أمكنه السجود منه عليه ، وذلك كالواضع في سجوده بطن راحتيه على الأرض دون أصابعهما ، أو أصابعهما دونهما ، فيكون بتركه وضع ما لم يضع منهما على الأرض مخطئا مسيئا ، غير أنا وإن رأيناه مخطئا مسيئا ، فلا نأمره بإعادة صلاته لتركه وضع ذلك بالأرض ، إذا كان قد وضع بها بعضه ، كذلك الواضع جبهته بالأرض محاذيا بها القبلة ، وإن لم يضع أنفه بها في سجوده ، فإنه وإن كان مخطئا مسيئا بتركه وضعه بالأرض ، فإنا لا نأمره بإعادة صلاته ، وكذلك القول في الواضع أنفه بالأرض دون جبهته نظير القول في واضع راحتيه بالأرض دون أصابعهما ، أو أصابعهما دونهما ، لا فرق بين ذلك ، ومن فرق بينه فأوجب الإعادة في بعض ذلك على المصلي بتركه الوضع في الأرض بعض أجزاء عضو مما أمر بالسجود عليه ، مما هو قادر على السجود عليه محاذيا به القبلة ، ولم نر عليه في بعض أجزاء عضو آخر من ذلك ، والأمر فيهما متفق إعادة ، فإنه يسأل الفرق بين ذلك من أصل أو نظير ، فلن يقول في أحدهما قولا إلا ألزم في الآخر مثله وبنحو الذي قلنا قال جماعة من السلف

ذكر من قال ذلك

2241 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، قال : نبئت عن طاوس أنه سئل عن السجود على الأنف ، فقال : « أوليس أكرم الوجه ؟ »

2242 - حدثني المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا أبو هلال ، قال : سئل محمد بن سيرين عن الرجل يسجد على أنفه ؟ فقال : أوما تقرأ : ( يخرون للأذقان سجدا (1) ) وقال أبو حنيفة : « إن وضع الساجد أنفه بالأرض ولم يضع جبهته ، أو وضع جبهته ولم يضع أنفه أجزأه »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 107

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب فمن ذلك قول أبي سعيد الخدري : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في طين ، فرئي أثر جبينه وأرنبته في الطين . « والأرنبة » طرف الأنف ، ومنه قول ذي الرمة : تثني الخمار على عرنين أرنبة شماء مارنها بالمسك مرثوم وهي الروثة أيضا ، وهي الخثرمة ، ومن الروثة قول أبي كبير الهذلي : حتى انتهيت إلى فراش عزيزة سوداء روثة أنفها كالمخصف وأما قوله في الخبر الآخر : فرئي أثر جبينه وترقوته في الماء والطين « فإن الجبين ما عن يمين الجبهة وشمالها من عظم الرأس ، والجبهة بينهما ، وأما قول ابن عمر للرجل الذي رآه قد أثر السجود بأنفه : لا تعلب صورتك ، فإنه يعني بقوله : لا تعلب صورتك : لا تؤثر فيه أثرا فتقبحه بذلك ، وأصل العلب : الأثر ، يقال منه : علبت الشيء إذا أثرت فيه ، فأنا أعلبه علبا وعلوبا ، ومنه قول عدي بن الرقاع : يتبعن ناجية كأن بدفها من غرض نسعتها علوب مواسم وأما قول أبي مجلز : » رأى عمر رجلا ساجدا قد شالت قدماه « ، فإنه يعني بقوله : » قد شالت قدماه « قد ارتفعتا عن الأرض ، يقال منه : شلت الحجر عن الأرض إذا رفعته عنها ، وشال الشيء : إذا ارتفع ، ومنه قول الأخطل في هجاء جرير بن عطية : وإذا وضعت أباك في ميزانهم قفزت حديدته إليك فشالا يعني بقوله فشال : ارتفع ، وأما قول أبي الشعثاء : رأى ابن عمر رجلا ينتحي في سجوده فإنه يعني بقوله : ينتحي : يعتمد ، يقال منه : انتحيت له بكذا ، إذا اعتمدته به وقصدته ، وهو انفعلت من قول القائل : نحوته بكذا ، إذا قصدت نحوه به ، كما قال : الطرماح : فنحا لأولاها بطعنة فيصل تمكو فرائصها من الإنهار وأما من الانتحاء ، فقول أبي البلاد الطهوي : فصدت وانتحيت لها بعضب حسام غير مؤتشب يمان وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : » ولا أكفت شعرا ولا ثوبا ، فإنه يعني بقوله « لا أكفت » : لا أكف ، يقال منه : كففت الشيء وكفته بمعنى واحد

ذكر خبر آخر من أخبار خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

2243 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أيام منى ، فيقول : « لا حرج » فسأله رجل فقال : حلقت قبل أن أذبح ؟ فقال : « لا حرج » ، وقال رجل : رميت بعد أن أمسيت ، قال : « لا حرج »

2244 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن سائلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : رميت بعد ما أمسيت ؟ قال : « لا حرج » ، قال : حلقت قبل أن أنحر (1) قال : « لا حرج » القول في علل هذا الخبر : وهذا خبر عندنا صحيح سنده ، لا علة فيه توهنه ، ولا سبب يضعفه ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل : إحداها : أنه خبر قد حدث به عن عكرمة أيوب السختياني فأرسله عنه ، ولم يجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ، وإن كان بعض رواته قد وصله عنه ، والثانية : أنه خبر قد حدث به عن خالد الحذاء غير من ذكرت ، فأرسله عنه عن عكرمة ، ولم يجعل بين عكرمة وبين النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس ، والثالثة : أنه من نقل عكرمة ، وفي نقله عندهم نظر ؛ لأسباب قد بيناها قبل ، والرابعة : أنه من رواية خالد عن عكرمة ، وفي رواية خالد عندهم ما قد تقدم بيانه قبل
__________
(1) النحر : الذبح

ذكر من روى هذا الخبر عن أيوب ، عن عكرمة ، فأرسله ولم يجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس

2245 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال : حدثنا سفيان ، عن أيوب ، عن عكرمة ، قال : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحد يومئذ قدم شيئا قبل شيء إلا قال وهو يومئ بيديه كلتيهما : « لا حرج ، لا حرج »

2246 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا أيوب ، عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل : ذبحت قبل أن أرمي الجمرة ؟ قال : « لا حرج » ، قال : وقال له رجل : حلقت قبل أن أذبح ؟ قال : « لا حرج » ، قال : فما سئل عن شيء يومئذ إلا جعل يومئ بيده ويقول : « لا حرج »

2247 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا أيوب ، عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل حلق قبل أن يذبح ، قال : فرمى بيده ، وقال : « لا حرج » ، قالوا : رجل ذبح قبل أن يرمي ، قال : فرمى بيده ، وقال : « لا حرج » ، قال : فما سئل يومئذ عن شيء إلا رمى بيده وقال : « لا حرج »

ذكر من روى هذا الخبر عن خالد ، فجعله عنه ، عن عكرمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، ولم يجعل بين عكرمة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس

2248 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن خالد ، عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل حلق قبل أن يذبح ، أو رمى بعدما أمسى ، فقال : « لا حرج »

ذكر من روى هذا الخبر عن أيوب ، عن عكرمة ، فوصله

2249 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عمرو ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يذكرون أنهم قدموا شيئا من أمر الحج بعضه قبل بعض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا حرج » وقد وافق عكرمة في رواية هذا الخبر عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه جماعة ، نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده ، ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله

ذكر ذلك

2250 - حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ، قال : حدثنا أبو هشام يعني المخزومي ، قال : حدثنا وهيب ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له في الرمي والحلق في التقديم والتأخير ، فقال : « لا حرج »

2251 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى بن إسحاق ، عن وهيب البصري ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الذبح ، والحلق ، والتقديم والتأخير ، فقال : « لا حرج »

2252 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله النوفلي ، عن وهيب بن خالد ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذبح ، والحلق ، والرمي في التقديم والتأخير ، فقال : « لا حرج »

2253 - حدثني هلال بن العلاء الرقي ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا وهيب ، عن عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن التقديم والتأخير في الحج ، فقال : « لا حرج »

2254 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبد الرحيم ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، قال : حدثني عطاء ، عن ابن عباس أن رجلا قال : يا رسول الله ، إني طفت بالبيت قبل أن أرمي ؟ فقال : « لا حرج »

2255 - حدثني سليمان بن عبد الجبار ، قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، زرت قبل أن أرمي ؟ قال : « ارم ولا حرج » ، قال : حلقت قبل أن أرمي ؟ قال : « ارم ولا حرج »

2256 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبد الرحيم ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : جاءت الرعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا شغلنا أن نرمي الجمار نهارا ؟ قال : « الآن ارموا ولا حرج » ، قال : ثم أتاه آخر ، فقال : إني ذبحت قبل أن أرمي الجمرة ؟ قال : « لا حرج » ، ثم أتاه رجل آخر ، فقال : إني حلقت قبل أن أذبح ؟ قال : « لا حرج » وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة ، نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده

2257 - حدثنا محمد بن عمارة الأسدي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا أسامة ، وحدثني القاسم بن بشر بن معروف ، قال : حدثنا عثمان بن عمر ، قال : حدثنا أسامة ، عن عطاء ، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى ثم جلس للناس ، فجاءه رجل ، فقال : يا رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ إني حلقت قبل أن أنحر ؟ قال : « لا حرج » ، ثم جاءه آخر ، فقال : حلقت قبل أن أرمي ؟ فقال : « لا حرج »

2258 - حدثني ابن سنان القزاز ، قال : حدثنا الحجاج ، عن حماد ، عن قيس ، عن عطاء ، عن جابر بن عبد الله أن رجلا قال : يا رسول الله ذبحت قبل أن أرمي ؟ قال : « ارم ، ولا حرج » ، قال آخر : يا رسول الله ، حلقت قبل أن أذبح ؟ قال : « اذبح ، ولا حرج »

2259 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا حجاج ، عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل يومئذ عن ست خصال (1) : عمن حلق قبل أن يذبح ، أو ذبح قبل أن يرمي ، فجعل يقول : « لا حرج ، لا حرج »
__________
(1) الخصال : جمع خصلة وهي خلق في الإنسان يكون فضيلة أو رزيلة

2260 - أخبرنا عبد الحميد بن بيان القناد ، قال : أخبرنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أفضت قبل أن أرمي ؟ قال : « ارم ، ولا حرج »

2261 - حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، قال : أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي ، قال : حدثني أبي عبد الرحمن بن الحارث ، عن زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال : إني رميت وأفضت وأمسيت ولم أحلق ؟ قال : « فلا حرج ، فاحلق » ثم أتاه رجل آخر ، فقال : إني رميت وحلقت وأمسيت ولم أنحر ؟ فقال : « لا حرج ، فانحر (1) »
__________
(1) النحر : الذبح

2262 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ، عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي ، عن زيد بن علي ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبي رافع ، عن علي رضي الله عنه ، قال : جاء رجل ، فقال : يا رسول الله ، حلقت قبل أن أذبح ؟ قال : « لا حرج » ثم جاءه آخر ، فقال : نحرت (1) قبل أن أرمي ؟ قال : « لا حرج » ، ثم جاءه آخر ، فقال : أفضيت قبل أن أحلق ؟ قال : « لا حرج » حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو نعيم ، عن عبد العزيز الماجشون ، عن الزهري ، عن عيسى بن طلحة ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
__________
(1) النحر : الذبح

2263 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن عبد العزيز الماجشون ، عن الزهري ، عن عيسى بن طلحة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا حرج فيمن قدم وأخر »

2264 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا الزهري ، عن عيسى بن طلحة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة ، وذبح ، وحلق ، وقف للناس ، فجعلوا يسألونه ، يقول الرجل : يا رسول الله ، حلقت قبل أن أنحر ؟ ونحرت (1) قبل أن أرمي ؟ فما سألوه عن شيء كان ينبغي لهم تأخيره ، ولا شيء أخروه ينبغي لهم تقديمه ، إلا قال : « افعلوا ، ولا حرج » ، حتى تصدع الناس عنه
__________
(1) النحر : الذبح

2265 - حدثني محمد بن عيسى الدامغاني ، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قالا : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عيسى بن طلحة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رجل : يا رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ حلقت قبل أن أذبح ؟ قال : « فاذبح ولا حرج » ، قال : وذبحت قبل أن أرمي ؟ قال : « فارم ، ولا حرج » حدثني أحمد بن حماد الدولابي ، قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عيسى بن طلحة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حلقت قبل أن أذبح ؟ ثم ذكر نحوه

2266 - حدثني يونس ، عن عبد الله ، قال : أخبرني يونس أن ابن شهاب أخبره ، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف للناس عام حجة الوداع يسألونه ، فجاء رجل فقال : يا رسول الله ، لم أشعر ، فنحرت (1) قبل أن أرمي ؟ قال : « ارم ، ولا حرج » ، قال رجل : يا رسول الله ، لم أشعر ، فحلقت قبل أن أذبح ؟ قال : « اذبح ، ولا حرج » . فما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال : « افعل ، ولا حرج »
__________
(1) النحر : الذبح

2267 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أسباط بن محمد ، عن الشيباني ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل حلق قبل أن يذبح ، قال : « لا حرج »

2268 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي ، قال : حدثنا عمر بن علي ، قال : سمعت الحجاج يذكر عن عبادة بن نسي ، قال : حدثني أبو زبيد ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو بين الجمرتين عن رجل طاف بالبيت قبل أن يرمي ، وحلق قبل أن يذبح ، قال : « لا حرج » ، ثم قال : « أيها الناس ، إن الله قد رفع عنكم الضيق والحرج ، ولكن تعلموا مناسككم ، فإنها من دينكم »

2269 - حدثني محمد بن إبراهيم بن صدران ، قال : حدثني عمر بن علي المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، عن عبادة بن نسي ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل حلق قبل أن يذبح ، فقال : « لا حرج ، لا حرج »

2270 - حدثني هلال بن العلاء الرقي ، قال : حدثنا أبي ، حدثنا عمر بن علي ، قال : حدثنا الحجاج ، عن عبادة بن نسي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجمرتين عن رجل طاف قبل أن يرمي ، قال : « لا حرج » وعن رجل حلق قبل أن يذبح ، قال : « لا حرج » ، وعن رجل حلق قبل أن يرمي ، قال : « لا حرج » ، ثم قال : « عباد الله ، إن الله قد رفع عنكم الضيق والحرج ، ولكن تعلموا مناسككم ، فإنها من دينكم »

2271 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا الحكم بن بشير ، قال : حدثنا عمر بن ذر ، عن مجاهد ، قال : قعد النبي صلى الله عليه وسلم في حجته التي لم يحج بعدها ، فلم يسأل عن شيء قدمه أحد أو أخره ، زاده أو نقصه ، إلا قال : « لا حرج » حتى صدروا القول في البيان عما في هذه الأخبار من الفقه والذي فيها من ذلك الإبانة من النبي صلى الله عليه وسلم عن صحة قول القائلين بأن من قدم شيئا من نسك حجه عن وقته قبل شيء منه هو أولى بتقديمه عليه ، أو أخر شيئا منه عن موضعه على شيء هو أولى بتقديمه على ما قدمه عليه ، فلا حرج عليه ، ولا فدية ولا جزاء ، وذلك أن الفدية والجزاء في النسك ، إنما هو عوض من تقصير في واجب ، وتضييع للازم قد فات وقت عمله ، وحرج بتضييعه ، وأثم بتقصيره فيه ، وفي إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمته أنه لا حرج على من قدم شيئا من مناسك حجه التي صفتها ما ذكرت قبل شيء منها ، أو أخر شيئا منها عن موضعه أبين البيان وأوضح البرهان على أن لا كفارة على من أعلم أنه لا حرج عليه فيما فعل من ذلك ولا فدية ، إذ كان من زال عنه الحرج زائلا عنه البدل الذي كان له لازما لو كان حرجا ، وذلك الفدية والكفارة والجزاء ، فإن قال لنا قائل : فما أنت قائل فيما :

2272 - حدثكموه ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، قال : لقي ابن عمر رجلا من أهله وقد طاف بالبيت ، وهو راجع إلى منى طويل الشعر ، فقال له : « أما حلقت ولا قصرت ؟ ارجع إلى منى فاحلق أو قصر ، ثم اذهب إلى البيت فطف » حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، قال : حدثنا هشام ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر أنه رمى الجمار ، وذبح ، وحلق ، وانطلق يزور البيت ، فلقي إنسانا من أهله راجعا ، فذكر نحوه

2273 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا أيوب ، عن نافع أن رجلا رمى الجمرة ، ثم انطلق كما هو فطاف بالبيت ، وكان ابن عمر لا يسبقه أحد إلى البيت إذا نحر (1) وحلق ، وأنه نحر في دار النحر ، ثم انطلق فلقيه الرجل فأنكره ، فقال : يا ابن أخي : « كيف صنعت ؟ » ، قال : رميت ثم جئت فطفت بالبيت ، قال : « فارجع ، واحلق أو قصر ، ثم ارجع فطف بالبيت »
__________
(1) النحر : الذبح

2274 - حدثنا ابن بشار ، وابن المثنى ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن مورق العجلي ، قال : سألت ابن عمر عن رجل حلق قبل أن يذبح ؟ قال : « إنك لضخم اللحية »

2275 - حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن صدقة بن يسار ، قال : سألت جابر بن زيد عن رجل حلق قبل أن ينحر (1) ، قال : « عليه فدية »
__________
(1) النحر : الذبح

2276 - حدثني أبو كريب ، قال : حدثنا عمر بن عبيد ، عن الأعمش ، ومغيرة ، عن إبراهيم ، قال : سئل عن رجل حلق قبل أن يذبح ، قال : « أليس الله يقول تعالى ذكره : ( ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله (1) ) ، قال : » فكان يرى في ذلك دما «
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 196

2277 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا عبيدة ، عن إبراهيم أنه كان يقول : « من قدم من نسكه شيئا قبل شيء فليهرق (1) دما »
__________
(1) الإراقة والهراقة : صب وسيلان الماء وكل مائع بشدة

2278 - حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا أبو حرة ، عن الحسن أنه قال : « من قدم شيئا من نسكه قبل شيء فليهرق (1) دما »
__________
(1) الإراقة والهراقة : صب وسيلان الماء وكل مائع بشدة

2279 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير ، قال : « من قدم شيئا من نسكه أو أخر شيئا ، أو حلق قبل أن يذبح ، فعليه دم يهريقه (1) »
__________
(1) يهريق : يريق ويسيل ويسكب

2280 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير ، قال : « من قدم شيئا قبل شيء فعليه دم » قيل : قد خالف من ذكرت غيرهم من أهل القدوة فإن قال : فاذكر لنا بعضهم قيل :

2281 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن ليث ، قال : سألت مجاهدا ، وطاوسا عن رجل حلق قبل أن ينحر ، قالا : « ليس عليه شيء »

2445 - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، قال : حدثنا أيوب بن سويد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، في رجل نسي أن يرمي حتى أفاض ، قال : « إن ذكر قبل أن يستفتح بالطواف فليرجع ، وإن لم يذكر شيئا حتى استفتح الطواف ، فلا يرجع حتى يفرغ من طوافه » ، قال : وأقول مثل ذلك معتمر بدأ بالصفا قبل الطواف بالبيت

2446 - حدثني علي بن سهل الرملي ، قال : حدثني زيد بن أبي الزرقاء ، عن سفيان ، قال : كان عطاء ، يقول : « من سعى قبل الطواف أجزأه »

2447 - حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ، قال : حدثنا ابن أبي مريم ، قال : أخبرنا نافع ، قال : أخبرنا ابن جريج ، عن عطاء ، قال : « إن طاف إنسان بين الصفا ، والمروة قبل البيت ، فليطف بالبيت ولا يعد لطوافه بين الصفا ، والمروة » ، غير مرة سمعته يسأل عن ذلك

2448 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، سألت الثوري عن رجل ، بدأ بالصفا ، والمروة قبل البيت ، قال : أخبرني ابن جريج ، عن عطاء أنه قال : « يطوف بالبيت وقد أجزأ عنه » ، قال : وأما نحن ، فنقول : يطوف بالبيت ثم يعود إلى الصفا ، والمروة

2449 - وحدثني عبد الله بن محمد الحنفي ، قال : أخبرنا عبدان ، قال : أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك ، قال : أخبرنا زكريا ، عن ابن أبي نجيح ، قال : « لو أن رجلا ، طاف بالصفا ، والمروة قبل الطواف بالبيت جاهلا أو ناسيا ، أجزأ ذلك عنه » فإن قال : فإن كان الأمر في تقديم بعض المناسك قبل بعض ، كالذي ذكرت من جوازه عامدا أو ناسيا أو جاهلا ، فما أنت قائل فيما كان يقوله بعض المنتسبين إلى الفقه في رمي رامي الجمرة من الجمرات الثلاث الواجب رميها بسبع حصيات متفرقات ، أنه جائز رميها بسبع منهن مجتمعات رمية واحدة ، اعتلالا منه في إجازته ذلك ، بالأخبار التي ذكرتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من وضعه الحرج عن مقدم شيء من نسكه قبل شيء هو مؤخر عنه ، ومؤخر شيء منه عن شيء هو مقدم عليه ؟ قيل : ذلك من القول خطأ ، ومن التأويل غلط . وذلك أن رامي الجمرات مأمور برمي كل واحدة منهن بسبع حصيات متفرقات ، سبع رميات ، كل رمية بحصاة منهن ، كما الطائف بالبيت الطواف الواجب مأمور بالطواف به سبعة أشواط ، فلو طاف به شوطا واحدا ينوي به طوافا عن الأطواف السبعة ، لم يكن إلا شوطا واحدا ، كما لم يكن رمي الرامي الجمرة الرمية الواحدة بالحصيات السبع ، إلا بمعنى الرمية الواحدة بحصاة واحدة . فإن قال : وكيف يكون ذلك كذلك ، ورامي الجمرة مأمور برميها بسبع حصيات ، فجامعها برمية واحدة ، قد رماها بسبع حصيات كما أمر ، والطائف بالبيت مأمور بالطواف به سبعة أشواط ، والشوط الواحد لا يكون سبعة أشواط ، وذلك أنه لا يقال لطائف شوط واحد طاف سبعة أشواط . ولا يمتنع ممتنع أن يقول لرامي الجمرة بسبعة أحجار برمية واحدة : رماها بسبعة أحجار . قيل : ذلك إنما يكون كالذي قلت : لو كان الأمر في الرمي بسبع حصيات دون سبع رميات . فأما الأمر بالرمي بسبع حصيات ، كل حصاة منهن برمية غير الرمية بالأخرى ، فإنه نظير الأمر بطواف سبعة أشواط ، كل شوط منهن غير الأشواط الأخرى ، في أن الرمية الواحدة لا تكون سبع رميات ، وإن كانت الرمية بخمسين حصاة ، كما لا يكون طواف شوط واحد طواف سبعة أشواط . فإن قال : وما البرهان على أن على رامي الجمرة في حجه رميها سبع رميات سبع حصيات ، دون أن يكون الذي عليه ، رميها بسبع حصيات برمية واحدة رماها ، أو بسبع رميات بعد أن يرميها بسبع منها ؟ قيل : البرهان على ذلك ما لا يدفعه دافع ، ولا ينكره من أهل الإسلام منكر ، وهو نقل جميعهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم علم أمته ، إذ علمهم مناسك الحج ، رمي كل جمرة من الجمرات الثلاث ، في حال وجوب رميهن على راميهن ، بسبع حصيات متفرقات ، كل حصاة من ذلك برمية بها غير الرمية بالآخر منها ، فكان وجوب إفراد رمي كل واحدة منهن برمية غير الرمي بالآخر منهن ، من الوجه الذي فيه وجوب رمي كل واحدة من الجمرات الثلاث بسبع حصيات ، لأن كل ذلك مما علم وجوبه بتعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته . فإن لم يكن سائغا للأمة تركها أحدها ، لم يكن لهم ترك الآخر منها ، وإن انساغ لهم ترك واحدة منها ، انساغ له ترك الآخر ، فيكون سائغا لهم رمي كل جمرة من ذلك بحصاة واحدة ، ومجزئا ذلك عنهم وإن لم يرموها بغيرها ، كما جاز لهم رميها عندكم بسبع حصيات برمية واحدة ، وقد علموا رميها بسبع حصيات متفرقات ، كل حصاة منهن برمية غير الرامي بالآخر منهن ، لا فرق بين ذلك . ومن فرق بينهما ، كلف البرهان على ما فرق ما بين ذلك من أصل أو نظير ، فلن يقول في أحدهما قولا ، إلا ألزم في الآخر مثله

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم إذ سئل عمن قدم شيئا من نسكه قبل شيء : « لا حرج » ، يعني صلى الله عليه وسلم بقوله : « لا حرج » ، لا ضيق في فعل ذلك ، أي أن ذلك واسع له في الدين ، مطلق غير مضيق فيه . وأصل الحرج : الضيق ، ومنه قول الله تعالى ذكره : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج (1) ) . وأما قوله إذ قال له : « أفضت قبل أن أرمي » ، فإنه يعني بقوله « أفضت » ، رجعت إلى البيت زائره ، وإلى الموضع الذي بدأت السمو منه إلى عرفات للطواف بالبيت . وكل عائد إلى أمر بعد بدء ، تسميه العرب : مفيضا . وكذلك قيل لضارب القداح بين الأيسار : مفيض ، لجمعه القداح ، ثم ضربه بها بين المياسرين عودا بعد بدء ، ومنه قول بشر بن أبي خازم الأسدي : فقلت لها : ردي إلي حياته فردت كما رد المنيح مفيض ومنه قيل للقوم إذا تراجعوا القول بينهم : « أفاضوا في الحديث » وأما قول عبد الله بن عمرو : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل يومئذ عمن قدم شيئا من نسكه قبل شيء إلا قال : « لا حرج » ، حتى تصدعوا عنه ، فإنه عنى بقوله : حتى تصدعوا عنه : حتى تفرقوا عنه ، وكل صدع فتفرق ، ومنه قيل لصدع الزجاجة أو الحائط وغير ذلك صدع ، لمفارقة بعض أجزائه التي كانت ملتئمة قبل الانصداع بعضا ، ومنه قيل : لافتراق المؤتلفين من القبائل : قد تصدع ما بين حي فلان وفلان ، ومنه قول الشاعر : لعمري لقد أبقت وقيعة راهط لمروان صدعا بينا متنائيا
__________
(1) سورة : الحج آية رقم : 78

ذكر ما لم يمض ذكره من أخبار هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

2450 - حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثني عباد بن العوام ، عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والتفت إلى أحد ، فقال : « والله ما يسرني أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم ذهبا أنفقه في سبيل الله ، أموت يوم أموت وعندي منه دينار ، إلا دينارا أرصده لدين » ، قال : فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ، ولقد ترك درعه (1) التي كان يقاتل فيها رهنا بثلاثين قفيزا (2) من شعير ، ثم قال ابن عباس : لقد كان يأتي على آل محمد صلى الله عليه وسلم الليالي ، ما يجدون فيها عشاء
__________
(1) الدِّرْع : الزَّرَدِيَّة وهي قميص من حلقات من الحديد متشابكة يُلْبَس وقايةً من السلاح
(2) القفيز : مكيال قديم، ويعادل حاليا ستة عشر كيلو جراما

2451 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا مصعب بن المقدام ، عن بكر بن خنيس ، عن أبي محمد ، عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب ، فقال : « يا عبد الله بن عمرو ، ما كان محمد قائلا لربه لو مات وهذه عنده ؟ ثم قسمها قبل أن يقوم ، ثم قال : ما يسرني أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم مثل هذا الجبل وأشار إلى الجبل ، وأني مت وتركت منه دينارين » ، قال ابن عباس : فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض ، فلم يدع دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ، وترك درعه مرهونة بثلاثين صاعا (1) من شعير كان يأكل منه ويطعم عياله عند رجل من اليهود القول في علل هذا الخبر : وهذا خبر عندنا صحيح سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح ، لعلتين : إحداهما : أن بعض ما فيه من معانيه لا مخرج له يصح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا من هذا الوجه . والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد ، وجب التثبت فيه . والثانية : أنه من نقل عكرمة ، عن ابن عباس ، وفي نقل عكرمة عندهم نظر يجب التوقف فيه . وقد وافق ابن عباس في رواية بعض معاني هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ، وفي بعضه البعض
__________
(1) الصاع : مكيال المدينة تقدر به الحبوب وسعته أربعة أمداد ، والمد هو ما يملأ الكفين

ذكر من وافقه في روايته كراهية ادخار الذهب والفضة ثلاثا ، لغير ما استثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم

2452 - حدثني سلم بن جنادة السوائي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر ، قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء ، ونحن ننظر إلى أحد ، فقال : « يا أبا ذر » ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : « ما أحب أن أحدا ذاك عندي ذهبا أمسي ثالثة ، عندي منه دينار إلا دينارا أرصده لدين ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا عن يمينه ، وعن شماله ومن قدامه » ، قال : ثم مشى ، فقال : « يا أبا ذر » ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : « إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة ، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا عن يمينه ، وعن شماله ، ومن قدامه »

2453 - وحدثني محمد بن يحيى القطعي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، قال : أخبرنا حماد الكوفي ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر ، قال : كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد ، فالتفت إلي ، فقال : « يا أبا ذر » ، قلت : لبيك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعديك ، وأنا فداؤك ، فقال : « إن المكثرين هم المقلون إلا من قال : هكذا وهكذا وهكذا وهكذا » وأومأ (1) عن يمينه وعن يساره ومن بين يديه ومن خلفه في حق ، فقلت : الله ورسوله أعلم ، ثم مشى حتى طلع لنا أحد فالتفت ، فقال : « يا أبا ذر » ، فقلت : لبيك وسعديك وأنا فداؤك ، فقال : « ما يسرني أن أحدا أصبح لآل محمد ذهبا يمسي وعندهم منه دينار » وحدثني علي بن سهل الرملي ، قال : حدثنا الحسن بن بلال ، عن حماد ، قال : أخبرنا حماد بن أبي سليمان ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر ، وذكر نحو حديث محمد بن يحيى ، عن الحجاج ، غير أنه قال في حديثه : ثم مشى حتى أشرف لنا أحد حدثني أبو الجماهر الحضرمي محمد بن عبد الرحمن الحمصي ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : أشهد لسمعت أبا ذر ، يقول : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرة المدينة ، ثم ذكر نحو حديث سلم بن جنادة ، عن أبي معاوية
__________
(1) الإيماء : الإشارة بأعضاء الجسد كالرأس واليد والعين ونحوه

2454 - حدثني أبو الجماهر محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر ، قال : انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة وهو يقول : « هم الأخسرون ورب الكعبة » ، فقلت : ومالي ؟ أنزل في شيء فقلت : ومن هم فداك أبي وأمي ، قال : « هم الأكثرون أموالا ، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا » يعني من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله بكفيه جميعا ، « وقليل ما هم » ، ثم قال : « ما من رجل يموت وله إبل أو بقر أو غنم لم يؤد زكاتها ، إلا جاءت يوم القيامة أوفر ما كانت وأعظمه تعضه بأفواهها ، وتطأه بأخفافها ، كلما نفد آخرها عادت أولاها ، حتى يقضى بين الناس »

2455 - وحدثني مشرف بن أبان بن الخطاب ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستظل في الكعبة وهو يقول : « هلكوا ورب الكعبة » ، فما قاررت حتى قمت ، فقلت : من هم ؟ فداك أبي وأمي يا رسول الله ، قال : « هلك الأكثرون أموالا ، إلا من قال : هكذا وهكذا وهكذا »

2456 - وحدثني محمد بن يحيى القطعي ، قال : حدثنا بشر يعني ابن عمر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن سويد بن الحارث ، عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « ما يسرني أن لي مثل أحد ذهبا ، أدع يوم أموت دينارا أو نصف دينار إلا لغريم (1) »
__________
(1) الغريم : الذي له الدين والذي عليه الدين ، جميعا

2457 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت سويد بن الحارث ، يقول : سمعت أبا ذر ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أحب أن لي أحدا ذهب ، أموت يوم أموت وعندي منه دينار ، إلا أن أرصده لغريم (1) »
__________
(1) الغريم : الذي له الدين والذي عليه الدين ، جميعا

2458 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني وهب بن جرير ، قال : حدثني شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن سويد بن الحارث ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أحب أن لي أحدا ذهب ، أدع يوم أموت فيه دينارا أو نصف دينار إلا أن أرصده لغريم (1) »
__________
(1) الغريم : الذي له الدين والذي عليه الدين ، جميعا

2459 - وحدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن الجريري ، عن أبي العلاء بن الشخير ، عن الأحنف ، قال : قال لي أبو ذر : إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني فقال : « يا أبا ذر » ، فأجبته ، فقال : « ترى أحدا ؟ » ، فنظرت وأنا أظنه يبعثني في حاجة له ، فقلت : أراه ، فقال : « ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير ، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا » ، قلت : ما لك ولإخوانك من قريش لا تعتريهم (1) وتصيب منهم ؟ فقال : « لا وربك لا أسألهم دنيا ، ولا أستفتيهم عن دين ، حتى ألحق بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) يعتريهم : أي يصيبهم

2460 - حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري ، قال : حدثني عمي ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبيه الحارث بن يعقوب ، عن أبي الأسود الغفاري ، عن النعمان الغفاري ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « يا أبا ذر ، اعقل ما أقول لك ، إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة ، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا »

2461 - وحدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني ، قال : حدثنا حيوة ، ويزيد ، قالا : حدثنا بقية ، قال : حدثنا صفوان قال : حدثني أبو اليمان عامر بن عبد الله ، عن حبيب بن مسلمة ، عن أبي ذر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الأكثرين هم الأسفلون يوم القيامة في الجنة والنار ، إلا من قال بماله هكذا وهكذا »

2462 - وحدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا ابن فضيل ، قال : حدثنا سالم بن أبي حفصة ، وأبو منصور الجهني ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أي جبل هذا ؟ » ، قلت : أحد ، قال : « والذي نفسي بيده ، ما يسرني أنه لي ذهبا قطعا أنفقه في سبيل الله ، أدخر منه قيراطا (1) » ، قال : قلت : قنطارا (2) ، قال : « قيراطا » ، قال : قلت : قنطارا ، قال : « قيراطا » ، قال : قلت : قنطارا ، قال : مرارا ، فقال : « إنما أقول الذي هو أقل ، ولا أقول الذي هو أكثر »
__________
(1) القيراط : عشر الدينار
(2) القنطار : قيل إنه ألف ومائتا أوقية ذهباً وقيل ملء مسك ثور ذهباً وقيل سبعون ألف مثقال وقيل مائة رطل ذهبا

2463 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا روح بن أسلم ، قال : حدثنا زائدة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما أحب أن لي أحدا ذهب ، يكون عندي بعد ثلاث منه شيء ، إلا شيء أرصده لدين ، إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة ، إلا من قال هكذا وهكذا ، عن يمينه ، وعن شماله ، ومن بين يديه ووراءه »

2464 - وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن عمار بن رزيق ، عن أبي إسحاق ، عن كميل بن زياد ، عن أبي هريرة ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل المدينة ، فقال : « يا أبا هر ، هلك المكثرون ، إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة ، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا وهكذا ، وقليل ما هم »

2465 - حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا منصور بن سلمة ، قال : حدثنا بكر بن مضر ، قال : حدثني موسى بن جبير ، عن أبي أمامة بن سهل ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الأكثرون هم الأقلون يوم القيامة ، يقول : ذلك ثلاثا إلا من قال بالمال هكذا وهكذا » وأشار أبو أمامة عن يمينه ، وعن شماله

2466 - حدثني محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا محمد بن سابق ، عن كامل ، عن أبي صالح ، قال : سمعت أبا هريرة ، وهو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الأكثرين هم الأذلون ، إلا من ، قال هكذا : من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله »

2467 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني ابن أبي ذئب ، وحدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : حدثني ابن أبي ذئب ، عن أبي الوليد ، مولى عمرو بن خداش ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما أحب أن لي أحدا ذهب ، تمر بي ثلاثة وعندي منه دينار ، إلا شيئا أعده لغريم (1) »
__________
(1) الغريم : الذي له الدين والذي عليه الدين ، جميعا

2468 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : حدثنا عمي عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « لو كان لي مثل أحد ذهب ، ما سرني أن يأتي علي ثلاث ليال وعندي منه شيء ، إلا شيء أرصده لدين »

2469 - حدثنا أحمد ، قال : حدثنا عمي عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، أن سليمان بن سنان المزني ، حدثه أنه ، سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أحب أن لي أحدكم هذا ذهبا أنفق منه كل يوم ، فتمر بي ثلاث ، وعندي منه شيء إلا شيئا أرصده لدين »

2470 - وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا بكر بن مضر ، عن موسى بن جبير ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الأكثرون الأقلون يوم القيامة ، الأكثرون الأقلون يوم القيامة ، الأكثرون الأقلون يوم القيامة ، إلا من قال هكذا وهكذا » ، وأشار إلى أمامه ، وعن يمينه ، وعن يساره

2471 - وحدثني محمد بن حفص أبو عبيد الوصابي ، قال : حدثنا ابن حمير ، قال : حدثنا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « المكثرون في النار إلا من قال هكذا وهكذا » ، وأشار بكفه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن يساره ، ثم قال : « وقليل ما هم » ، ثم قال يزيد : إن لم أكن سمعته من أبي هريرة فصمتا

2472 - وحدثني ابن سنان القزاز ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الأسفلون الأكثرون يوم القيامة ، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا » ، كل ذلك يحكي أبو عاصم بيده : يمنة ، ويسرة ، وقداما ، وخلفا

2473 - وحدثني أبو الجماهر الحضرمي ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة ، قال : حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن ، عن محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الأكثرون الأسفلون يوم القيامة ، إلا من قال هكذا وهكذا » ، يعني عن يمينه ، وعن شماله ، ومن رواء ظهره ، ومن بين يديه

2474 - حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا بكر بن مضر ، عن موسى بن جبير ، عن أبي أمامة بن سهل ، أنه قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير على عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : لو رأيتما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في مرض له ، قالت : وكانت له عندي ستة الدنانير ، قال موسى : أو سبعة ، قالت : فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها ، فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله ، قالت : ثم سألني عنها ، فقال : « ما فعلت ؟ أكنت فرقت الستة أو قالت : السبعة الدنانير ؟ قلت : لا والله ، لقد كان شغلني وجعك ، قال : فدعا بها ، ثم صبها في كفه ، فقال : » ما ظن نبي الله لو لقي الله وعنده هذه «

2475 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : أخبرنا الجريري ، عن أبي السليل ، قال : وقف على رجل ، فقال : حدثني أبي أو عمي ، قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ويل لأرباب المئين (1) من الإبل ، ويل لأرباب المئين من الإبل ، ويل لأرباب المئين من الإبل ، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ونحا سعيد بيده يمينا وشمالا وقليل ما هم ، ثم قال : » قد أفلح المزهد المجهد ، قد أفلح المزهد المجهد ، قد أفلح المزهد المجهد «
__________
(1) المئون : المئات

2476 - حدثني محمد بن معمر البحراني ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن زيد ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ فقال : « الأنبياء » ، قال : ثم من ؟ قال : « ثم الصالحون ، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يجوبها ، وإن كان أحدهم ليبتلى بالقمل حتى يقتله ، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء ، كما يفرح أحدكم بالرخاء »

2477 - حدثني أبو معمر ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا سليمان ، عن حميد يعني ابن هلال ، عن أبي بردة ، قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها ، فأخرجت إلينا إزارا (1) غليظا مما يصنع باليمن ، وكساء من التي يسمونها : الملبدة (2) ، فأقسمت بالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض في هذين الثوبين
__________
(1) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن
(2) الملبد : المرقع ، وقيل الملبد الذي ثخن وسطه وصفق حتى صار يشبه اللبدة

2478 - وحدثني يحيى بن داود الواسطي ، قال : حدثني إبراهيم بن مردانبه ، قال : حدثنا رقبة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن أم سلمة ، قالت : جاءت النبي صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير ليس لها ثامن ، أو ثمانية دنانير ليس لها تاسع ، فوضعها تحت الفراش ، ثم جاء وقد تغير من لونه ، فقلت : ما لك يا رسول الله ؟ فقال : « لا ، إلا أن الدنانير التي جاءتنا غدوة (1) أمسينا ولم ننفقها »
__________
(1) الغُدْوة : البُكْرة وهي أول النهار

2479 - حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن هشام ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : وحدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : مشيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة (1) سنخة (2) ، ولقد رهن درعا له مع يهودي بعشرين صاعا (3) من طعام أخذه لأهله ، ولقد سمعته ذات مرات يقول : « ما أمسى عند آل محمد صلى الله عليه وسلم صاع تمر ، ولا صاع حب » ، وإن عنده لتسع نسوة يومئذ حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس ، بنحوه حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني أبو عامر ، قال : حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس ، بنحوه ، إلا أنه قال : عند يهودي بالمدينة ، فأخذ شعيرا لأهله ، وقال : ما أصبح
__________
(1) الإهالة : ما أذبت من الشحم ، وقيل : الشحم والزيت ، وقيل : كل دهن اؤتدم به إهالة
(2) السّنِخة : المتَغَيَّرة الرِّيح
(3) الصاع : مكيال المدينة تقدر به الحبوب وسعته أربعة أمداد ، والمد هو ما يملأ الكفين

2480 - حدثنا أبو معمر الهاشمي صالح بن حرب ، قال : حدثنا إسماعيل بن يحيى ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن صهيب ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يدخل الجنة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ، يمنة ، ويسرة »

2481 - حدثنا الحسن بن شاذان الواسطي ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، قال : أخبرني عبد الله بن عبد الواحد ، رجل من ثقيف ، عن أبي مجيب الشامي ، قال : كان نعل سيف أبي هريرة من فضة ، فقال له أبو ذر : أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من ترك صفراء ، أو بيضاء كوي بها »

2482 - حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني ، قال : حدثنا يعلى بن الأشدق ، عن عبد الله بن جراد ، قال : قلت : يا أبا هريرة ، كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذهب والفضة ؟ قال : « تسأل عن رجل لم يجتمع عنده درهمان قط مصرورا »

2483 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا محمد بن ميمون الزعفراني ، عن حميد الطويل ، أن أنسا ، حدثهم أنهم دخلوا على سلمان في مرضه الذي مات فيه ، فبكى ، فقالوا له : ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ قال : أما والله ما أبكي صبابة إليكم ، ولا ضنا بصحبتكم ، ولكن أبكي لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نأخذ به ، قال لنا : « ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب » ، فلم نرض بذلك حتى جمعنا ما ترون ، قال : فقلبنا أبصارنا في البيت ، فلم نر شيئا إلا إكافا وقرطاطا له

2484 - وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو أسامة ، وحسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم (1) الوجه فخشيت ذاك من وجع ، فقلت : يا رسول الله ما لي أراك ساهم الوجه ؟ قال : « من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا ، لم أنفقهن ، نسيتهن تحت خصم (2) الفراش »
__________
(1) ساهم : مُتَغيِّر
(2) الخصم : الجانب

2485 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبدة ، عن محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في وجعه الذي مات فيه : « يا عائشة ، ما فعلت الذهب ؟ » ، قالت : قلت : هي عندي ، قال : « ائتيني بها » فجئت بها ، وهي ما بين السبعة أو الخمسة ، فجعلها في كفه وقال : « ما ظن محمد بالله لو لقي الله وهذه عنده أنفقيها »

2486 - حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : « ما فعلت الذهبة ؟ » ، قلت : هي عندنا يا رسول الله ، قال : « ائتيني بها » فجئته بها ، فوضعها في يده ، فرفع بها يده ، وقال : « ما ظن محمد لو لقي الله وهذه عنده ؟ أنفقيها »

2487 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا خالد بن مخلد ، عن محمد بن جعفر ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو كان عندي أحد ذهبا ، لسرني أن لا تمضي ثالثة وعندي منه دينار ولا درهم ، أنفقه في سبيل الله ، إلا أن أمسك شيئا لدين إن كان علي »

2488 - وحدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أوليائي منكم المتقون ، فلا يأتين الناس بالأعمال يوم القيامة ، وتأتون بالدنيا تحملونها على أعناقكم ، وتقولون : يا محمد ، فأقول كذا وأقول كذا » وأعرض في عطفيه

2489 - حدثني أحمد بن محمد الطوسي ، قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، قال : حدثنا زائدة ، عن منصور ، عن شقيق ، قال : حدثنا سمرة بن سهم ، قال : نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو طعين (1) ، فدخل عليه معاوية يعوده ، فبكى ، فقال له معاوية : ما يبكيك ؟ أوجع يشئزك (2) ؟ أم حرص على الدنيا ، فقد ذهب صفوها فقال : على كل لا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فوددت أني اتبعته ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « لعلك أن تدرك أموالا تقتسم بين أقوام ، وإنما يكفيك من جميع المال خادم ومركب في سبيل الله » ، فوجدت فجمعت
__________
(1) الطعين : المصاب بالطاعون
(2) يشئزك : يقلقك ويؤلمك

2490 - حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي ، قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان « لا يدخر شيئا لغد »

2491 - وحدثني أبو زيد عمر بن شبة ، قال : حدثنا مسعود بن واصل ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما فعلت الذهب ؟ » ، قلت : ها هي ذه ، فجئته بها ، فوضعها في كفه ، وكانت ما بين السبعة إلى التسعة ، فقال : « ما ظن محمد بربه لو لقيه وهذه عنده »

2492 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : حدثني ابن هانئ ، قال : أخبرني أبو عبد الرحمن الحبلي ، عن عامر بن عبد الله ، عن سلمان الخير أنه حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع (1) ، فقالوا : ما يجزعك يا أبا عبد الله وقد كان لك سابقة في الخير شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغازي (2) حسنة وفتوحا عظاما فقال : يحزنني حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، حين فارقنا عهد إلينا فقال : « ليكف المؤمن منكم كزاد الراكب » ، فهذا الذي حزنني ، فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر دينارا
__________
(1) الجزع : الخوف والفزع وعدم الصبر والحزن
(2) المغازي : مواضع الغزو ، وقد تكون الغزو نفسه ، والمقصود بها هنا الغزوات

2493 - حدثنا علي بن سهل الرملي ، قال : حدثنا الحسن بن بلال ، عن حماد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، وحماد ، عن حميد ، عن مورق ، أن سعد بن مالك ، وعبد الله بن مسعود ، دخلا على سلمان يعودانه فبكى ، فقالا : ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ فقال : عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحفظه أحد منا ، قال : « ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب » ، قال : فلما مات نظروا في بيته ، فإذا إكاف وقرطاط ومتاع ثمن عشرين درهما

2494 - حدثني حسان بن محمد بن عبد الرحمن الطائي ، من أهل حمص ، قال : حدثنا سلامة بن جواس ، عن محمد بن القاسم ، عن عبد الله بن بسر المازني ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس : « يا عم ، قليل يضنيك ، خير من كثير يطغيك »

2495 - حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا أسد ، قال : حدثنا محمد بن خازم ، عن موسى الصغير ، عن هلال بن يساف ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : قلت له : ألا تبتغي لأضيافك كما يبتغي فلان لأضيافه ؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن أمامكم عقبة كؤودا ، لا يجوزها المثقلون ، فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة »

2496 - حدثني الحسين بن أبي كبشة ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا عباد بن راشد عن قتادة ، قال : حدثني خليد العصري ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من يوم طلعت فيه شمسه إلا وبجنبتيه ملكان يناديان ، يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين : يا أيها الناس ، هلموا إلى ربكم ، إن ما قل وكفى ، خير مما كثر وألهى »

2497 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن خليد بن عبد الله العصري ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « ما طلعت شمس ذات يوم إلا بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان ، إنهما ليسمعان أهل الأرض غير الثقلين : اللهم عجل لمنفق خلفا ، وما غربت قط إلا وبعث الله بجنبتيها ملكين يناديان ، إنهما ليسمعان أهل الأرض غير الثقلين : اللهم عجل لممسك تلفا ، اللهم عجل لممسك تلفا »

2498 - حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ، قال : حدثنا ابن أبي مريم ، قال : أخبرنا سليمان بن بلال ، قال : أخبرني معاوية بن أبي المزرد ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا »

2499 - حدثني زكريا بن أبان المصري ، قال : حدثنا نعيم ، قال : حدثنا خارجة بن مصعب ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من صباح إلا ملكان يناديان ، يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا »

2500 - حدثنا صالح بن مسمار المروزي ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن خليد بن عبد الله العصري ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما طلعت شمس قط إلا بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان ، إنهما ليسمعان أهل الأرض إلا الثقلين : أيها الناس ، هلموا إلى ربكم ، فإن ما قل وكفى ، خير مما أكثر وألهى ، ولا غربت شمس قط إلا بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان ، إنهما ليسمعان أهل الأرض إلا الثقلين : اللهم عجل لمنفق خلفا ، وعجل لممسك تلفا »

2501 - وحدثني عبد الرحمن بن البختري الطائي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن حماد بن شعيب ، عن يزيد بن زياد أو أبي زياد ، عن الحسن البصري ، قال : حدثني قيس بن عاصم ، قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، ما المال الذي لا يكون فيه تبعة من ضيف إن ضافني ، أو عدد إن كثروا ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نعم المال الأربعون ، والكثر الستون ، ويل لأصحاب المئين (1) ، إلا من أعطى في رسلها ونجدتها ، وأفقر ظهرها ، وأطرق فحلها ، ومنح غزيرتها ، ونحر (2) سمينتها ، فأطعم القانع والمعتر »
__________
(1) المئون : المئات
(2) النحر : الذبح

2502 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبد الأكرم ، رجل من أهل الكوفة ، عن أبيه ، عن سليمان بن صرد ، قال : « أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثنا ليالي لا نقدر أو لا يقدر على طعام »

2503 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، والأعمش ، وعمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، قال : لما نزلت : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله (1) ) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : « تبا للفضة » يقولها ثلاثا ، فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : فأي مال نتخذ ؟ قال عمر : أنا أعلم لكم ذلك ، فقال : يا رسول الله : إن أصحابك قد شق عليهم ، وقالوا : أي المال نتخذ ؟ فقال : « لسانا ذاكرا ، وقلبا شاكرا ، وزوجة تعين أحدكم على دينه » وحدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن ثوبان ، بمثله
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 34

2504 - حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثني حرمي بن عمارة ، قال : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني عمارة ، عن عكرمة ، عن عائشة ، رضي الله عنها أنها ، قالت : لما فتحت خيبر قلنا : « الآن نشبع من التمر »

2505 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن عبد الله بن مولة ، عن بريدة الأسلمي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يكفي أحدكم من الدنيا خادم ومركب »

2506 - حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، قال : حدثنا إسحاق ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها أنها ، قالت : « ما شبع آل محمد يومين من غداء أو عشاء حتى مضى لسبيله »

2507 - حدثني محمد بن الحارث ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : حدثنا زهير ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت النعمان بن بشير ، يقول على المنبر : « احمدوا ربكم ، فربما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوى (1) ، ما يشبع من الدقل (2) ، وأنتم لا ترضون دون ألوان التمر والزبد »
__________
(1) تلوى : انثنى من الألم
(2) الدقل : الرديء اليابس من التمر

2508 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : « ما شبع آل محمد من خبز بر منذ قدموا المدينة »

2509 - حدثني يحيى بن طلحة ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : « ما استضاء آل محمد صلى الله عليه وسلم بنار شهرا »

2510 - حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري ، قال : حدثنا المحاربي ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : « ما أشبع النبي صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثا تباعا من خبز البر حتى فارق الدنيا » حدثني الحسين بن علي الصدائي ، قال : حدثنا الوليد بن القاسم ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، بمثله

2511 - حدثني عبد الله بن أبي زياد ، قال : حدثنا سيار ، قال : حدثنا سهل بن أسلم العدوي ، قال : حدثنا يزيد بن أبي منصور ، عن أنس بن مالك ، عن أبي طلحة ، قال : « شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ، ورفعنا عن بطوننا حجرا حجرا ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه حجرين »

2512 - حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا شيبان ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي نصر ، قال : سمعت عائشة ، رضي الله عنه تقول : إني لجالسة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أهدى له أبو بكر رجل شاة فإني لأقطعها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلمة البيت ، فقال لها قائل : يا أم المؤمنين : أما كان لكم سراج (1) ؟ فقالت : « لو كان لنا ما نسرج به أكلناه »
__________
(1) السراج : المصباح

2513 - حدثني محمد بن عمارة ، قال : حدثنا سهل بن عامر ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : بكت عائشة رضي الله عنها وبيني وبينها حجاب ، فقلت : يا أم المؤمنين ، ما يبكيك ؟ قالت : « يا بني ، ما ملأت بطني من الطعام فشئت أن أبكي إلا بكيت ، أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان فيه من الجهد ، ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام بر في يوم مرتين حتى لحق بربه »

2514 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن منصور بن صفية ، عن أمه ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : « قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبعنا من الأسودين ، من التمر والماء »

2515 - حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى ، قال : حدثنا عمي ، يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن خباب ، قال : هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله ، فوقع أجرنا على الله ، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا ، منهم مصعب بن عمير ، قتل يوم أحد فلم يترك إلا نمرة (1) ، فكنا إذا غطينا رأسه خرجت رجلاه ، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه ، « فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه ، ونجعل على رجليه من الإذخر (2) ، ومنا من أينعت (3) له ثمرته فهو يهديها »
__________
(1) النمار : جلود النُّمور، وهي السِّباع المعروفة، واحِدُها : نَمِر. والنمار أيضا : كلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطة من مَآزِر وسراويل الأعراب فهي نَمِرة، وجمعُها : نِمار.
(2) الإذخِر : حشيشة طيبة الرائِحة تُسَقَّفُ بها البُيُوت فوق الخشبِ ، وتستخدم في تطييب الموتي
(3) أينع : نضج

2516 - حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن ثوبان ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير ، إذ نزل في الذهب والفضة ما نزل ، فقال المهاجرون : فأي المال نتخذ ؟ فقال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : أنا أسأل لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فمر بي عمر على بعير له يوضع نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقعدت على قعود لي ، فتبعته لأسمع ما يقول ، فلحقته ، فقال : يا رسول الله إنه لما أنزل في الذهب والفضة ما أنزل ، قال المهاجرون : فأي المال نتخذ ؟ قال : « لسانا ذاكرا ، وقلبا شاكرا ، وزوجة تعين أحدكم على دينه »

2517 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير ، قال : حدثني أبو حازم ، قال : سألت سهل بن سعد : أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي (1) ؟ قال : لا والله ، ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي حتى لقي الله ، قال : قلت : هل كان لكم مناخل ؟ قال : لا والله ، ما رأيت منخلا حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فقلت : فكيف تصنعون بالشعير ، فقد كنتم تأكلونه ؟ فقال : « كنا ننفخه فيطير منه ما طار ، ونثري ما بقي منه » ، قال : يعني نعجنه
__________
(1) النقي : خبز الدقيق الحوارى وهو النظيف الأبيض النقي من الغش والذي نخل دقيقه مرة بعد مرة

2518 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن المقبري ، عن جده ، عن أبي هريرة أن رجلا من الأنصار أبصر في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجهد ، فقال : ما لك يا رسول الله ؟ قال : « الخمص » ، قال : فطلب في بيته فلم يجد شيئا ، فمر على يهودي وهو يسقي حيطانه ، قال : أستقي لك ؟ قال : نعم ، فاستقى له ، كل دلو بتمرة ليس فيها خدرة ولا يابسة ولا تارزة ، قال : فعمل حتى أكمل صاعين (1) ، قال : فأتى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فأرسل إلى أزواجه بصاع وأكل ، ثم قال للأنصاري : « تحبني ؟ » ، قال : نعم ، قال : « اتخذ للفقر تجفافا (2) » ، ثم قال : « اللهم من أحبني فامنعه المال والولد ، ومن أبغضني فارزقه المال والولد ، ثم قال : » للفقر إلى من يحبني أسرع من الماء من أعلى الجبل إلى الحضيض «
__________
(1) الصاع : مكيال المدينة تقدر به الحبوب وسعته أربعة أمداد ، والمد هو ما يملأ الكفين
(2) التجفاف : ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح

2519 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : حدثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر ، فقال : « ما أخرجك يا أبا بكر ؟ » قال : خرجت للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والنظر في وجهه والتسليم عليه ، فلم يلبث أن جاء عمر ، فقال : « ما أخرجك يا عمر ؟ » ، قال : الجوع ، قال : « وأنا وجدت بعض الذي تجد »

2520 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، عن برد ، عن عبد الغفار بن قيس بن محمد ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : « والذي نفسي بيده ، » ما شبع آل محمد من خبز بر مأدوم (1) شبعتين في يوم حتى قبض صلى الله عليه وسلم «
__________
(1) الإدَام والأدْم : ما يُؤكَلُ مع الخُبْزِ أيّ شيء كان

2521 - حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : حدثني أبي ، قال : قال ابن إسحاق ، حدثني من ، سمع حميدا ، يحدث عن أنس بن مالك ، قال : ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في الخندق حتى زالت الشمس ، ثم أتي بطعام مأدوم (1) بودك (2) قد سنخ ، لو قربه رجل منكم إلى مملوكه سب به ، فقال : « الحمد لله ، النعيم نعيم الآخرة » ، ثم دعا المهاجرين والأنصار ، ثم سمى وأكل وأكلوا معه
__________
(1) الإدَام والأدْم : ما يُؤكَلُ مع الخُبْزِ أيّ شيء كان
(2) الوَدَك : دَسَم اللَّحْمِ ودُهْنُه الذي يُسْتَخْرَج منه.

2522 - حدثني عبيد الله بن سعد الزهري ، قال : حدثنا يونس بن محمد ، قال : حدثتنا أم الأسود ، قالت : حدثتني منية ، عن جدها أبي برزة ، قال : خرج رسول الله ، فقالوا : ما أخرجك يا رسول الله ؟ قال : « أخرجني الذي أخرجكم » - يعني الجوع - ، فقال أبو برزة : كانوا يشدون الحجر على بطونهم من الجوع ، ويقرءون القرآن حتى يشبعوا

2523 - حدثني محمد بن سهل بن عسكر البخاري ، قال : حدثنا أبو مسهر ، قال : حدثني صدقة بن خالد ، قال : حدثنا يزيد بن أبي مريم ، عن أبي عبيد الله ، عن عمرو بن غيلان الثقفي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « اللهم من آمن بي وصدقني ، وعلم أن ما جئت به الحق من عندك ، فأقل ماله وولده وحبب إليه لقاءك ، وعجل له القضاء ، ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ، ولم يعلم أن ما جئت به الحق من عندك ، فأكثر ماله وولده وأطل عمره »

2524 - حدثني أحمد بن منصور ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ، قال : حدثني أبي ، عن عكرمة ، قال : قالت عائشة رضي الله عنها : « ما شبعنا من الأسودين ، وهما الماء والتمر ، حتى أجلى الله النضير وأهلك قريظة »

2525 - حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : حدثني موسى بن يعقوب يعني الزمعي ، عن أبي حازم ، أن القاسم بن محمد ، أخبره أن عائشة أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم « لم يشبع شبعين في يوم حتى مات »

2526 - حدثني عبد الله بن محمد الرازي ، قال : حدثنا حجاج بن نصير ، قال : حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي ، عن أبي الوازع ، عن عبد الله بن مغفل ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني لأحبك ، فقال : « انظر ، إن كنت صادقا ، فأعد للفقر تجفافا (1) ، للفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه »
__________
(1) التجفاف : ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح

2527 - وحدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا بهز بن أسد ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن عبد الله بن مولة ، عن بريدة الأسلمي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يكفي أحدكم من الدنيا مركب وخادم »

2528 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني أبو صخر ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : « لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين »

2529 - حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي ، قال : حدثنا عبد الله بن ميمون ، قال : حدثنا محمد بن أبي حميد ، عن محمد بن المنكدر ، قال : قال لي عروة ، قالت لي عائشة أم المؤمنين إن كنا لنمكث أربعين صباحا لا نوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مصباحا ولا غيره ، فقلت : يا أم المؤمنين بأي شيء كنتم تعيشون ؟ قالت : « بالأسودين ، التمر والماء إذا وجدنا »

2530 - حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري ، قال : حدثنا المحاربي ، عن عبيد الله بن الوليد ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : « ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث متابعات يشبع فيهن من خبز البر ، ولا نخلنا له طعاما بمنخل قط حتى مضى لسبيله »

2531 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن عائذ بن بشير العجلي ، قال : سمعت عمرو بن مرة ، قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مصفر الوجه ، فقال : ما لي أراك مصفر الوجه يا رسول الله ؟ قال : « نقوم الليل ونصوم النهار ، فلا نجد ما يملأ بطوننا »

2532 - حدثنا عبد الأعلى بن واصل الأسدي ، قال : حدثنا عمرو بن طلحة القناد ، عن مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني ، عن عتبة أبي معاذ البصري ، عن عكرمة ، عن عمران بن حصين ، قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا ، إذ أقبلت فاطمة رحمها الله فوقفت بين يديه ، فنظرت إليها وقد ذهب الدم من وجهها وغلبت الصفرة من شدة الجوع ، قال : فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « ادني (1) يا فاطمة » ، فدنت ، ثم قال : ادني يا فاطمة « ، فدنت ، ثم قال : » ادني يا فاطمة « ، فدنت ، حتى قامت بين يديه ، فرفع يده فوضعها على صدرها في موضع القلادة ، وفرج بين أصابعه ، ثم قال : » اللهم مشبع الجاعة ، ورافع الوضعة ، لا تجع فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم « ، قال عمران : فنظرت إليها وقد غلب الدم على وجهها وذهبت الصفرة ، كما كانت الصفرة قد غلبت على الدم ، قال عمران : فلقيتها بعد فسألتها ، فقالت : ما جعت بعد يا عمران
__________
(1) الدنو : الاقتراب

2533 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال أبو هانئ ، حدثني عمرو بن مالك الجنبي ، أنه سمع فضالة بن عبيد ، يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس يخر (1) رجال من قامتهم في الصلاة ، مما بهم من الخصاصة ، وهم أصحاب الصفة ، حتى تقول الأعراب : إن هؤلاء لمجانين فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة انصرف إليهم ، فقال : « لو تعلمون ما لكم عند الله ، أحببتم لو أنكم تزدادون فاقة (2) وحاجة » ، قال فضالة : وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
__________
(1) خر : سقط وهوى بسرعة
(2) الفاقة : الفقر والحاجة

2534 - حدثني موسى بن سهل الرملي ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن عمارة بن غزية ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن قتادة بن النعمان ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا ، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء »

2535 - حدثني محمد بن عوف الطائي ، قال : حدثنا مجمع الصيدلاني ، قال : حدثنا ابن عياش ، عن عمارة بن غزية الأنصاري ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن رافع بن خديج ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله إذا أحب عبدا حماه الدنيا ، كما يحمي أحدكم سقيمه الماء »

2536 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني سعيد بن أبي أيوب ، عن أبي هانئ ، عن أبي علي الجنبي ، عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك ، فحبب إليه لقاءك ، وسهل عليه قضاءك ، وأقلل له من الدنيا ، ومن لم يؤمن بك ويشهد أني رسولك ، فلا تحبب إليه لقاءك ، ولا تسهل عليه قضاءك ، وأكثر له من الدنيا »

2537 - حدثني أبو علقمة الفروي عبد الله بن محمد بن عيسى ، قال : حدثني عبد الله بن نافع ، قال : حدثني المنكدر بن محمد ، عن أبيه ، عن عروة بن الزبير ، أنه قال : قالت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم : « يا بني ، إن كنا لنمكث أربعين ليلة ما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنار » ، فقلت : يا أمه ، فبم كنتم تعيشون ؟ فقالت : « بالأسودين » ، قلت : وما الأسودان ؟ فقالت : « التمر والماء »

2538 - حدثنا عمرو بن علي الباهلي ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثتنا زينب ابنة أبي طليق أم الحصين الدثينية ، قالت : حدثنا حبان بن جزء ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقيم ظهره بالحجر من الغرث ، فذكر له رجل من أصحابه يزرع شعيرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني منطلق ، فهل أنتم منطلقون ؟ » ، فخرجوا يتماشون ، فطحن لهم مدا من شعير ، فصنعه لهم ، فأكلوا ، فلما فرغوا أخذ برجل عنز كانت عنده فحلب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « احلب » ، حتى سقاهم أجمعين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي محمد عبده ورسوله لو حلبت ما أمرتك لحلبتها ما أمسكتها » ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي محمد عبده ورسوله ، لتسألن عن نعيم يومكم هذا »

2539 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرني ابن وهب ، قال : أخبرني مسلمة بن علي ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي سعيد الخدري ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قل ماله ، وكثر عياله ، وحسنت صلاته ، ولم يغتب المسلم ، جاء يوم القيامة وهو معي كهاتين » ، قال يونس : قال ابن وهب : يعني بإصبعيه وبنحو الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الأمر بترك ادخار الذهب والفضة والسعة في العيش ، مضى عليه الصالحون من السلف ، والمقتفون آثارهم من الخلف

ذكر بعض من حضرنا ذكره ممن فعل منهم ذلك

2540 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، قال : حدثنا سيار ، عن أبي الدرداء ، أنه قال : يحلف أبو الدرداء على غيب سلمان أنه « لا يسره أن عنده ثلاثين ألفا ، فتبيت عنده ليلة فينفقها في سبيل الله غير ثلاثمائة درهم ، ثم تبيت عنده ليلة فينفقها غير ثلاثين درهما ، ثم تبيت عنده ليلة فينفقها إلا ثلاثة دراهم ، قال : » ثم الله أعلم أذكر درهما أم ثلاثة دراهم «

2541 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، قال : قدمت المدينة فرأيت رجلا قائما على غرائر سود سود يقول : « بشر الكنازين بكي في الجباه والجنبين » ، قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا أبو ذر رضي الله عنه

2542 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، قال : أخبرني خالد ، قال : سمعت الحكم بن الأعرج ، عمن رأى أبا ذر « قد قرحت (1) ساعداه مما يفترشهما »
__________
(1) قَرِح : جُرِح وجف ويبس من أكل اليابس والجلف من الطعام

2543 - حدثني سلم بن جنادة ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن أشعث ، وهشام ، عن ابن سيرين ، قال : قال أبو ذر : « خرجت إلى الشام فقرأت هذه الآية : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (1) ) ، فقال معاوية : إنما هي في أهل الكتاب ، قال : فقلت : إنها لفينا وفيهم ، فكتب إلى عثمان رضي الله عنه : إن أبا ذر قال أبو السائب : سقط علي : وكتب إلى عثمان أن اقدم ، فلما خرج انتقل متاعه ، فأخرج أهله مزودا ينوء باليد ، فقال الناس : هذا أبو ذر الذي كان يزهد في الدنيا ، فقال أهله : والله ما هو بذهب ولا فضة ، إنما هي فلوس ، كان إذا خرج عطاؤه اشتراها لأهله ، فلما قدمت على عثمان قال لي : » تروح عليك اللقاح « فقلت : الدنيا لا حاجة لي فيها ، قال : فاعتزل ما هاهنا »
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 34

2544 - حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا أبو عامر ، قال : أخبرنا حميد بن هلال ، عن الأحنف ، قال : أتيت المدينة على عهد ابن عفان ، فدخلت المسجد ، قال : فجاء رجل آدم (1) طويل مخلوق شبيه بعضه ببعض ، فقال : « ألا ليبشر أهل الكنوز بكي في جنوبهم يخرج من ظهورهم ، ألا ليبشر أهل الكنوز بكي في جباههم يخرج من أقفائهم ، بم توعدني قريش » ، وقريش في المسجد حلقا حلقا ، قال : فاتبعته ، فأتى قوما في ناحية فجلس معهم ، قال : فذهبت فجلست في أدنى القوم ، قال : قلت من هذا ؟ قالوا : كأنك غريب ، قال : قلت : أجل ، قالوا : هذا أبو ذر ، قال : قلت في نفسي : ما كان ليجترئ على هذا إلا رجل له نحو
__________
(1) الآدم : الأسمر

2545 - وحدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن بيان ، عن حكيم بن جابر أن رجلا نال من رجل ، فأتى أبا الدرداء فشكاه ، فقال : إن الله سيديلك منه فلما كان بعد ذلك ، دعاه معاوية فحباه وأعطاه ، فأتى أبا الدرداء فذكر ذلك له ، فقال : أليس قد أديل لك منه

2546 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ، قال : لما مات علي قال الحسن بن علي : « لقد فارقكم بالأمس رجل ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا تسعمائة درهم ، أو ثمانمائة درهم ، حبسها من عطائه ، يشتري بها فرسا أو خادما »

2547 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن غيلان بن بشر ، عن يعلى بن الوليد ، قال : قلت لأبي الدرداء : ما تحب لمن تحب ؟ قال : « الموت » ، قلت : أرأيت إن لم يمت ؟ قال : « أن يقل ماله وولده »

2548 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو بكر ، عن الأعمش ، عن أبي هذا ، وغسان ، إلى جنبه جالس ، قال غسان : أبي غيلان بن بشر ، عن أبي الدرداء ، قال : قيل : يا أبا الدرداء : ما تحب لمن تحب ؟ قال : « الموت » ، قيل : فإن لم يمت ، قال : « أن يقل ماله وولده »

2549 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا مصعب بن سلام ، عن أبي حيان ، عن مجمع ، عن أبي رجاء ، قال : جاء علي بسيف له ، فقال : « من يبتع مني هذا السيف ، فلو كان عندي ثمن إزار (1) لم أبعه »
__________
(1) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن

2550 - حدثنا الحسين بن علي الصدائي ، قال : حدثنا أبي ، عن الفضيل بن مرزوق ، عن زيد العمي ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، قال : لما قتل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ، قام الحسن من الغد ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « إنه قد فارقكم أمس رجل والله ما ترك دينارا ولا درهما ، ليس سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، أراد أن يبتاع بها خادما لأهله »

2551 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا المحاربي ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم ، قال : كان بين عمار وبين رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تلاح ، فقال عمار : « اللهم إن كان كاذبا فأكثر ماله وولده ، وأوطئ (1) عقبيه »
__________
(1) أوطئ عقبه : دعاء عليه بأن يكون مُقَدَّمًا متبوعا ذا سلطان أو مال فيتحمل مثل عمل من يتبعه

2552 - حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، قال : حدثنا زهير بن حيان العدوي ، عن ابن عباس قال : دخلت على عمر رضوان الله عليه وبين يديه نطع (1) عليه الذهب منثور (2) نثر (3) الحثى ، قال : « هلم فاقسم هذا بين قومك ، والله أعلم حين حبس هذا عن نبيه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضوان الله عليه وأعطانيه إرادة خير أرادني أو شر » ، قال : فجعلت أقسم وأزيل ، فسمعت صوت عمر كرم الله وجهه يبكي وهو يقول في بكائه : « أما والذي نفسي بيده ، ما حبسته عن نبيك وعن أبي بكر إرادة الشر لهما ، وأعطيتنيه إرادة الخير لي »
__________
(1) النطع : بساط من جلد ، والخوان والوعاء
(2) منثور : متفرق
(3) النثر : التساقط والتفرق

2553 - حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : حدثنا حبان ، قال : حدثنا وهيب ، عن يونس ، عن الحسن ، عن عثمان ، رضي الله عنه ، قال : « لولا أن أصل الرحم ، ما ابتغيت (1) درهما إلى درهم »
__________
(1) الابتغاء : الاجتهاد في الطلب

2554 - حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، قال : وشى رجل بعمار إلى عمر رضوان الله عليه ، فقال : « اللهم إن كان كذب علي فابسط له في الدنيا ، واجعله موطأ العقبين (1) »
__________
(1) موطأ العقبين : كثير الأتباع ، دعا عليه بأن يكون سلطانا أو مقَدَّما أو ذا مال ، فيتبعه الناس ويمشون وراءه

2555 - وحدثنا سهل بن موسى الرازي ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن بلال بن سعد ، قال : قال أبو الدرداء : « اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب » ، قالوا : وما تفرقة القلب ؟ قال : « أن يجعل لي في كل واد مال »

2556 - قال : وقال الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب النصري : سمعت من بلال بن سعد يحدث عن أبي الدرداء ، قال : « لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ، ما سقى فرعون منها شربة من ماء »

2557 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا المسعودي ، عن علي بن بذيمة ، عن قيس بن حبتر ، عن ابن مسعود ، قال : « حبذا المكروهان ، الموت والفقر ، وايم (1) الله ما هو إلا الغنى والفقر ، وما أبالي بأيهما بدأت ، إن حق الله في كل واحد منهما واجب ، إن كان الغنى ففيه العطف ، وإن كان الفقر إن فيه الصبر »
__________
(1) وايم الله : أسلوب قسم بالله تعالى وأصلها ايمُن الله

2558 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا فطر بن خليفة ، عن موسى بن طريف ، عن عباية بن ربعي ، قال : سمعت عليا ، رضوان الله عليه ، يقول : « أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الفجار »

2559 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، عن عنبسة ، عن أبي إسحاق « أن مسروقا حين مات ، لم يوجد له شيء يكفن فيه ، حتى بيعت قبيعة (1) سيفه ، وكانت من فضة ، فكفن بثمنها »
__________
(1) القبيعة : ما على مقبض السيف من فضة أو حديد

2560 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، عن إسماعيل ، عن عامر ، أن عمر بن الخطاب ، رضوان الله عليه خطب الناس ، فقال : « أيها الناس كونوا أوعية للكتاب ، وعدوا أنفسكم في الموتى ، وسلوا الله رزق يوم بيوم ، ولا عليكم ألا يكثر لكم »

2561 - حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرني العوام بن حوشب ، قال : حدثت أن ابن مسعود كان يقول : « إن لكل أمة فتنة ، وإن فتنة هذه الأمة الدراهم »

2562 - وقال لي يعقوب بن إبراهيم : سمعت معروفا الكرخي العابد أبا محفوظ ، يقول : قال الله تبارك وتعالى : « إن أحب عبادي إلي المساكين الذين سمعوا قولي وأطاعوا أمري ، ومن كرامتهم علي أن لا أعطيهم مالا فيشغلوا عن طاعتي »

2563 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، عن يونس ، عن الحسن ، قال : لما أتي عمر رضوان الله عليه بسواري كسرى أمر سراقة بن جعشم فجعلها في يديه ، قال : « يدان سوداوان محترقتان » ، ثم قال : « الله أكبر ، سوارا كسرى بن هرمز ، في يدي سراقة بن جعشم ، أعرابي من بني مدلج اللهم إني أعوذ بك أن تكون إنما أعطيتني هذا لتمكر بي » قال : « وجعل يبكي »

2564 - حدثني يعقوب ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن سعيد ، عن قتادة ، قال : قال أبو هريرة : « لأن أدع علي ألف درهم دينا ، يعلم الله أني حريص على أدائها ، أحب إلي من أن أدعها بعدي »

2565 - حدثني أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي ، قال : حدثنا بقية ، قال : حدثني ضبارة بن أبي السليك ، عن دويد بن نافع ، قال : قال عيسى ابن مريم صلوات الله عليه فيما يقول : « يجمعون لدنيا صغيرة ، ويتركون الآخرة الكبيرة ، وعلى كلكم يمر الموت »

2566 - حدثني علي بن سهل الرملي ، قال : حدثنا ضمرة بن ربيعة ، عن يحيى بن العلاء ، قال : كان طاوس ، يقول : « اللهم أجرني (1) من كثرة المال والولد »
__________
(1) أجرني : احمني وامنعني واحفظني

2567 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عبد الله بن عياش ، عن يزيد بن قوذر ، عن كعب ، قال : « المؤمن الزاهد ، والمملوك الصالح آمنان من الحساب ، وطوبى لهم ، كيف يحفظهم الله في ديارهم » وقال كعب : « إن الله إذا أحب عبده المؤمن زوى عنه الدنيا ليرفعه درجات في الجنة ، وإذا أبغض (1) عبده الكافر أو المنافق بسط له في الدنيا حتى يسفله درجات في النار » وقال كعب : « إن الله تعالى يقول لعباده الصابرين الراضين بالفقر : » أبشروا ولا تحزنوا ، فإن الدنيا لو وزنت عند الله جناح بعوضة مما لكم عندي ، ما أعطيتهم منها شيئا « وقال كعب : » إذا اشتكى إلى الله عباده الفقر أو الحاجة ، قيل لهم : أبشروا ولا تحزنوا ، فإنكم سادة الأغنياء ، والسابقون إلى الجنة يوم القيامة « وقال كعب : » كانت الأنبياء بالفقر والبلاء أشد فرحا منكم بالرخاء ، وكان البلاء (2) عليهم مضعفا ، حتى إن كان أحدهم ليقتله القمل ، فإذا رأى رخاء ظن أنه قد أصاب ذنبا « وقال كعب : » من تضعضع لصاحب الدنيا والمال تضعضع دينه ، والتمس الفضل عند غير المفضل ، ولم يصب من الدنيا إلا ما كتب الله له ، وإن الله ليبغض كل جماع للمال مناع للخير مستكبر ، ويبغض كل حبر سمين « وقال كعب : قال موسى : » يا بني إسرائيل : تلبسون ثياب الرهبان ، وقلوبكم قلوب الجبارين والذئاب الضواري ، فإن أحببتم أن تبلغوا ملكوت السماء ، فأميتوا قلوبكم لله «
__________
(1) البغض : عكس الحب وهو الكُرْهُ والمقت
(2) البلاء : الاخْتِبار بالخير ليتَبَيَّن الشُّكر، وبالشَّر ليظْهر الصَّبْر

2568 - حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي ، قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، قال : كان عبد الله بن مسعود يعطي الناس العطاء ، ويقول : « إن عادا فتنوا بكذا ، وإن ثمودا فتنوا بكذا ، قال : فجعل يعد ، ثم قال : ألا وإن فتنتكم هذه - يعني الدراهم - »

2569 - حدثنا عمرو ، قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن مغيرة بن مسلم الخراساني ، عن سويد بن عبد الرحمن ، قال : قال عبد الله بن مسعود : « من كسب مالا حراما لم تطيبه الزكاة ، ومن كسب مالا من طيب خبث ماله منع الزكاة ، ومن كثر ماله كثر حسابه ، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا »

2570 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن عوف ، عن أبي السليل ، قال : كان أبو هريرة ، يقول : « ما صدقتم أنفسكم تؤملون ما لا تبلغون ، وتجمعون ما لا تأكلون ، وتبنون ما لا تسكنون ، وللخراب تبنون ، وللموت تلدون »

2571 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير ، قال : « الدنيا هينة على الله ، يعطيها من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب »

2572 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير ، قال : كان عيسى ابن مريم عليه السلام لا يرفع غداء لعشاء ، ولا عشاء لغداء ، وكان يقول : « إن مع كل يوم رزقه » ، وكان يلبس الشعر ، ويأكل من الشجر ، وينام حيث أمسى

2573 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، قال : قال سليمان بن داود صلوات الله عليه : « قد جربنا العيش كله لينه وشديده ، فوجدناه يكفي منه أدناه »

2574 - وحدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن حسان بن القاسم بن حسان ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، قال : « إن مثل هذه الأمة مثل أربعة رهط (1) : بر تقي موسع عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة ، وبر تقي محظور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة ، وفاجر شقي موسع عليه في الدنيا محظور عليه في الآخرة ، وفاجر شقي محظور عليه في الدنيا ، محظور عليه في الآخرة »
__________
(1) الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة

2575 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن سالم ، عن ابن مسعود ، وقال : « إن الشيطان يريد الإنسان على دينه ، فيمتنع منه ، فيجثم له عند المال ، فيأخذ بعقبه »

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب فمن ذلك قول معاوية لخاله أبي هاشم بن عتبة : يا خال ، أوجع يشئزك ، أم حرص على الدنيا ؟ يعني بقوله : يشئزك : يقلقك ويزعجك ويحركك ، يقال منه : أشأز فلانا هذا الأمر : إذا أقلقه وأزعجه وحرك منه ، يشئزه إشآزا ، ومنه قول ذي الرمة ، في صفة ثور أوى ليلا إلى مكان ثري ندي فأزعجه نداه وأسهره وأقلقه : فبات يشئزه ثأد ويسهره تذؤب الريح والوسواس والهضب وأما قول أم سلمة : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه ، فإنها تعني بقولها : ساهم الوجه ، متغير الوجه بالضمور ، وأصل السهامة : الضمور ، ومنه قول الأخطل : بالخيل ساهمة الوجوه كأنما خالطن من عمل الوجيف سلالا ومنه أيضا قول ذي الرمة ، في صفة راكب ناقة ضامرة : كأنه بين شرخي رحل ساهمة حرف ، إذا ما استرق الليل مأموم يعني بقوله : ساهمة : ضامرة ، يقال منه : قد سهم وجه فلان ، فهو يسهم سهامة وسهوما ، وهو مسهوم ، ومنه قول ذي الرمة : ترمي به القفر بعد القفر ناجية هوجاء ، راكبها وسنان مسهوم وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إن أمامكم عقبة كئودا » ، فإن العقبة : هي الجبل ، وإن الكئود : الشاقة على من صعدها وسار فيها ، ومنه قول عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : ما تكاءدني شيء ما تكاءدتني خطبة الحاجة ، يعني بقوله : ما تكاءدني : ما شق علي . وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري الذي رأى به جهدا ، فقال له : « ما لك ؟ » فقال : الخمص ، فإن الخمص : أصله اضطمار البطن ، وقد يكون ذلك من الجوع وغيره . فأما في هذا الموضع فإن معناه الجوع ، يقال للرجل إذا وصف باضطمار البطن : رجل خمصان ، وللمرأة خمصانة ، بضم الخاء فيهما ، وقد حكي عن أبي عمرو الشيباني أنه كان يحكي عن العرب سماعا منها ، الفتح في خاءيهما ، ومن الخمصانة قول ذي الرمة في صفة المرأة : عجزاء ممكورة خمصانة ، قلق عنها الوشاح ، وتم الجسم والقصب يعني بقوله : « خمصانة » ضامرة البطن وأما قول الأنصاري : فاستقى كل دلو بتمرة ليس فيها خدرة : فإنه يعني بالخدرة ، الفاسدة المتغيرة الطعم . وأما قوله : « تارزة » فإنه يعني بالتارزة : الحشفة وأما قول كعب : إن الله إذا أحب عبدا زوى عنه الدنيا : فإنه يعني بقوله زوى عنه الدنيا : قبضها عنه ومنعها إياه ، ومنه الخبر الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، يعني بقوله : » زويت لي الأرض « ، جمعت بضم بعضها إلى بعض ، ومنه قول أعشى بني قيس بن ثعلبة : يزيد يغض الطرف دوني كأنما زوى بين عينيه علي المحاجم فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى ولا تلقني إلا وأنفك راغم يعني بقوله : » زوى بين عينيه علي المحاجم « : قبض وجمع ، يقال منه : » زوى فلان عن فلان معروفه ، فهو يزويه عنه زيا وزويا وزييا « وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : » إلا من أعطى في رسلها ونجدتها « ، فإنه يعني بقوله : » أعطى في رسلها « أعطى من ألبانها في الحين الذي يكون لها لبن وأما قوله : » ونجدتها « ، فإن أصل » النجدة « : الشجاعة والشدة ، يقال منه : رجل نجد ، بين النجدة ، من معشر أنجاد ، إذا كان شجاعا ، ومنه قول لبيد بن ربيعة العامري : ولن يعدموا في الحرب ليثا محربا وذا نجدة عند الرزية باذلا يعني بقوله : ذا نجدة : ذا بأس وشجاعة وإنما أراد صلى الله عليه وسلم بقوله : » ونجدتها « ، في حال سمنها ، ووقت شدة نحرها على مالكها وأما النجد ، بفتح النون والجيم ، فإنه معنى غير هذا ، وهو العرق ، يقال منه : نجد الرجل ينجد نجدا ، إذا عرق ، ومنه قول نابغة بني ذبيان : يظل من خوفه الملاح معتصما بالخيزرانة بعد الأين والنجد وأما الإنجاد فإنه معنى غير هذين ، وهو متوجه لمعنيين : أحدهما : إنجاد القوم بعضهم بعضا ، وذلك إعانة بعضهم بعضا على الأمر ينزل بهم ، يقال منه : أنجدت القوم على عدوهم ، فأنا أنجدهم إنجادا والثاني : ارتفاع المرء من غور إلى نجد ، يقال منه : قد أنجد القوم ، إذا أتوا نجدا ، فهم ينجدون إنجادا . وأما التنجيد ، فهو مصدر من قول القائل : نجد فلان بيته ، إذا زينه بالفرش وغيره ، ومنه قول ذي الرمة : حتى كأن رياض القف ألبسها من وشي عبقر تجليل وتنجيد وأما قوله صلى الله عليه وسلم : » وأفقر ظهرها « ، فإن إفقار الظهر عاريته للركوب والحمل عليه ، يقال منه : أفقر فلان فلانا ظهر بعيره ، فهو يفقره إياه إفقارا ، والإفقار في الظهر شبيه الإسكان في الدار وأما قوله : » ومنح غزيرتها « ، فإنه يعني بقوله : » ومنح غزيرتها « : أعطى ذوات اللبن منها لتشرب ألبانها ، يقال من ذلك : منح فلان فلانا ناقته ، إذا أعطاه إياها لشرب لبنها ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : » والمنحة مردودة ، والعارية مؤداة « ، ومنه قول الأعشى : ولقد أمنح من عاديته كلما تقطع من داء الكشح يقال منه : منحه ناقته ، فهو يمنحها إياه منحا ، والمنيحة هي الناقة الممنوحة ، صرفت من فعولة ، إلى » فعيلة « وأما » الغزيرة « فإنها الكثيرة اللبن من الماشية ، تجمع » غزارا « ، كما قال امرؤ القيس بن حجر : لنا غنم نسوقها غزار كأن قرون جلتها عصي يعني بالغزار : الكثيرة الألبان . وأما قوله صلى الله عليه وسلم : » وأطعم القانع والمعتر « ، فإن القانع الذي يقنع باليسير من العيش ، ولا يسأل الناس ولا يطلب منهم ما عندهم ، تجملا وتعففا ، مع شدة حاجته ، وأما المعتر ، فإنه الذي يعتر بالذي يلتمس ما عنده ويطلب فضله ، ومنه قول الله تعالى ذكره : ( فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر (1) ) قال أبو جعفر : وأظن أن أصل ذلك من » عرار « ذكور النعام ، وذلك دعاؤها بأصواتها إناثها ، كما قال الشاعر : في وصفه دعاءها إناثها : يدعو العرار بها الزمار كما اشتكى ألم تجاوبه النساء العود فإن كان ذلك أصله : » فالاعترار « : افتعال منه ، وينبغي أن يقال في فعل منه ، إذا كان سالما بغير زيادة : عر ، وفي افتعل ، اعتر ، فهو يعتر اعترارا ، وأن يكون المعتر ، هو السائل الذي يسأل من أتاه ، كما يدعو ذكر النعام أنثاه بصوته ، وأن يكون أيضا من ذلك الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا تعار من الليل تسوك ، وأن يكون تعار تفاعل من العرار والاعترار وهو أن يتكلم بذكر الله والثناء عليه ، ونحو ذلك من الكلام ، وأما قول ابن عباس : دخلت على عمر رضي الله عنهما وبين يديه نطع عليه الذهب منثور نثر الحثى فإنه يعني بقوله : نثر الحثى نثر البعر والروث ، والحثى هو البعر ، والروث نفسه ، ومنه قول الراجز : فلا خسا عديده ولا زكا كما شرار البقل أطراف السفا كأنه حقيبة ملأى حثا ، قال أبو جعفر : السفا شوك البهمى إذا يبس
__________
(1) سورة : الحج آية رقم : 36

ذكر خبر آخر من أخبار هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

2576 - حدثني محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو النعمان عارم قال : حدثنا ثابت بن زيد أبو زيد ، قال : حدثنا هلال يعني ابن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قنت (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء في دبر (2) كل صلاة ، إذ قال : « سمع الله لمن حمده » ، من الركعة الآخرة ، يدعو عليهم على حي من بني سليم ، على رعل وذكوان وعصية ، ويؤمن من خلفه ، قال : أرسل إليه يدعوهم إلى الإسلام فقتلوهم ، قال عكرمة : هذا مفتاح القنوت القول في علل هذا الخبر : وهذا خبر صحيح عندنا سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح ، لعلل : إحداها : أنه خبر لا يعرف له مخرج يصح عن ابن عباس إلا من هذا الوجه . والثانية : لأنه من نقل عكرمة عن ابن عباس ، وفي نقل عكرمة عندهم نظر يجب التثبت فيه من أجله . والثالثة : أن المعروف عن ابن عباس من روايته القنوت في الصبح ، إنما هو عن عمر رضي الله عنه ، دون الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) دبر الصلاة : عقبها

ذكر الرواية الواردة عن ابن عباس ، عن عمر رضي الله عنه ، بذلك :

2577 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس : أن عمر ، رضي الله عنه كان « يقنت (1) في الصبح بالسورتين : اللهم إنا نستعينك ، اللهم إياك نعبد »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2578 - حدثنا ابن بشار ، وابن المثنى ، قالا : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس أن عمر ، رضي الله عنه « قنت بالسورتين »

2579 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، عن عمر ، رضي الله عنهما « أنه كان يقنت (1) في الغداة (2) بالسورتين : اللهم إياك نعبد ، اللهم إنا نستعينك » حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عمرو ، عن الحجاج ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، عن عمر ، رضي الله عنه ، نحوه حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، عن عمر ، مثله وقد وافق ابن عباس رضي الله عنه في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ، نذكر ما صح من ذلك عندنا سنده ، ثم نتبع جميعه البيان عنه إن شاء الله
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) الغداة : الصبح

ذكر ذلك

2580 - حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : حدثنا أبو معاوية الضرير ، عن عاصم الأحول ، قال : سألنا أنسا عن القنوت (1) ، قبل الركوع أو بعد الركوع ، فقال : لا ، بل قبل الركوع ، قلت : فإن أناسا يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركوع ، قال : « كذبوا ، إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على أناس قتلوا أناسا من أصحابه يقال لهم » القراء «
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2581 - حدثني محمد بن مرزوق ، قال : حدثنا عمران بن ميسرة ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد ، عن أنس بن مالك ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، إما سبعين ، وإما ثمانين ، إلى قوم كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد فقتلوهم ، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على قوم كما وجد عليهم ، فقنت (1) شهرا يدعو عليهم
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2582 - حدثني أحمد بن عثمان المعروف بأبي الجوزاء ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا سفيان ، عن عاصم الأحول ، عن أنس ، قال : « قنت (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع » ، قلت لأنس : متى القنوت ؟ قال : قبل الركوع
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2583 - حدثني أحمد بن محمد الطوسي ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : حدثنا سعيد ، عن حنظلة ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم « قنت (1) شهرا يدعو عليهم بعد الركوع » حدثني أحمد بن محمد ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس ، بمثل حديث حنظلة
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2584 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا سليمان أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، قال : وحدثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم « قنت (1) شهرا » ، قال شعبة : يلعن ، وقال هشام : يدعو على أحياء من أحياء العرب ، ثم تركه بعد الركوع ، قال : هذا قول هشام ، قال شعبة ، عن قتادة ، عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يلعن رعلا وذكوان ولحيان
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2585 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « قنت (1) شهرا يدعو على أحياء من أحياء العرب ، ثم تركه »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2586 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم « قنت (1) شهرا في صلاة الصبح يدعو على هذه الأحياء : رعل وذكوان وعصية وبني لحيان »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2587 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا نوح ، يعني ابن قيس عن خالد ، عن قتادة ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم « قنت (1) أربعين يوما يدعو على حي من أحياء العرب ، ثم تركه »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2588 - حدثني المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « قنت (1) شهرا بعد الركوع يدعو على بني عصية »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2589 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، أخبره وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أنهما سمعا أبا هريرة ، يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من الغداة (1) ويكبر ويرفع رأسه : « سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد » ، ثم يقول وهو قائم : « اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك (2) على مضر واجعلها عليهم سنين كسني (3) يوسف ، اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان ، وعصية عصت الله ورسوله » ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزل عليه : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (4) )
__________
(1) الغداة : الصبح
(2) وطأتك : بطشك وعقوبتك
(3) السني : جمع سنة والمراد سنوات القحط والجفاف السبع
(4) سورة : آل عمران آية رقم : 128

2590 - حدثني أحمد بن عثمان أبو الجوزاء ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا أبي ، قال : سمعت النعمان ، يحدث عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، وأبي سلمة ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة إذا رفع رأسه من الركوع أو قال : من آخر الركعة « اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك (1) ، واجعلها عليهم سنين كسني (2) يوسف » ، قال : وضاحية مضر يومئذ مخالفو رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) وطأتك : بطشك وعقوبتك
(2) السني : جمع سنة والمراد سنوات القحط والجفاف السبع

2591 - حدثني العباس بن الوليد العذري ، قال : أخبرني أبي ، قال : سمعت الأوزاعي ، قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، قال : حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « قنت (1) في صلاة العتمة (2) ، في الآخرة ، بعد ما قال : » سمع الله لمن حمده « ، شهرا ، يقول في قنوته : » اللهم أنج الوليد بن الوليد ، اللهم نج سلمة بن هشام ، اللهم نج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك (3) على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف «
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) العتمة : صلاة العشاء
(3) وطأتك : بطشك وعقوبتك

2592 - حدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : حدثني الهقل بن زياد ، قال : حدثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الآخرة من صلاة الصبح بعد ما يقول : « سمع الله لمن حمده » ، يقنت (1) ، ثم يقول : « اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم أنج الوليد بن الوليد ، اللهم أنج سلمة بن هشام ، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك (2) على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني (3) يوسف » فمكث شهرا يدعو بذلك ثم ترك الدعاء ، فقلت : ما بال النبي صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء ؟ فقيل لي : أوما تراهم قد جاءوا
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) وطأتك : بطشك وعقوبتك
(3) السني : جمع سنة والمراد سنوات القحط والجفاف السبع

2593 - حدثني عمران بن بكار الكلاعي ، قال : حدثنا علي يعني ابن عياش ، قال : حدثنا شعيب ، قال : قال الزهري : حدثني ابن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن : أن أبا هريرة ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة حين يقول : « سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد » ، ثم يقول وهو قائم قبل أن يسجد : « اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم كسني يوسف » ، ثم يقول : « الله أكبر » ، فيسجد ، وضاحية مضر مخالفون لرسول الله صلى الله عليه وسلم

2594 - حدثني عمران بن بكار ، قال : حدثني بشر بن شعيب ، قال : أخبرني أبي ، عن الزهري ، قال : أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، قالا : قال أبو هريرة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع صلبه - يعني من الركوع - يقول : « سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد » ، يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم ، ويقول : « اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك (1) على مضر ، واجعلها عليهم كسني (2) يوسف » ، وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون
__________
(1) وطأتك : بطشك وعقوبتك
(2) السني : جمع سنة والمراد سنوات القحط والجفاف السبع

2595 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ابن علية ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال : لما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من الركعة الآخرة في صلاة الصبح ، قال : « اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين بمكة ، اللهم اشدد وطأتك (1) على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف »
__________
(1) وطأتك : بطشك وعقوبتك

2596 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : والله لأقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وكان « يقنت (1) في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح ، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2597 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا هشام ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة من صلاة العشاء الآخرة قنت (1) ، فقال : « اللهم نج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، اللهم نج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك (2) على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني (3) يوسف » حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا شيبان ، عن يحيى ، عن أبي سلمة : أن أبا هريرة ، حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) وطأتك : بطشك وعقوبتك
(3) السني : جمع سنة والمراد سنوات القحط والجفاف السبع

2598 - حدثنا عمرو بن علي الباهلي ، وابن المثنى ، قالا : حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، قال : حدثنا عباد بن منصور ، عن القاسم بن محمد ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت (1) في صلاة الفجر إلا إذا دعا لقوم ، أو دعا على قوم ، وأنه قنت مرة بعد الركوع ، فقال : « اللهم قال ابن المثنى نج الوليد بن الوليد ، ولم يقل ذلك عمرو اللهم أنج سلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين والمسلمين من أهل مكة ، اللهم اشدد وطأتك (2) على مضر ، وخذهم بسنين كسني (3) يوسف » ، قال : فابتلوا بالجوع حتى أكلوا العلهز ، قال عباد ، فقلت للقاسم : ما العلهز ؟ قال : الدم بالوبر
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) وطأتك : بطشك وعقوبتك
(3) السني : جمع سنة والمراد سنوات القحط والجفاف السبع

2599 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الركعة الآخرة من الفجر ، قال : « اللهم أنج فلانا ، وعياش بن أبي ربيعة ، اللهم اشدد وطأتك (1) على مضر »
__________
(1) وطأتك : بطشك وعقوبتك

2600 - وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبدة ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فقال : « اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم أنج سلمة بن هشام ، اللهم أنج الوليد بن الوليد ، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك (1) على مضر ، اللهم اجعلها سنين كسني (2) يوسف »
__________
(1) وطأتك : بطشك وعقوبتك
(2) السني : جمع سنة والمراد سنوات القحط والجفاف السبع

2601 - حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : حدثنا عبد الله بن بكر ، قال : حدثنا عباد بن منصور ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، قال : حدثني أبي عبيد بن عمير ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت (1) في صلاة الصبح بعد الركوع ، ثم قال : « اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين والمسلمين من أهل مكة » ، قال : فوافقه القاسم بن محمد على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركوع ، فقال القاسم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا على قوم ، أو دعا لقوم ، قنت
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2602 - وحدثنا المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « سمع الله لمن حمده ، اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، وضعفة المسلمين من أيدي المشركين ، اللهم اشدد وطأتك (1) على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسني (2) يوسف »
__________
(1) وطأتك : بطشك وعقوبتك
(2) السني : جمع سنة والمراد سنوات القحط والجفاف السبع

2603 - حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة ، قال : حدثنا أبو حيوة شريح بن يزيد ، قال : حدثنا خليد بن دعلج ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : « قنت (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة (2) بعد الركوع » ، وقنت أبو بكر رضي الله عنه بعد الركوع ، وقنت عمر رضي الله عنه بعد الركوع ، وقنت عثمان رضي الله عنه بعد الركوع صدرا من خلافته ، ثم طلب إليه المهاجرون والأنصار فقدم القنوت قبل الركوع
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) الغداة : الصبح

2604 - وحدثنا المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « قنت (1) شهرا بعد الركوع يدعو على بني عصية »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2605 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، وشعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم « كان يقنت (1) في الصبح والمغرب »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2606 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت ابن أبي ليلى ، يقول : حدثنا البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « كان يقنت (1) في صلاة الصبح والمغرب »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2607 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن ابن أبي ليلى ، عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « قنت (1) في الصبح والمغرب » ، قال : فذكرت لإبراهيم قول عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فقال : وهو كان كأصحاب عبد الله إنما كان صاحب أمراء ، فتكلم الحي في القنوت ، فبلغ إبراهيم أني قد قنت ، فقال : أما هذا فرجل قد غلب على صلاته
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2608 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، وشعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم « قنت (1) في الصبح والمغرب »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2609 - حدثني أحمد بن منصور ، قال : حدثنا يزيد بن أبي حكيم ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن مرة ، عن ابن أبي ليلى ، عن البراء بن عازب ، قال : « قنت (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب وصلاة الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2610 - حدثني أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : حدثنا علي بن قادم ، قال : حدثنا علي بن صالح ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « صلى الفجر فقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2611 - حدثني علي بن سهل الرملي ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا حماد ، عن محمد بن عمرو ، عن خالد بن عبد الرحمن بن حرملة ، عن خوات بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت (1) ، فقال في قنوته : « غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله ، وعصية عصوا الله ورسله ، اللهم العن رعلا وذكوان وبني لحيان » ، ثم قال : « الله أكبر » ، وسجد
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2612 - حدثنا المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن محمد بن عمرو ، عن خالد بن عبد الله بن حرملة ، عن خفاف بن إيماء الغفاري أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر إذا قال : « سمع الله لمن حمده » ، قال : « أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها ، وبني عصية عصت الله ورسوله ، اللهم العن رعلا وذكوان وبني لحيان » ، ثم قال : « الله أكبر » وسجد

2613 - وحدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن خالد بن عبد الله بن حرملة ، عن الحارث بن خفاف بن إيماء بن رحضة ، عن خفاف بن إيماء ، قال : ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع رأسه ، فقال : « غفار غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله ، اللهم العن رعلا وذكوان وعصية » ، قال خفاف : فمن أجل ذلك لعنت الكفرة

2614 - حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن عمران بن أبي أنس ، عن حنظلة الأسلمي ، عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، فلما رفع رأسه من الركعة الآخرة ، قال : « لعن الله لحيان ورعلا وذكوان ، وعصية عصت الله ورسوله ، أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها » ثم يخر ساجدا ، فلما قضى الصلاة أقبل على الناس بوجهه فقال : « أيها الناس ، إني لست أنا قلت هذا ، ولكن الله تبارك وتعالى قاله »

2615 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عمرو ، عن سماك بن حرب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم « كان يقنت (1) في الفجر ، يدعو على حي من بني سليم »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2616 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا معاوية ، عن سفيان ، عن سليمان التيمي ، عن أبي مجلز ، عن ابن عباس ، قال : « قنت (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع ، يدعو على رعل وذكوان ، وعصية عصت الله ورسوله »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2617 - حدثني أحمد بن هشام ، قال : حدثني معاذ بن معاذ ، قال : حدثنا سليمان ، عن أبي مجلز ، عن أبي ، قال : « قنت (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع ، يدعو على رعل وذكوان »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2618 - حدثنا ابن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت عمران ، عن أبي مجلز أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قنت (1) يدعو بعد الركوع في صلاة الفجر ، يقول : « اللهم عليك بني عصية عصوا ربهم ، وعليك بني ذكوان » ، فقنت شهرا ثم تركه
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2619 - حدثني عبد الأعلى بن واصل ، قال : حدثني إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي الطفيل ، عن علي وعمار رضي الله عنهما : أنهما « صليا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، فقنت (1) في الغداة (2) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) الغداة : الصبح

2620 - حدثني المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن عبد الله بن إبراهيم أو إبراهيم بن عبد الله القرشي ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر (1) صلاة الظهر : « اللهم خلص الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، وضعفة المسلمين من أيدي المشركين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا » القول في البيان عن هذه الأخبار إن قال لنا قائل : ما أنت قائل في هذه الأخبار ، أصحاح هي أم غير صحاح ؟ فإن قلت : هي غير صحاح . قيل لك : وما الذي أسقمها ، ورواتها عندك ثقات ؟ وإن قلت : هي صحاح . قيل لك : فما أنت قائل فيما :
__________
(1) دبر الصلاة : عقبها

2621 - حدثك أبو السائب سلم بن جنادة ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن أبي مالك ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي : يا أبه صليت خلف أبي بكر ، وخلف عمر ، وخلف عثمان ، وخلف علي رضوان الله عليهم ، فهل رأيت أحدا منهم قنت (1) ؟ قال : « يا بني ، هي محدثة (2) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) محدثة : أمر جديد لم يكن موجودًا

2622 - وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت سعد بن طارق أبا مالك الأشجعي ، قال : قلت لأبي : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي رضي الله عنهم ، أكانوا يقنتون (1) ؟ قال : « لا يا بني ، محدثة (2) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) محدثة : أمر جديد لم يكن موجودًا

2623 - حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : حدثنا عباد ، عن أبي مالك ، قال : قلت لأبي : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخلف أبي بكر ، وخلف عمر ، وخلف علي هاهنا بالكوفة ، فهل كانوا يقنتون (1) ؟ قال : « لا ، أي بني محدث » قيل : قد اختلف السلف قبلنا في ذلك ، فنذكر أقوالهم فيه ، ثم نتبع جميعه البيان إن شاء الله . فقال بعضهم بتصحيح الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، وأن ذلك من فعله سنة ثابتة ينبغي العمل بها ، على ما روينا عن ابن عباس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخبر الذي ذكرناه عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عنه
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

ذكر من قال ذلك أو فعله

2624 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قال : كان علي رضي الله عنه « يقنت (1) ويدعو على قوم في كل صلاة »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2625 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ، قال : كان أبو هريرة « يقنت (1) في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح ، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار » وقال آخرون : إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب والصبح ، وأنكر القنوت في غيرهما من الصلوات المكتوبات ، وقالوا بتصحيح خبر البراء بن عازب الذي ذكرناه قبل ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه . وقالوا : القنوت فيهما سنة ثابتة ينبغي العمل بها
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

ذكر من قال ذلك أو فعله من السلف

2626 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عبد الرحمن بن معقل ، قال : صلى علي رضي الله عنه المغرب ، فلما رفع رأسه من الركعة الثالثة ، قال : « اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا ، وأبو بردة حاضر وهو يحدث ، قال : يقول : إي والله ، وأبا سفيان »

2627 - حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى ، قال : حدثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن خالد ، عن عبد الرحمن بن معقل ، قال : صليت خلف علي المغرب ، فلما رفع رأسه من الركعة الثالثة ، قال : « اللهم العن فلانا وفلانا وأبا فلان وأبا فلان » ، قال الأعمش : وكان معنا أبو بردة ، فاستحييت (1) أن أذكر أبا فلان ، فقال أبو بردة : وأبو فلان كان فيهم
__________
(1) الحياء : الانقباض والانزواء

2628 - حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، قال : أخبرنا إسحاق يعني الأزرق ، عن شريك ، عن حصين ، عن عبد الرحمن بن معقل المزني ، قال : صليت مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه الفجر ، « فقنت (1) على سبعة نفر : منهم فلان وفلان وأبو فلان وأبو فلان »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2628 - حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، قال : أخبرنا إسحاق يعني الأزرق ، عن شريك ، عن حصين ، عن عبد الرحمن بن معقل المزني ، قال : صليت مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه الفجر ، « فقنت (1) على سبعة نفر : منهم فلان وفلان وأبو فلان وأبو فلان »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2630 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن خالد ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : « كان القنوت (1) في المغرب والفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2631 - حدثني عباد بن يعقوب الأسدي ، قال : حدثنا السري بن عبد الله ، عن محمد بن علي ، قال : « صليت خلف أبي جعفر محمد بن علي المغرب ، فقنت (1) فيها في الركعة الثالثة » وقال آخرون : إنما قنت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح ، دون غيرها من الصلوات المكتوبات . قالوا : فالقنوت في صلاة الصبح سنة ثابتة ينبغي للمسلمين العمل بها في مساجدهم
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

ذكر من قال ذلك أو فعله من السلف

2632 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا سعيد ، قال : حدثنا قتادة ، أن الحسن ، وبكر بن عبد الله ، حدثاه ، أن أبا رافع حدثهم أنه كان مع عمر رضوان الله عليه صلاة الصبح فقنت (1) فيها بعد الركوع ، ويسمعهم الدعاء
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2633 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن بكر بن عبد الله المزني ، عن أبي رافع ، قال : « قنت (1) عمر رضي الله عنه في الصبح وأسمعنا ذلك »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2634 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن أبي رافع أنه صلى خلف عمر بن الخطاب كرم الله وجهه سنتين ، « فقنت (1) بعد الركوع »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2635 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أبي رافع « أنه قنت (1) مع عمر في صلاة الصبح بعد الركوع ، يدعو على الفجرة »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2636 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا شعبة ، عن عطاء وهو ابن أبي ميمونة ، ومروان الأصفر ، سمعا أبا رافع ، يحدث : أن عمر ، « قنت (1) بعد الركوع في الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2637 - حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس أن عمر ، رضي الله عنه كان « يقنت (1) في الصبح بالسورتين : اللهم إنا نستعينك ، اللهم إياك نعبد »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2638 - حدثنا ابن بشار ، وابن المثنى ، قالا : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، رضي الله عنه أن عمر ، « قنت بالسورتين »

2639 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، عن عمر رضي الله عنه أنه كان « يقنت (1) في الغداة (2) بالسورتين : اللهم إياك نعبد ، اللهم إنا نستعينك »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) الغداة : الصبح

2640 - حدثنا حميد ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا التيمي ، عن أبي عثمان أن عمر ، « قنت (1) بعد الركوع في صلاة الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2641 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني وهب بن جرير ، قال : حدثنا شعبة ، عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان أن عمر ، « قنت (1) في صلاة الصبح » ، قال : فقلت : بعد الركوع ؟ قال : فقال : « بعد الركوع ، قدر ما يقرأ الرجل مائة آية »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2642 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عاصم ، عن أبي عثمان : أن عمر ، « كان يقنت (1) بعد الركوع قدر ما يقرأ الرجل مائة في رمضان »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2643 - حدثني يعقوب ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، أن عمر ، « قنت (1) في صلاة الصبح بعد الركوع »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2644 - حدثني علي بن سهل الرملي ، عن أحمد بن محمد النسائي ، عن أبي سلمة ، قال أبو جعفر أبو سلمة هذا هو المغيرة بن زياد الموصلي ، عن مطر ، عن أبي عثمان ، قال : صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه « فقرأ الأحزاب ، فركع ثم قنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2645 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عنبسة ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أبزى ، قال : صليت خلف عمر رضي الله عنه صلاة الغداة (1) ، فلما فرغ من قراءة السورة في الثانية ، كبر ثم رفع صوته : « اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ولا نكفرك ، ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكفار ملحق »
__________
(1) الغداة : الصبح

2646 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عمرو ، عن الحجاج ، عن الحكم ، عن سعيد بن عبد الرحمن ، عن أبيه أن عمر رضي الله عنه « كبر حين فرغ من القراءة في الركعة الثانية ، ثم قرأ هاتين السورتين ، ثم كبر حين ركع » حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عمرو عن الحجاج ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، عن عمر ، رضي الله عنه ، مثله وحدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عمرو ، عن الحجاج ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن عمر ، مثله

2647 - وحدثنا عمرو بن علي الباهلي ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، قال : حدثنا هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن معبد بن سيرين ، قال : صليت خلف عمر بن الخطاب رضوان الله عليه صلاة الصبح ، « فقنت (1) بعد الركوع بالسورتين »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2648 - حدثنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، قال : حدثنا هشام ، عن محمد ، عن معبد بن سيرين أن عمر رضي الله عنه « قنت (1) في الصبح بالسورتين »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2649 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عنبسة ، عن ابن أبي ليلى ، عن عثمان بن سعيد ، قال : لقي عبد الرحمن بن أبي ليلى عبد الله بن شداد ، فقال : هل حفظت صلاة عمر ؟ فقال : نعم ، صلى بنا عمر « فقرأ في الفجر بسورة يوسف حتى بلغ : فهو كظيم ، فبكى حتى انقطع ، ثم ركع ، ثم قام فقرأ سورة النجم ، فلما أتى على آخرها سجد ، ثم قام فقرأ : إذا زلزلت ، ثم رفع صوته ، فقنت بهاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكفار ملحق »

2650 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عمرو ، عن ابن سعيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : « قنت (1) عمر رضوان الله عليه في الفجر ، فقال : اللهم اجعلنا شاكرين لأنعمك ، راضين بقدرك ، مستمسكين بحبلك ، نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد ، إن عذابك بالكفار ملحق »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2651 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : كان عمر بن الخطاب رضوان الله عليه « يقنت (1) في صلاة الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2652 - حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال : حدثنا هشيم يعني ابن أبي ساسان ، عن محمد بن قيس الأسدي ، عن الشعبي ، عن سويد بن غفلة ، قال : « صليت خلف عمر بن الخطاب الفجر فقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2653 - حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ذر ، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيه ، قال : صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقنت بالسورتين : « اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ونؤمن بك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكفار ملحق » حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، مثله

2654 - حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري ، قال : حدثنا عمي ، قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن سلمة بن كهيل ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى ، أنه حدثه أن أباه حدثه ، أنه سمع عمر بن الخطاب ، يقول في صلاة الغداة حين يفرغ من القراءة : « اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ولا نكفرك ، ونخشع لك ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكفار ملحق »

2655 - حدثنا عبيد الله بن سعد ، قال : حدثنا عمي ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، عن سلمة بن كهيل « أنه قرأها في مصحف أبي بن كعب مع : ( قل أعوذ برب الفلق (1) ) و ( قل أعوذ برب الناس (2) ) مكتوبة »
__________
(1) سورة : الفلق آية رقم : 1
(2) سورة : الناس آية رقم : 1

2656 - حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أخيه ، معبد بن سيرين أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه « قنت (1) في الفجر مرة ، وقرأ بهاتين السورتين : اللهم إياك نعبد ، اللهم إنا نستعينك »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2657 - حدثنا أبو كريب ، وأبو السائب ، قالا : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عبد الرحمن بن أبزى ، أن عمر رضي الله عنه « قنت (1) في الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2658 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه « كان يقنت (1) في الصبح قبل الركوع بهاتين السورتين : » اللهم إياك نعبد « و » اللهم إنا نستعينك «
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2659 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن مخارق ، قال : سألت طارق بن شهاب عن القنوت (1) ، فزعم « أنه صلى مع عمر الصبح فقنت حين فرغ من القراءة »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2660 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن زيد بن وهب ، قال : صليت خلف عمر ، « فكان يقنت (1) قبل الركوع »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2661 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن زيد بن وهب ، قال : « صليت خلف عمر رضي الله عنه الفجر فقنت (1) » ، قال زيد : وأخبرني من كان أدنى إليه مني ، أنه جهر بهذه الكلمات : « اللهم إني أستعينك وأستغفرك »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2662 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، قال : حدثنا سفيان ، عن مخارق ، عن طارق ، قال : كان عمر بن الخطاب « إذا فرغ من القراءة دعا ساعة »

2663 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا يزيد يعني ابن زريع ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم بن عتيبة ، عن عبد الله بن معقل ، قال : « قنت (1) بنا رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم علي ، وأبو موسى »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2664 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي حصين ، عن عبد الله بن معقل ، قال : « كان رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقنتان (1) في صلاة الفجر ، علي ، وأبو موسى رضي الله عنهما »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2665 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي حصين ، عن ابن معقل ، قال : « قنت (1) بنا رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، علي وأبو موسى »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2666 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عمرو ، عن ابن أبي ليلى ، أن عليا رضوان الله عليه « قنت (1) في الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2667 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبيد أبي الحسن ، قال : سمعت ابن معقل ، يقول : « صليت خلف علي رضي الله عنه فقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2668 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن يزيد بن أبي زياد ، قال : حدثنا أشياخ ، من الأسد : « أنهم شهدوا عليا رضي الله عنه صلى الصبح فقنت (1) قبل الركوع »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2669 - وحدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثني أبي ، عن جدي ، قال : حدثني المشمرج بن حمران الراسبي ، عن أبي سهيل أوس بن نعام الحداني ، قال جدي : وقد رأيت أوس بن نعام ولم أسمع هذا منه ، قال : « صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه صلاة الفجر بالبصرة ، بعد ما ظهر على طلحة والزبير ، » فقنت (1) بعد الركوع « ، قال نصر : قال لي أبي ، قال شعبة : لم أسمع في القنوت عن علي رضي الله عنه حديثا أثبت من هذا الحديث ، وذلك أن أوس بن نعام كان يرى رأي الإباضية ، وهم لا يرون القنوت ، فحكى الأمر على خلاف مذهبهم
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2670 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا الجريري ، عن بريد بن أبي مريم السلولي ، قال : « صليت مع أنس بن مالك صلاة الغداة فقنت (1) قبل الركوع »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2671 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، وعبد الوهاب ، ومحمد بن جعفر ، عن عوف ، عن أبي رجاء ، قال : « صليت مع ابن عباس الغداة (1) في مسجد البصرة ، فقنت (2) بنا قبل الركوع »
__________
(1) الغداة : الصبح
(2) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2672 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا عوف ، عن أبي المنهال ، عن أبي العالية ، عن ابن عباس « أنه صلى الغداة (1) في مسجد البصرة ، فقنت (2) قبل الركوع »
__________
(1) الغداة : الصبح
(2) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2673 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون ، عن عنبسة ، وعمرو ، عن مطرف ، عن أبي الجهم ، عن البراء ، قال : « صليت خلفه صلاة الفجر ، فلما فرغ من القراءة ركعت ، فنظرت فإذا القوم قيام يقنتون (1) ، فقنت معهم »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2674 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن محارب بن دثار ، عن عبيد بن البراء أن البراء بن عازب ، « كان يقنت (1) في صلاة الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2675 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، وشعبة ، عن زبيد الإيامي ، قال : سألت ابن أبي ليلى عن القنوت (1) ، قال : « سنة ماضية »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2676 - حدثني عباد بن يعقوب الأسدي ، قال : أخبرنا شريك ، عن زبيد الإيامي ، قال : سألت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القنوت (1) في الفجر ، قال : « سنة ماضية »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2677 - حدثني محمد بن عبيد المحاربي ، قال : حدثنا موسى بن عمير ، عن زبيد ، عن مجاهد ، قال : « القنوت (1) سنة ماضية »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2678 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا داود بن قيس ، قال : « صليت خلف أبان بن عثمان ، وعمر بن عبد العزيز ، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، فكانوا يقنتون (1) في الصبح »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2679 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا أنس بن عياض ، عن هشام ، عن أبيه أنه كان « لا يقنت (1) في شيء من الصلوات ولا في الوتر ، غير أنه كان يقنت في صلاة الفجر قبل أن يركع الركعة الآخرة ، ثم يقول لمن حوله : أقنت لأن أدعو ، فادعوا الله »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2680 - حدثنا الفضل بن الصباح ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن النعمان بن قيس ، قال : « صليت خلف عبيدة السلماني الفجر ، فقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2681 - حدثني يعقوب ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، قال : ذكروا عند سعيد بن المسيب قول ابن عمر في القنوت (1) ، فقال : « أما إنه شهد مع أبيه ، ولكنه نسي »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2682 - وعلة قائلي هذه المقالة ما حدثنا عمرو بن علي الباهلي ، قال : حدثنا خالد بن يزيد ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، قال : سئل أنس عن قنوت (1) النبي صلى الله عليه وسلم : « أنه قنت شهرا » ، فقال : ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يقنت حتى مات قالوا : فالقنوت في صلاة الصبح لم يزل من عمل النبي صلى الله عليه وسلم حتى فارق الدنيا ، قالوا : والذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت شهرا ثم تركه ، إنما كان قنوته على من روي عنه أنه دعا عليه من قتلة أصحاب بئر معونة ، من رعل وذكوان وعصية وأشباههم ، فإنه قنت يدعو عليهم في كل صلاة ، ثم ترك القنوت عليهم ، فأما في الفجر ، فإنه لم يتركه حتى فارق الدنيا ، كما روى أنس بن مالك عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك وقال آخرون : لا قنوت في شيء من الصلوات المكتوبات ، وإنما القنوت في الوتر
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

ذكر من قال ذلك أو فعله

2683 - حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، قال : حدثنا مسعر ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، والأسود « أنهما أقاما عند عمر رضوان الله عليه سنتين ، أو حولين ، يصليان معه صلاة الصبح ، لا يقنت (1) فيهما »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2684 - حدثنا حميد ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا شعبة ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، قال : « صليت مع عمر رضي الله عنه في السفر وفي الحضر (1) ما لا أحصي (2) ، فكان لا يقنت (3) ، - يعني في الصبح - »
__________
(1) الحضر : الإقامة والاستقرار
(2) أحصى : عرف العدد
(3) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2685 - حدثني سهيل بن إبراهيم الجارودي أبو الخطاب ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي مجلز ، قال : سألت ابن عمر عن قنوت (1) ، عمر رضي الله عنهما ، فقال : « ما شهدته وما رأيته »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2686 - حدثني أبو الخطاب الجارودي ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، قال : سمعت أبا الشعثاء ، يقول : سألت ابن عمر عن قنوت (1) عمر ، فقال : « ما شهدت ولا رأيت »
__________
(1) القنوت : القيام في الصلاة مع الدعاء والتضرع

2687 - حدثني أبو الخطاب ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : « صليت خلف عمر رضي الله عنه في السفر والحضر صلاة الصبح ، فلم يقنت (1) في صلاة الصبح »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2688 - حدثني سهيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا حماد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : « صليت خلف عمر رضي الله عنه سنتين ، فلم يقنت (1) في الصبح »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2689 - حدثني أبو الخطاب ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن حماد ، عن إبراهيم ، قال : « لم يقنت (1) أبو بكر ، وعمر حتى ذهبا »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2690 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن أبي الشعثاء ، قال : سألت ابن عمر عن قنوت (1) ، عمر ، فقال : « ما شهدت ولا رأيت »
__________
(1) القنوت : القيام في الصلاة مع الدعاء والتضرع

2691 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، قال : « صليت خلف عمر في السفر والحضر (1) ما لا أحصي (2) ، فلم نسمعه يقنت (3) في صلاة الغداة (4) »
__________
(1) الحضر : الإقامة والاستقرار
(2) أحصى : عرف العدد
(3) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(4) الغداة : الصبح

2692 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، وعمرو بن ميمون أن عمر ، رضي الله عنه كان « لا يقنت (1) في الصبح »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2693 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن مغيرة ، عن إبراهيم أن عمر ، وابن مسعود « كانا لا يقنتان (1) في الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2694 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود سليمان بن داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، وعمرو بن ميمون « أنهما صليا مع عمر الصبح فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2695 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، وعمرو بن ميمون ، قالا : « صلينا خلف عمر الفجر فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2696 - وحدثني أبو السائب سلم بن جنادة ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : كان أصحاب عبد الله إذا ذكر القنوت - يعني في الفجر - ، قالوا : حفظنا من عمر رضي الله عنه أنه كان إذا افتتح الصلاة ، قال : « سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، وإذا ركع كبر ووضع يديه على ركبتيه ، وإذا انحط (1) للسجود انحط بالتكبير ، فيقع كما يقع البعير ، تقع ركبتاه قبل يديه ، ويكبر إذا سجد وإذا رفع وإذا نهض ، لا نحفظ له أنه يقوم بعد القراءة يدعو »
__________
(1) انحط : هبط ونزل

2697 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثام ، عن إسماعيل ، عن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، قال : « لم يكن عمر رضي الله عنه يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2698 - حدثنا أبو كريب ، وأبو السائب ، قالا : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، وعمرو بن ميمون « أنهما صليا خلف عمر رضوان الله عليه الفجر فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2699 - حدثني أبو السائب سلم بن جنادة ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا محمد بن قيس ، قال : قال الشعبي : كان عبد الله لا يقنت (1) ، ولو قنت عمر لقنت عبد الله ، وعبد الله ، يقول : « لو سلك الناس واديا وشعبا ، وسلك عمر كرم الله وجهه واديا وشعبا ، لسلكت وادي عمر وشعبه »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2700 - حدثني أبو السائب ، قال : حدثنا إدريس ، قال : أخبرنا شعبة ، عن الحكم ، عن أبي الشعثاء ، قال : سألت ابن عمر عن قنوت (1) ، عمر ، فقال : « ما شهدت ولا رأيت »
__________
(1) القنوت : القيام في الصلاة مع الدعاء والتضرع

2701 - حدثني أبو الخطاب الجارودي سهيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن زبان بن فائد ، عن الحارث العكلي ، عن علقمة قال : سألت أبا الدرداء عن القنوت (1) في الصلاة ، فقال : « لا تقنت في صلاة الصبح »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2702 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، قال : صليت بالحي صلاة الغداة (1) ، وصلى خلفي شيخ فلم أقنت ، فأعجبه الذي صنعت ، فلما صلينا قام إلي ، فقال : صليت خلف عثمان صلاة الغداة فلم يقنت (2) قبل الركوع ولا بعده
__________
(1) الغداة : الصبح
(2) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2703 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن يحيى بن غسان التيمي ، قال : سمعت عمرو بن ميمون ، قال : « صليت خلف عمر الفجر فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2704 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن علقمة أن عبد الله ، « كان لا يقنت (1) في الفجر » حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن علقمة ، عن عبد الله ، بنحوه
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2705 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان التيمي ، عن منذر ، قال : سمعت الشعبي ، يقول : كان أصحاب عبد الله لا يقنتون (1) ، قال : قلت فهل قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : « غضب الله عليهم إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت ولم يقنتوا »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2706 - حدثنا محمد بن عبيد الهمداني ، قال : حدثنا شجاع بن الوليد أبو بدر ، عن عبد الله بن المحرر ، عن قتادة ، قال : « كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضوان الله عليهما لا يقنتون (1) في صلاة الغداة (2) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) الغداة : الصبح

2707 - حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال : حدثنا أحمد بن بشير ، عن ابن شبرمة ، عن علقمة ، عن أبي الدرداء ، قال : « لا قنوت (1) في الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2708 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا محمد بن قيس ، عن الشعبي ، قال : « كان عبد الله لا يقنت (1) ، ولو قنت عمر لقنت عبد الله »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2709 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن أبي زائدة ، عن محمد بن طلحة ، عن حماد ، عن إبراهيم ، قال : « لم يقنت (1) أبو بكر ، ولا عمر حتى مضيا » وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن أبي زائدة ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر ، عنهما مثله
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2710 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن المسعودي ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، قال : كان عبد الله « لا يقنت (1) في شيء من الصلاة ، إلا في الوتر قبل الركوع »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2711 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن مسعر ، عن عثمان بن المغيرة ، عن عرفجة السلمي ، قال : كان عبد الله « لا يقنت (1) في الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2712 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا أبو تميلة ، قال : حدثنا محل ، عن إبراهيم ، قال : كان ابن مسعود « لا يقنت (1) في صلاة الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2713 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : كان عمر وعبد الله « لا يقنتان (1) في الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2714 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن حماد ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، والأسود ، أنهما ، قالا : « صلى بنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه زمانا لم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2715 - حدثنا المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا حماد ، عن حماد عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : « صليت خلف عمر سنتين فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2716 - حدثني المقدمي ، قال : حدثنا الحجاج ، قال : حدثنا محمد بن طلحة ، عن حماد ، عن إبراهيم أن أبا بكر ، وعمر ، رضي الله عنهما « لم يقنتا (1) حتى ذهبا »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2717 - حدثني محمد بن معمر البحراني ، قال : حدثنا أبو هشام ، قال : حدثنا عبد الواحد ، قال : حدثنا أبو عميس ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، أن ابن مسعود ، « لم يقنت (1) في صلاة الصبح »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2718 - حدثني أبو الخطاب الجارودي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، قال : أخبرنا محمد بن أبي إسماعيل ، قال : سألت سعيد بن جبير عن القنوت (1) ، فقال : « إذا فرغت من القراءة فاركع » ، قلت : « فإن عليا كان يقنت ؟ قال : » كان يفعل ذلك في الحرب «
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2719 - حدثني محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، قال : سمعت عبيد الله ، عن نافع ، عن عبد الله « أنه لم يكن يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2720 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا عبيد الله ، عن نافع أن ابن عمر « كان لا يقنت (1) في الفجر ، ولا في شيء من صلاته »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2721 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، وعبد الرحمن ، قالا : حدثنا سفيان ، عمن ذكره ، عن سعيد بن جبير ، قال : « صليت مع ابن عمر وابن عباس الصبح فكانا لا يقنتان (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2722 - حدثني أبو الخطاب الجارودي ، قال : حدثنا شجاع بن الوليد ، قال : حدثنا عمر بن قيس ، عمن حدثه ، عن ابن عمر ، وابن عباس « أنهما كانا لا يقنتان (1) في صلاة الصبح »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2723 - وحدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي مجلز ، قال : « صليت مع ابن عمر الصبح فلم يقنت (1) » ، قلت : ما يمنعك من القنوت ؟ قال : لا أحفظه عن أحد
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2724 - حدثني سلم بن جنادة السوائي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي الشعثاء ، قال : سألت ابن عمر عن القنوت ، فقال : وما القنوت ؟ قال : قلت : يقوم الرجل بعد ما يفرغ من القراءة يدعو ، قال : « ما شعرت أن أحدا يفعل هذا »

2725 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي مجلز ، قال : قلت لابن عمر : الكبر (1) يمنعك من القنوت (2) ؟ قال : « لا أحفظه عن أحد من أصحابي »
__________
(1) الكبر : إنكار الحق واحتقار الناس
(2) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2726 - حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا سليمان ، عن أبي مجلز ، قال : قلت لابن عمر وابن عباس : الكبر (1) يمنعكما من القنوت (2) ؟ قالا : « لم نأخذه عن أصحابنا »
__________
(1) الكبر : إنكار الحق واحتقار الناس
(2) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2727 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون بن المغيرة ، عن عمرو ، عن الزبير ، قال : أخبرني إبراهيم ، عن أبي الشعثاء المحاربي أنه سأل ابن عمر رضي الله عنه عن ذلك ، فقال : « هذا شيء أرى أنكم يا أهل العراق تفعلونه ، وما شعرنا أن أحدا يفعل هذا »

2728 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا واصل ، مولى أبي عيينة قال : سمعت نافعا ، يقول : كان ابن عمر « لا يقنت (1) في فريضة ولا تطوع أبدا »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2729 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن تميم يعني ابن سلمة ، قال : سأل رجل ابن عمر عن القنوت ، فقال : وما القنوت ؟ فقال الرجل : هو في الركعة الأولى من الفجر ، ثم يركع ، ثم يقوم في الركعة الآخرة ، فإذا فرغ من القراءة قام ساعة فدعا ، فقال : « ما سمعت ولا رأيت ، وإني أظنكم ، معشر أهل العراق ، تفعلونه »

2730 - حدثني الحسن بن زريق الطهوي ، قال : حدثنا يعلى ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، قال : « صلى ابن عباس - يعني الفجر - فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2731 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا حصين ، قال : أخبرني عمران بن الحارث ، قال : « صليت مع ابن عباس مرارا الفجر ، فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2732 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا سليمان بن داود ، عن شعبة ، عن حصين ، عن عمران بن الحارث ، قال : « صليت خلف ابن عباس الصبح فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2733 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي مجلز ، قال : « صليت مع ابن عباس الصبح فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : القيام في الصلاة مع الدعاء والتضرع

2734 - حدثنا حميد بن مسعدة السامي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن لاحق بن حميد « أنه صلى مع ابن عباس صلاة الصبح فلم يقنت (1) »
__________
(1) القنوت : القيام في الصلاة مع الدعاء والتضرع

2735 - حدثنا ابن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن منذر ، قال : سألت عامرا عن القنوت (1) ، فقال : أما أصحاب عبد الله فلم يكونوا يقنتون ، قال : فقلت : فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فقال : « غضب الله عليهم إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت وتركوه »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2736 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثني عبد الصمد ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، قال : سألت سعيد بن جبير عن القنوت (1) ، فقال : « بدعة »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2737 - وحدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا سليمان أبو داود ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، قال : سألت سعيد بن جبير عن القنوت (1) ، فقال : « ما أعلمه »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2738 - حدثني علي بن سعيد الكندي ، قال : حدثنا أحمد بن بشير ، عن ابن شبرمة ، قال : سألت الشعبي عن القنوت (1) في الفجر ، فقال : كل الصلاة يقنت فيها ، قلت : قد عرفت ما أردت ، كان علي رضي الله عنه يقنت يدعو على عدوه ، فقال : ما قنت حتى دعا بعضهم على بعض
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2739 - حدثني أبو السائب سلم بن جنادة ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن ابن عون ، قال : سألت عامرا عن القنوت (1) ، قال : « وما هو ؟ » ، قال : قلت : ( وقوموا لله قانتين (2) ) ، قال : « مطيعين » ، قال : قلت : ( ومن يقنت منكن لله ورسوله (3) ) ، قال : « يطعن »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده
(2) سورة : البقرة آية رقم : 238
(3) سورة : الأحزاب آية رقم : 31

2740 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الملك ، قال : كان سعيد بن جبير « لا يقنت (1) في شيء من الصلاة »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2741 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا عبيد بن سليمان ، عن الضحاك ، قال : « القنوت (1) الذي ذكر الله ، إنما هو الطاعة »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2742 - حدثني سعيد بن الربيع الرازي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : سألت ابن طاوس : ما كان أبوك يقول في القنوت (1) ؟ فقال : « كان أبي لا يراه ، ويقول : القنوت طاعة الله »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2743 - حدثنا محمد بن عبيد الهمداني ، قال : حدثنا أبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ ، قال : حدثنا سليمان بن أسير ، قال : كان إبراهيم « لا يقنت (1) في الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2744 - حدثني محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا المعتمر ، قال : سمعت عمران ، قال : قال أبو مجلز : « القنوت : القيام »

2745 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، قال : كان منصور « لا يقنت (1) في الفجر »
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2746 - وعلة قائلي هذه المقالة لقولهم ، ما حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت سعد بن طارق أبا مالك الأشجعي ، قال : قلت لأبي : « صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، وعمر وعثمان ، وعلي رضي الله عنهم ، أكانوا يقنتون (1) ؟ قال : » لا ، يا بني محدثة «
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

2747 - حدثني أبو السائب ، سلم بن جنادة قال : حدثنا أبو معاوية ، عن أبي مالك ، عن أبيه ، قال : قلت : يا أبه ، صليت خلف أبي بكر ، وخلف عمر ، وخلف عثمان ، وخلف علي رضي الله عنهم ، فهل رأيت أحدا منهم قنت (1) ؟ فقال : « يا بني ، هي محدثة » والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قنت يدعو على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة مدة ، إما شهرا ، وإما أكثر من ذلك ، في كل صلاة مكتوبة ، ثم ترك فعل ذلك في كل صلاة ، وثبت قنوته في صلاة الصبح ، وصح الخبر عنه عليه السلام أنه لم يزل يقنت في صلاة الصبح حتى فارق الدنيا . وروى أبو مالك الأشجعي ، عن أبيه أنه قال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت . وكل ذلك من الروايات والأخبار عندنا صحيح ، فالقنوت إذا نابت المسلمين نائبة ، أو نزلت بهم نازلة ، نظيرة النائبة والنازلة التي نابت ونزلت بالمسلمين بمصابهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن قتل منهم ببئر معونة ، على من قتلهم وأعان قاتليهم من المشركين ، في كل صلاة مكتوبة ، على ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعله في ذلك ، إلى أن يكشف الله عنهم النازلة التي نزلت ، إما بالظفر بعدوهم الذي كان من قبلهم النازلة ، وإما بدخولهم في الإسلام ، أو باستسلامهم للمسلمين ، أو بغير ذلك من الأمور التي يكون بها الفرج للمسلمين من مكروه ما نزل بهم ، سنة حسنة ، وإن كانت النائبة والنازلة سببا غير ذلك ، فإلى أن يزول ذلك عنهم ، وذلك أن أبا هريرة روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابن عباس ، قنوته على كفار مضر شهرا ، وذكر أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك بعد ذلك ، قال : فقلت : ما بال النبي صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء ؟ فقيل لي : أوما تراهم قد جاءوا - يعني أن الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم - قد جاءوا مسلمين . فالقنوت في كل صلاة ، إذا نزلت بالمسلمين نائبة عامة أو خاصة ، وذلك الدعاء في آخر ركعة من كل صلاة مكتوبة حسن جميل ، كما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قنوته كذلك في كل صلاة للسبب الذي ذكرنا قنوته له . ولسنا وإن رأينا ذلك حسنا جميلا ، بموجبين على من تركه إعادة صلاته التي ترك ذلك فيها ، ولا سجود سهو ، عامدا كان تركه ذلك أو ساهيا . وذلك أن الجميع من سلف علماء الأمة وخلفهم ، لا خلاف بينهم أن ترك ذلك غير مفسد صلاة مصل ، وأن سجود السهو إنما يجب على المصلي ، عند من يوجبه بدلا من نقص أو زيادة ، لم يكن له عملها في صلاته فعملها ، فترك القنوت فيها خارج من كل هذين المعنيين ، فلا وجه لإيجاب البدل منه ، وأما إذا لم يكن سبب يدعو المسلمين إلى القنوت في كل صلاة ، إما لنائبة أو نازلة بهم عامة أو خاصة ، فترك القنوت في كل الصلوات المكتوبات ، خلا صلاة الصبح ، هو الحق . وذلك لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ترك القنوت الذي كان يقنته في كل صلاة مكتوبة ، بعد دخول القوم الذين كان يقنت عليهم في الإسلام ، إلا في صلاة الصبح ، فإنه فيما ذكر أنس بن مالك ، لم يزل يقنت فيها حتى فارق الدنيا . ولا شك أن دعاءه في ذلك كان على غير الذين دخلوا في الإسلام ، فترك القنوت والدعاء عليهم في كل صلاة فإن قال قائل : فإنك قد صححت حديث أنس بن مالك ، وقلت به في جواز القنوت في صلاة الصبح في كل حال ، وتركت القول بخبر طارق بن أشيم الأشجعي ، مع قولك بتصحيحه ، وخلاف خبره خبر أنس ؟ قيل له : ليس الأمر في ذلك كالذي ظننت ، بل نحن قائلون بتصحيحهما وتصحيح العمل بهما ، فإن قال : وكيف تكون مصححا لهما وللعمل بهما ، وأحدهما يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا ، والآخر منهما يخبر عنه أنه لم يره قنت ، وكلاهما قد صلى معه ؟ قيل : إنا لم نقل إنه لا بد من القنوت في كل صلاة صبح ، وإنما قلنا : القنوت فيها حسن ، فإن قنت فيها قانت فبفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل ، وإن ترك ذلك تارك ، فبرخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ . وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقنت فيها أحيانا ، ويترك القنوت فيها أحيانا ، فأخبر أنس عنه أنه لم يزل يقنت فيها ، على ما لم يزل يعهده من فعله في ذلك بالقنوت فيها مرة ، وترك القنوت فيها أخرى ، معلما بذلك أمته أنهم مخيرون في العمل بأي ذلك شاءوا وعملوا به ، وأخبر طارق بن أشيم أنه صلى معه فلم يره قنت ، وغير منكر أن يكون صلى خلفه في بعض الأحوال التي لم يقنت فيها في صلاته ، فأخبر عنه بما رأى وشاهد ، وليس قول من قال : لم أر النبي صلى الله عليه وسلم قنت ، بحجة يدفع بها قول من قال : رأيته قنت ، ولاسيما والقنوت أمر مخير المصلي فيه وفي تركه ، كالذي ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمله به أحيانا ، وتركه إياه أحيانا ، تعليما منه أمته صلى الله عليه وسلم سبيل الصواب فيه . ولو كان قول من قال من أصحابه : « لم أر رسول الله قنت » دافعا قول من قال : « رأيته يقنت » ، وجب أن يكون قول من قال : لم أره يرفع يديه عند الركوع وعند رفعه رأسه من الركوع ، دافعا قول من قال : رأيته يرفع يديه عندهما . وكذلك كان يجب أن يكون كل ما حكي عنه من اختلاف كان يكون منه في صلاته ، مما فعله تعليما منه أمته في أنهم مخيرون بين العمل به وتركه ، غير جائز العمل إلا بأحدهما ، وفي إجماع الأمة على أن ذلك ليس كذلك ، وأن رفع اليدين في حال الركوع وحال رفع الرأس منه في الصلاة غير مفسد صلاة المصلي ، ولا تركه موجب عليه قضاء ولا بدلا منه ، إذ كان ذلك من العمل الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمله أحيانا في صلاته ويتركه أحيانا . وكذلك ذلك في القنوت ، إذ كان من الأمر الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله أحيانا في صلاة الصبح ، ويتركه أحيانا ، معلما بذلك أمته أنهم مخيرون في العمل به والترك . وكذلك القول عندنا فيما روي عن أصحابه في ذلك من الاختلاف ، فإن سبيل الاختلاف عنهم فيه ، سبيل الاختلاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وذلك أنهم كانوا يقنتون أحيانا على ما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ، وأحيانا يتركون القنوت على ما عهدوه يترك ، فيشهد قنوتهم في الحال التي يقنتون فيها قوم ، فيروون عنهم ما رأوا من فعلهم ، ويشهدهم آخرون في الحال التي لا يقنتون فيها ، فيروون عنهم ما رأوا من فعلهم ، وكلا الفريقين محق صادق
__________
(1) القنوت : الدعاء في الصلاة قبل الركوع أو بعده

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب فمن ذلك قول عمر رضوان الله عليه ، الذي رواه عنه ابن أبي ليلى في قنوته : « ونخشى عذابك الجد » - يعني بقوله : « الجد » : الحق - ، من قولهم : جد فلان في هذا الأمر ، إذا صحح عزمه فيه وحقق ، فهو يجد فيه ، ومنه قول الشاعر : أجدك لن ترى بثعيلبات ولابيدان ناجية ذمولا وأما قوله : « إن عذابك بالكفار ملحق » ، فإن معناه : إن عذابك بالكفار ملحق أنت ، فاستغنى بذكره مكنيا عنه في قوله « عذابك » ، من إعادته مع قوله « ملحق » ، كما قال الفرزدق : ترى أرباقهم متقلديها إذا صدئ الحديد على الكماة يريد : ترى أرباقهم متقلديها هم ، فاكتفى بذكر هم في قوله : أرباقهم ، من إعادته بعد متقلديها ، ومنه قول الآخر : أمسلمتي للموت أنت فميت يريد : فميت أنا ، فاكتفى بذكره الذي جرى في قوله : أمسلمتي مكنيا عنه ، من إعادته بعد قوله فميت وأما قوله : « وإليك نسعى » ، فإنه يعني بقوله : « نسعى » ولك نعمل ، والسعي « نفسه هو العمل ، يقال منه : » سعى فلان لكذا « ، » وسعى هو يسعى سعيا « ، كما قال أعشى بني قيس بن ثعلبة : وسعى لكندة سعي غير مواكل قيس فضر عدوها وبنى لها يعني بقوله : » وسعى لكندة « ، وعمل لها ، ومنه قول زهير بن أبي سلمى : سعى ساعيا غيظ بن مرة بعد ما تبزل ما بين العشيرة بالدم وأما قوله : ونحفد ، فإنه يعني : وإياك نخدم ، والحفد : هو الخدمة ، وترك ذكر إياك ، لتقدم إليك مع قوله نسعى ، فاستغنى بدلالة قوله وإليك نسعى : على معنى ونحفد ، من إعادة وإياك مع نحفد ، إذ كان غير حسن إعادة إليك ، مع قوله نحفد ، وذلك كثير في كلامهم مستفيض ومنه قول الشاعر : علفتها تبنا وماء باردا حتى شتت همالة عيناها والماء لا يعلف ، ولكن لما كان قد تقدم في أول الكلام ما يدل على معنى ما أراد بذلك ، وأن مراده منه : » وسقيتها ماء باردا « : استغنى بدلالة قوله : » علفتها تبنا « ، على مراده من قوله : » وماء باردا « ، عن ذكر » وسقيتها « فكذلك ذلك في قوله : ونحفد ، لما كان في قوله » وإليك نسعى « دلالة على مراده من قوله : » ونحفد « ، وأن معناه » وإياك نحفد « ، استغنى بدلالة قوله : وإليك نسعى على ذلك من ذكره . ومن ذلك قول الله تعالى ذكره : ( يطوف عليهم ولدان مخلدون . بأكواب وأباريق (1) ) ، ثم قال : ( ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون (2) ) ، والحور العين لا شك أنه لا يطوف بهن الولدان ، وأن معنى الكلام : ولهم حور عين ، أو عندهم حور عين ، ولكنه لما كان فيما تقدم من الكلام دلالة على المراد من ذلك ، أجرى الكلام في آخره على ما تقدم في أوله ، ومن قوله : نحفد قول الشاعر : حفد الولائد حولهن وأسلمت بأكفهن أزمة الأجمال يقال منه : » حفدت الرجل أحفده حفدا « ، » و « حفدة الرجل : خدمه وأعوانه » ، ومنه قول الله جل ثناؤه : ( وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة (3) ) ، فتأوله قوم أنهم أختان الرجل وأصهاره ، وآخرون : أنهم خدمه وأعوانه ، وكلا القولين غير بعيد من الصواب ، وذلك أن أعوان الرجل بمعنى خدمه ، في معونتهم إياه ، وكذلك أصهاره وأختانه ، بمعنى خدمه ، في معونتهم له
__________
(1) سورة : الواقعة آية رقم : 17
(2) سورة : الواقعة آية رقم : 21
(3) سورة : النحل آية رقم : 72

ذكر خبر آخر من أخبار هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

2748 - حدثني محمد بن معاوية الأنماطي ، قال : حدثنا عباد بن العوام ، عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه : « أكثر الدعاء بالعافية » قد تقدم ذكري نظائر هذا الخبر ، والبيان عن جميعها ، فيما مضى من كتابي هذا ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع

ذكر خبر آخر من أخبار هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

2749 - حدثني محمد بن إسحاق ، قال : أخبرنا سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا عباد ، عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وأصحابه عنده : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (1) ) ، إلى آخر الآية ، فقال : « هل تدرون أي يوم ذاك ؟ » ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « ذاك يوم يقول الله لآدم : يا آدم ، قم فابعث بعث النار » ، قال : فيقول : يا رب ، من كل كم ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، وواحدا إلى الجنة « فشق ذلك على القوم ، ووقعت عليهم الكآبة (2) والحزن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة « ، ثم قال : » إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة « ، ثم قال : » إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة « ففرحوا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » اعملوا وأبشروا ، فإنكم بين خليقتين لم تكونا مع أحد إلا كثرتاه ، يأجوج ومأجوج ، وإنما أنتم في الناس أو قال : في الأمم كالشامة (3) في جنب البعير ، أو كالرقمة (4) في ذراع الدابة ، وإنما أمتي جزء من ألف جزء « القول في علل هذا الخبر : وهذا خبر عندنا صحيح سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح ، لعلتين : إحداهما : أنه خبر لا يعرف له مخرج عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم يصح إلا من هذا الوجه ، والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه . والثانية : أنه من نقل عكرمة ، عن ابن عباس ، وفي نقل عكرمة عندهم نظر يجب التثبت فيه من أجله وقد وافق ابن عباس في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه ، نذكر ما صح من ذلك عندنا سنده
__________
(1) سورة : الحج آية رقم : 1
(2) الكآبة : تغيُّر النَّفْس بالانكسار من شدّة الهمِّ والحُزن
(3) الشامة والشأمة : العلامة في الجسد وتعرف بالخال ومنه : جميل الخال والقوام
(4) الرقمة : الهَنَة الناتِئة في ذِراع الدابة من داخِل، وهما رَقْمتان في ذراعَيها

ذكر ذلك

2750 - حدثني محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون الأودي ، قال : دخلت على ابن مسعود بيت المال ، فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ » ، قلنا : نعم ، قال : « أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ » ، قلنا : نعم ، قال : « فوالذي نفسي بيده ، إني لأرجو أن تكونوا شطر (1) أهل الجنة ، وسأخبركم عن ذلك ، إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، وإن قلة المسلمين في الكفار يوم القيامة ، كالشعرة السوداء في الثور الأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود »
__________
(1) الشطر : النصف

2751 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة (1) نحوا من أربعين رجلا ، فقال : « أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ » ، قال : قلنا : نعم ، قال : « أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ » ، فقلنا : نعم ، فقال : « والذي نفس محمد بيده ، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشامة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو الشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر »
__________
(1) القبة : هي الخيمة الصغيرة أعلاها مستدير أو البناء المستدير المقوس المجوف

2752 - حدثني أحمد بن المقدم ، قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث ، عن قتادة ، عن صاحب له حدثه عن عمران بن حصين ، قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه وقد فاوت السير بأصحابه ، إذ نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (1) ) ، قال : فحثوا المطي (2) حتى كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « هل تدرون أي يوم ذلك ؟ » ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « ذلك يوم ينادي آدم ، يناديه ربه : ابعث بعث النار ، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار » ، قال : فأبلس (3) القوم ، فما وضح منهم ضاحك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ألا اعملوا وأبشروا ، فإن معكم خليقتين ما كانتا في قوم إلا كثرتاه فيمن هلك من بني آدم ، ومن هلك من بني إبليس ، ويأجوج ومأجوج » ، ثم قال : « ألا أبشروا ، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة (4) في ذراع الدابة » حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا هشام بن أبي عبد الله ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، قال ابن بشار : وحدثني ابن أبي عدي ، عن هشام ، جميعا ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن العلاء بن زياد ، عن عمران بن حصين ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه
__________
(1) سورة : الحج آية رقم : 1
(2) المطي : جمع مطية وهي الدابة التي يركب مطاها أي ظهرها ، أو هي التي تمط في سيرها أي تمدُّ
(3) أبلس : سكت
(4) الرقمة : الهَنَة الناتِئة في ذِراع الدابة من داخِل، وهما رَقْمتان في ذراعَيها

2753 - وحدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة العسرة ومعه أصحابه بعد ما شارف المدينة قرأ : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (1) ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتدرون أي يوم ذلك ؟ » ، قيل : الله ورسوله أعلم ، فذكر نحوه إلا أنه زاد : « وإنه لم يكن رسولان إلا كان بينهما فترة في الجاهلية ، فهم أهل النار ، وإنكم بين ظهراني خليقتين لا يعادهما أحد من أهل الأرض إلا كثروهم ، يأجوج ، ومأجوج ، وهم أهل النار ، وتكمل العدة من المنافقين »
__________
(1) سورة : الحج آية رقم : 1

2754 - وحدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يقال لآدم : أخرج بعث النار ، قال : فيقول : وما بعث النار ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين » ، فعند ذلك يشيب الصغير ، وتضع الحامل حملها ، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى « ، قال : فقلنا : فأين الناجي ، يا رسول الله ؟ قال : » أبشروا ، فإن واحدا منكم ، وألفا من يأجوج ، ومأجوج « ، ثم قال : » إني أطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة « ، فكبرنا وحمدنا الله ، ثم قال : » إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة « فكبرنا وحمدنا ، ثم قال : » إني لأطمع أن تكونوا نصف أهل الجنة ، إنما مثلكم في الناس كمثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود ، أو كمثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض « وحدثني أبو السائب سلم بن جنادة ، قال أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله لآدم يوم القيامة ثم ذكر نحوه حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى ، قال : حدثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحشر ، قال : يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة : يا آدم ، فيقول : لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، فيقول : ابعث بعثا إلى النار » ، ثم ذكر نحوه

2755 - وحدثني عبد الله بن أحمد المروزي ، قال : حدثنا يحيى بن صالح ، قال : حدثنا سليمان بن عطاء ، عن مسلمة بن عبد الله الجهني ، عن عمه أبي مشجعة ، قال : كنا مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه في مسير له ذات يوم ، قال : فتنفس نفسا شديدا حتى كاد تنقطع حيازيمه ، قال : ثم بكى ، فقلنا : ما لك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ذكرت مسيرا (1) لنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كسيركم معي ، فأنشأ فتلا هذه الآيات : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (2) ) ، قال : « أتدرون أي يوم هذا ؟ » ، فقلنا : الله ورسوله أعلم ، فقال : « هذا يوم يبعث الله آدم فيقول : يا آدم ، اقطع على ولدك بعثا إلى النار ، فيقول : يا رب ، على الرجال أم على النساء ؟ فيقول : على الرجال ، فيقول : يا رب من كل كم ؟ فيقول : من كل ألف واحدا إلى الجنة وسائرهم إلى النار ، قال : ثم يقول : يا آدم ، اقطع على ولدك بعثا ، فيقول : يا رب ، على الرجال أم على النساء ؟ فيقول : من كل كم ؟ فيقول : من كل عشرة آلاف ، واحدة إلى الجنة وسائرهن (3) إلى النار » ، قال : فبكى الناس ، وأكب كل إنسان منهم على راحلته (4) ، حتى أتينا المنزل ، فلم يلتفت رجل لا إلى طعام ولا إلى شراب ولا إلى راحلته ، قال : فجعلنا نقول : فيم العمل ؟ ومن الناجي بعد الرجل من كل ألف واحد في الجنة ، وسائرهم في النار ، ومن النساء من كل عشرة آلاف واحدة إلى الجنة ، وسائرهن في النار ؟ قال : فبلغه ما نحن عليه ، وكان رءوفا رحيما ، فقال : يا بلال : ناد في الناس الصلاة جامعة « ، قال : فاجتمعنا ، فقام فحمد الله وأثنى عليه فقال : » قد بلغني الذي بكم والذي أنتم عليه ، اعملوا وسددوا وقاربوا وأبشروا ، فإنكم في أمتين لم تكونا في شيء إلا كثرتاه ، يأجوج ومأجوج ، ومن وراء يأجوج ومأجوج تاريس وتاويل ومنسك ، لا يعلم عددهم إلا الله ، هم في القدرة ، إن الرجل منهم لا يموت حتى يولد له ألف ذكر ، وما أنتم في سائر الأمم إلا كالرقمة (5) البيضاء في جلد أسود ، أو كرقمة في ذراع « - يعني الرقمة (6) التي في ذراع الفرس - »
__________
(1) المسير : السير والسفر
(2) سورة : الحج آية رقم : 1
(3) سائر : باقي
(4) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى
(5) الرقمة : الشعرة
(6) الرقمة : الهَنَة الناتِئة في ذِراع الفرس من الداخِل وهي تشبه الظفر

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب فمن ذلك قول عمران بن الحصين : فحثوا المطي حتى كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، - يعني بالمطي جمع مطية - ، والمطية كل ما امتطي ظهره ، وهو في هذا الموضع الإبل ، ومنه قول الشاعر : ظللنا نخبط الظلماء ظهرا لديه والمطي له أوام وأما قوله : « فأبلس القوم » ، فإنه يعني أنهم حزنوا ، وعلت وجوههم كآبة الحزن كما قال العجاج : وخمست يوم الخميس الأخماس وفي الوجوه صفرة وإبلاس وأما قول أبي مشجعة : كنا مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه في مسير له ذات يوم ، فتنفس نفسا شديدا حتى كاد تنقطع حيازيمه ، فإنه يعني بالحيازيم - جمع الحيزوم ، والحيزوم الصدر ، ومنه قول أعشى بني قيس بن ثعلبة : مهلا بني فإن المرء يبعثه هم إذا خالط الحيزوم والضلعا

ذكر خبر آخر من أخبار هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

2756 - حدثني محمد بن إسحاق ، قال : أخبرنا أبو النعمان ، قال : أخبرنا ثابت يعني ابن يزيد ، قال : حدثنا هلال ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ، وجاء من ليلته يحدثهم بمسيره ، وبعلامة بيت المقدس ، وبعيرهم ، فقال أناس : نحن نصدق محمدا صلى الله عليه وسلم بما يقول فارتدوا كفارا ، وضرب الله أعناقهم مع أبي جهل ، قال : وقال أبو جهل : يخوفنا محمد بشجر الزقوم هاتوا زبدا وتمرا تزقموا ، قال : ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام ، وعيسى وموسى وإبراهيم صلى الله عليهم فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ، فقال : « رأيته فيلمانيا (1) أقمر هجانا (2) ، إحدى عينيه قائمة ، كأنها كوكب دري ، كأن شعر رأسه أغصان شجرة ، ورأيت عيسى عليه السلام شابا أبيض جعد الرأس ، حديد البصر ، مبطن الخلق ، ورأيت موسى أسحم (3) آدم كثير الشعر شديد الخلق ، ورأيت إبراهيم عليهما السلام ، فلا أنظر إلى إرب (4) من آرابه (5) إلا نظرت إليه مني ، كأنه صاحبكم ، قال : وقال جبريل عليه السلام : سلم على أبيك ، فسلمت عليه » القول في علل هذا الخبر : وهذا خبر عندنا صحيح سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح ، لعلل : إحداها : أنه خبر لا يعرف له مخرج يصح عن ابن عباس ، على ما روي عن هلال بن خباب ، عن عكرمة عنه ، إلا من هذا الوجه وإن كان قد روي بعض ذلك عن عكرمة ، عن ابن عباس ، من غير حديث هلال بن خباب . والثانية : أنه من نقل عكرمة ، وقد ذكرت ما يقولون في عكرمة في غير هذا الموضع من كتابي هذا وغيره . والثالثة : اختلاف الرواة في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ، من ذكر فيه أنه رآهم من الأنبياء تلك الليلة ، فمن راو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآهم ببيت المقدس ، ومن راو عنه أنه رأى أرواحهم ببيت المقدس ، ومن راو عنه أنه رآهم في السماء بعد أن عرج به إليها ، وذلك مما يجب عندهم التوقف فيه ، لاختلاف الرواية به
__________
(1) الفيلماني : العظيم الجثة من الرجال
(2) الهجان : الشديد البياض
(3) الأسحم : الشديد السواد
(4) الإرب : العضو من أعضاء الجسد
(5) آرابه : أعضاء جسده

ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : رأيت الأنبياء ، الذين ذكر عنه أنه رآهم ليلة أسرى به ، ببيت المقدس

2757 - حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن أنس بن مالك ، قال : لما أتى جبريل بالبراق (1) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « فكأنها صرت أذنيها » ، فقال لها جبريل عليه السلام : مه يا براق ، والله إن ركبك مثله . فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو بعجوز على جنب الطريق ، فقال : « ما هذه يا جبريل ؟ » ، قال : سر يا محمد فسار ما شاء الله أن يسير ، فإذا شيء يدعوه متنحيا عن الطريق : هلم يا محمد قال له جبريل : سر يا محمد . فسار ما شاء الله أن يسير ، قال : ثم لقيه خلق من الخلق ، فقال أحدهم : السلام عليك يا أول ، والسلام عليك يا آخر ، والسلام عليك يا حاشر . فقال له جبريل : اردد السلام يا محمد ، قال : فرد السلام ، ثم لقيه الثاني ، فقال له مثل مقالة الأول ، ثم لقيه الثالث فقال له مثل مقالة الأولين ، حتى انتهى إلى بيت المقدس ، فعرض عليه الماء واللبن والخمر ، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن ، فقال له جبريل عليه السلام : أصبت الفطرة ، لو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك ، ولو شربت الخمر لغويت وغويت أمتك ، ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء ، فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، ثم قال له جبريل عليه السلام : أما العجوز التي رأيت من على جنب الطريق ، فلم يبق من الدنيا إلا ما بقى من تلك العجوز ، وأما الذي أراد أن تميل إليه ، فذاك عدو الله إبليس أراد أن تميل إليه ، وأما الذين سلموا عليك ، فذاك إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم
__________
(1) البراق : الدَّابة التي ركبها النبي ليلة الإسراء والمعراج

2758 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني ابن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « أسري به على البراق (1) ، وهي دابة إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام ، يقع حافرها (2) موضع طرفها ، قال : » فمررت ببعير من عيرات قريش بواد من تلك الأودية ، فنفرت العير ، ومنها بعير عليه غرارتان (3) سوداء وورقاء « ، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إيلياء ، فأتي بقدحين ، قدح لبن وقدح خمر ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح اللبن ، فقال له جبريل عليه السلام : هديت إلى الفطرة ، لو أخذت قدح الخمر غوت أمتك ، قال ابن شهاب ، فأخبرني ابن المسيب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي هناك إبراهيم ، وموسى وعيسى صلوات الله عليهم ، فنعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : » أما موسى فضرب رجل الرأس ، كأنه من رجال شنوءة ، وأما عيسى فرجل أحمر كأنما خرج من ديماس (4) ، فأشبه من رأيت به عروة بن مسعود الثقفي ، وأما إبراهيم فأنا أشبه ولده به . فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث قريشا أنه أسري به ، قال : فارتد ناس كثير بعد ما أسلموا ، قال أبو سلمة : فأتي أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فقيل له : هل لك في صاحبك ؟ يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس ثم رجع في ليلة واحدة قال أبو بكر : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم ، قال : فأشهد ، إن كان قال ذلك ، لقد صدق ، قالوا : أفتشهد أنه جاء الشام في ليلة واحدة ؟ قال : إني أصدقه بأبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء
__________
(1) البراق : الدَّابة التي ركبها النبي ليلة الإسراء والمعراج
(2) الحافر : من الدواب ما يقابل القدم عند الإنسان
(3) الغرارة : وعاء أو جراب لحفظ الأشياء
(4) الديماس : الحمَّام

2759 - قال أبو سلمة ، سمعت جابر بن عبد الله ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لما كذبتني قريش ، قمت فمثل الله لي بيت المقدس ، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه »

2760 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لأصحابه ليلة أسري به إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم قال : « أما إبراهيم ، فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم منه ، وأما موسى فرجل آدم طوال جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة ، وأما عيسى فرجل أحمر بين القصير والطويل ، سبط (1) الشعر ، كثير خيلان الوجه ، كأنه خرج من ديماس (2) ، تخال رأسه يقطر ماء ، وما به ماء ، أشبه من رأيت به عروة بن مسعود » حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن محمد ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه ، ولم يقل عن أبي هريرة
__________
(1) الشعر السبط : المنبسط المسترسل
(2) الديماس : الحمَّام

ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى من ذكرت في السموات

2761 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن سليمان بن بلال ، عن شريك بن أبي نمر ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يحدثنا عن ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحي إليه وهو نائم في المسجد الحرام ، فقال أولهم : أيهم هو ؟ وقال أوسطهم : هو خيرهم ، فقال آخرهم : خذوا خيرهم ، وكانت تلك ، فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى ، فيما يرى ، ثلاثة ، والنبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه ، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم ، فتولاه منهم جبريل عليه السلام ، فشق جبريل صلوات الله عليه بطنه من نحره (1) إلى لبته (2) ، حتى فرج عن صدره وجوفه ، فغسله من ماء زمزم حتى أنقى جوفه ، ثم أتى بطست (3) من ذهب فيه تور (4) محشو إيمانا وحكمة ، فحشي به صدره وجوفه ولغاديده ، ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا ، فضرب بابا من أبوابها ، فناداه أهل السماء : من هذا ؟ قال : هذا جبريل ، قالوا : من معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : فمرحبا به وأهلا ، يستبشر به أهل السماء ، لا يعلم أهل السماء بما يدبر الله في الأرض حتى يعلمهم ، فوجد في السماء الدنيا آدم صلوات الله عليه ، فقال له جبريل : هذا أبوك فسلم عليه ، فرد عليه آدم ، فقال : مرحبا بك وأهلا يا بني ، فنعم الابن أنت ، ثم مضى به إلى السماء الثانية ، فإذا هو في السماء الثانية بنهرين يطردان ، فقال : « ما هذان النهران يا جبريل ؟ » ، فقال : هذا النيل والفرات عنصرهما ، ثم مضى به في السماء الثانية ، فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد (5) ، فذهب يشم ترابه فإذا هو مسك ، قال : « يا جبريل ، ما هذا النهر ؟ » ، قال : هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك في الآخرة ، ثم عرج به إلى السماء الثالثة ، فقالت له الملائكة مثلما قالت له في الأولى : من هذا معك محمد ؟ قال : نعم ، قالوا : أوقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث ، قالوا : مرحبا به وأهلا ، ثم عرج به إلى الرابعة ، فقالوا مثل ذلك ، ثم عرج إلى الخامسة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السادسة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، وكل سماء فيها أنبياء قد سماهم أنس ، فوعيت منهم إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه وإبراهيم في السادسة ، وموسى في السابعة ، بفضل كلامه الله تبارك وتعالى ، فقال موسى : لم أظن أن يرفع علي أحد ، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله ، حتى جاء سدرة (6) المنتهى ، ودنا (7) الجبار رب العزة فتدلى ، فكان قاب (8) قوسين أو أدنى ، فأوحى الله إليه ما شاء ، وأوحى الله إليه فيما أوحى خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة ، ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه ، فقال : يا محمد ، ماذا عهد ربك ؟ قال : « عهد إلي خمسين صلاة على أمتي كل يوم وليلة » ، قال : إن أمتك لا تستطيع ذلك ، فارجع فليخفف عنك وعنهم ، فالتفت إلى جبريل عليه السلام كأنه يستشيره في ذلك ، فأشار أن نعم ، إن شئت ، فعلا به جبريل حتى أتى إلى الجبار وهو مكانه ، فقال : « يا رب ، خفف عنا فإن أمتي لا تستطيع هذا » ، فوضع عنه عشر صلوات ، ثم رجع إلى موسى صلى الله عليه وسلم فاحتبسه ، فلم يزل يردده موسى إلى ربه ، حتى صارت إلى خمس صلوات ، ثم احتبسه عند الخمس ، فقال : يا محمد قد والله ، راودت بني إسرائيل على أدنى من هذه الخمس فضيعوه وتركوه ، فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبصارا وأسماعا ، فارجع فليخفف عنك ربك كل ذلك يلتفت إلى جبريل صلوات الله عليه ليشير عليه ، فلا يكره ذلك جبريل فيرفعه عند الخمس ، فقال : « يا رب ، إن أمتي ضعاف أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم فخفف عنا » ، فقال الجبار ، إن كان قاله : يا محمد ، فقال : « لبيك وسعديك » ، فقال : إني لا يبدل القول لدي ، هي كما كتب عليك في أم الكتاب ، ولك بكل حسنة عشر أمثالها ، وهي خمسون في أم الكتاب ، وهي خمس عليك ، فرجع إلى موسى ، فقال : كيف فعلت ؟ فقال : « خفف عني ، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها » ، فقال : قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من هذا فتركوه ، فارجع فليخفف عنك أيضا ، قال : « يا موسى ، قد والله استحييت من ربي مما أختلف إليه » ، قال : فاهبط باسم الله ، فاستيقظ وهو في المسجد الحرام
__________
(1) النحر : موضع الذبح من الرقبة
(2) اللبة : موضع الذبح واللهزمة التي فوق الصدر
(3) الطست : إناء كبير مستدير من نحاس أو نحوه
(4) التور : وعاء مصنوع من الحجارة أو غيرها
(5) الزبرجد : حجر كريم من الجواهر وهو الزمرد
(6) سِدْرَةُ المُنْتهى : شجرة في أقْصَى الجنة إليها يَنْتهي عِلُم الأولّين والآخِرين ولا يتعدَّاها.
(7) دنا : اقترب
(8) قاب : قَدْر وقُرْب

2762 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا هارون بن المغيرة ، وحكام بن سلم ، عن عنبسة ، عن أبي هاشم الواسطي ، عن ميمون بن سياه ، عن أنس بن مالك ، قال : لما كان حين نبئ النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان ينام حول الكعبة ، وكانت قريش تنام حولها ، فأتاه ملكان جبريل ، وميكائيل ، فقال : بأيهم أمرنا ؟ فقال : أمرنا بسيدهم ، ثم ذهبا ، ثم جاءوا من القابلة وهم ثلاثة ، فألفوه وهو نائم ، فقلبوه لظهره وشقوا بطنه ، ثم جاءوا بماء من زمزم فغسلوا ما كان في بطنه من شك أو شرك أو جاهلية أو ضلالة ، ثم جاءوا بطست (1) من ذهب ملئ إيمانا وحكمة ، فملئ بطنه وجوفه إيمانا وحكمة ، ثم عرج (2) به إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل عليه السلام ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل ، فقالوا : من معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا : أوقد بعث ؟ قال : نعم ، قالوا : مرحبا فدعوا له في دعائهم ، فلما دخل فإذا هو برجل جسيم وسيم ، فقال : « من هذا يا جبريل ؟ » فقال : هذا أبوك آدم ، ثم أتوا به السماء الثانية ، فاستفتح جبريل ، فقيل مثل ذلك ، وقالوا في السموات كلها كما قال وقيل له في السماء الدنيا ، فلما دخل إذا هو برجلين ، فقال : « من هؤلاء يا جبريل ؟ » ، فقال : يحيى وعيسى ابنا الخالة ، ثم أتى به السماء الثالثة ، فلما دخل إذا هو برجل ، فقال : « من هذا يا جبريل ؟ » ، فقال : هذا أخوك يوسف فضل بالحسن على الناس ، كما فضل القمر ليلة البدر على الكواكب ، ثم أتى به السماء الرابعة ، فإذا هو برجل ، فقال : « من هذا يا جبريل ؟ » ، فقال : هذا إدريس ، ثم قرأ : ( ورفعناه مكانا عليا (3) ) ، ثم أتى به السماء الخامسة ، فإذا هو برجل فقال : « من هذا يا جبريل ؟ » فقال : هذا هارون ، ثم أتى به السماء السادسة ، فإذا هو برجل ، فقال : « من هذا يا جبريل ؟ » فقال : هذا موسى ثم أتى به السماء السابعة فإذا هو برجل ، فقال : « من هذا يا جبريل ؟ » قال : هذا أبوك إبراهيم ، ثم انطلق به إلى الجنة فإذا هو بنهر أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، بجنبتيه قباب (4) الدر ، فقال : « ما هذا يا جبريل ؟ » ، فقال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، وهذه مساكنك ، قال : « وأخذ جبريل بيده من تربته ، فإذا هو مسك أذفر (5) » ، ثم خرج إلى سدرة المنتهى ، وهي سدرة (6) نبق أعظمها أمثال الجرار ، وأصغرها أمثال البيض ، فدنا ربك فكان قاب (7) قوسين أو أدنى ، فجعل يتغشى (8) السدرة من دنو ربها أمثال الدر والياقوت (9) والزبرجد واللؤلؤ ألوان ، فأوحى إلى عبده وفهمه وعلمه وفرض عليه خمسين صلاة ، فمر على موسى ، فقال : ما فرض على أمتك ؟ فقال : « خمسون صلاة » ، قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك أضعف الأمم قوة وأقلها عمرا ، وذكر ما لقي من بني إسرائيل ، فرجع فوضع عنه عشرا ، ثم مر على موسى ، فقال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، كذلك حتى جعلها خمسا ، فقال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فقال : لست براجع غير عاصيك « ، وقذف في قلبه أن لا يرجع ، فقال الله تبارك وتعالى : لا يبدل كلامي ، ولا يرد قضائي »
__________
(1) الطست : إناء كبير مستدير من نحاس أو نحوه
(2) العروج : الصعود
(3) سورة : مريم آية رقم : 57
(4) القبة : الخيمة الصغيرة أو البناء المستدير المقوس المجوف
(5) أذفر : جيد إلى الغاية رائحته شديدة
(6) سِدْرَةُ المُنْتهى : شجرة في أقْصَى الجنة إليها يَنْتهي عِلُم الأولّين والآخِرين ولا يتعدَّاها.
(7) قاب : قَدْر وقُرْب
(8) الغشاء : الغطاء
(9) الياقوت : حجر كريم من أجود الأنواع وأكثرها صلابة بعد الماس ، خاصة ذو اللون الأحمر

2763 - قال : أنس : « ما وجدت ريحا ولا ريح عروس قط ، أطيب ريحا من جلد نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ألزقت جلدي بجلده وشممته »

2764 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان ، إذ أقبل أحد الثلاثة بين الرجلين ، فأتيت بطست (1) من ذهب قد ملئ حكمة وإيمانا ، فشق من النحر (2) إلى مراق البطن ، ثم أخرج القلب فغسل بماء زمزم ، وملئ حكمة وإيمانا ، وأتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض ، يقال له : البراق ، فانطلقت أنا وجبريل حتى أتينا السماء الدنيا ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ فقال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ، قال : نعم ، فقالوا : مرحبا ولنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فدخلنا ، فأتيت على آدم فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بك من ابن ونبي ، ثم أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل ، فقيل : من معك ؟ فقال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء ، ففتح لي ، فأتيت على عيسى ابن مريم ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بك من أخ ونبي ، ثم أتينا السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من معك ؟ فقال : محمد ، قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على يوسف فسلمت عليه فقال : مرحبا بك من أخ ونبي ، ثم أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، فقالوا : من معك ؟ قال : محمد ، قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على إدريس فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بك من أخ ونبي ، قال هشام : وكان قتادة إذا أتى على هذا الموضع تلا هذه الآية : ( ورفعناه مكانا عليا (3) ) ثم أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، قيل : من معك ؟ قال : محمد ، قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على هارون فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بك من أخ ونبي ، ثم أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، فقالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على موسى فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بك من أخ ونبي ، فلما جاوزته بكى ، فقيل : ما يبكيك ؟ فقال : يا رب ، هذا قد بعث بعدي ، يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ثم أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل ، فقالوا : ومن معك ؟ قال : محمد ، قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : مرحبا ، ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بك من ابن ونبي ، ثم رفعت لنا سدرة (4) المنتهى ، فسألت جبريل ، فقال : هذه سدرة المنتهى ، وإذا ثمرها كالقلال (5) ، وورقها كآذان الفيلة ، ورأيت في أصلها أربعة أنهار ، نهران باطنان ، ونهران ظاهران ، فسألت جبريل ، فقال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات ، ورفع لنا البيت المعمور فسألت جبريل ، فقال : هذا البيت المعمور ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لا يعودون فيه آخر ما عليهم ، وفرضت علي خمسون صلاة ، فانطلقت حتى أتيت على موسى ، فقال لي : ما صنعت ؟ فقلت : » فرضت علي خمسون صلاة « ، فقال : إني أعلم بالناس منك ، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لن تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك ، فرجعت فسألته أن يخفف عني ، فجعلها أربعين ، فأتيت على موسى ، فقال : ما صنعت ؟ فقلت : » جعلها أربعين « ، فقال : إني أعلم بالناس منك ، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لن تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عن أمتك ، فرجعت فسألته أن يخفف عني ، فجعلها ثلاثين ، فأتيت على موسى ، فقال : ما صنعت ؟ فقلت : » جعلها ثلاثين « ، قال : إني أعلم بالناس منك ، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لن تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك ، فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني ، فجعلها عشرين ، فأتيت على موسى ، فقال : ما صنعت ؟ فقلت : » جعلها عشرين « ، فقال : أنا أعلم بالناس منك ، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لن تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك ، فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني ، فجعلها خمس عشرة ، فأتيت على موسى ، فقال : ما صنعت ؟ قلت : جعلها خمس عشرة » ، فقال : إني أعلم بالناس منك ، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لن تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك ، فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني ، فجعلها عشرا ، فأتيت على موسى ، فقال : ما صنعت ؟ فقلت : « جعلها عشرا » ، قال : إني أعلم بالناس منك ، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لن تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك ، فرجعت إلى ربي فسألته ، فوضع عني خمسا ، فأتيت على موسى ، فقال : ما صنعت ؟ فقلت : « حط عني خمسا » ، فقال : إني أعلم بالناس منك ، وقد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لن تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله أن يخفف عنك ، فقلت : « قد استحييت ، كم أرجع إلى ربي وقد رضيت وسلمت ، قال : فنودي : إني قد أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي ، وأجزي بالحسنة عشر أمثالها »
__________
(1) الطست : إناء كبير مستدير من نحاس أو نحوه
(2) النحر : المراد أعلى الصدر أو الرقبة
(3) سورة : مريم آية رقم : 57
(4) سِدْرَةُ المُنْتهى : شجرة في أقْصَى الجنة إليها يَنْتهي عِلُم الأولّين والآخِرين ولا يتعدَّاها.
(5) القلال : جمع القلة وهي الجرة الكبيرة

2765 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وابن أبي عدي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة رجل من قومه ، قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : « أنا عند البيت بين النائم واليقظان ، إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة ، فأتيت بطست (1) من ذهب فيها من ماء زمزم ، قال : » فشرح صدري إلى كذا وكذا « ، قال قتادة ، قلت : ما - يعني به ؟ - ، قال : إلى أسفل بطنه ، قال : » فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ، ثم أعيد مكانه ، ثم حشي إيمانا وحكمة ، ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق ، فوق الحمار ودون البغل ، يقع خطوه أقصى طرفه ، فحملت عليه ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا « ثم ذكر نحو حديث ابن حميد ، عن أبي داود ، عن هشام ، حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، رجل من قومه قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر نحوه حدثني ابن المثنى ، قال : حدثنا خالد بن الحارث ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، رجل من قومه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بنحوه
__________
(1) الطست : إناء كبير مستدير من نحاس أو نحوه

2766 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، وحدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، قال : أخبرني أبو هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، ولفظ الحديث ، للحسن بن يحيى في قوله سبحانه : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله (1) ) ، قال : حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : « أتيت بدابة هي أشبه الدواب بالبغل ، له أذنان مضطربتان ، وهو البراق (2) وهو الذي كان تركبه الأنبياء قبلي ، فركبته ، فانطلق بي يضع يده عند منتهى بصره ، فسمعت نداء عن يميني : يا محمد ، على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه ، ثم سمعت نداء عن شمالي : على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه ، ثم استقبلت امرأة في الطريق ، فرأيت عليها من كل زينة من زينة الدنيا ، رافعة يدها تقول : يا محمد على رسلك أسألك ، فمضيت ولم أعرج عليها ، ثم أتيت بيت المقدس ، أو قال : المسجد الأقصى فنزلت عن الدابة فأوثقتها (3) بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها ، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ، فقال لي جبريل : ماذا رأيت في وجهك ؟ فقلت : سمعت نداء عن يميني أن يا محمد على رسلك أسألك ، فمضيت ولم أعرج عليه » ، قال : ذلك داعي اليهود ، أما إنك لو وقفت عليه تهودت أمتك ، قلت : « ثم سمعت نداء عن يساري أن يا محمد على رسلك أسألك ، فمضيت ولم أعرج عليه » ، فقال : ذلك داعي النصارى ، أما إنك لو وقفت عليه تنصرت أمتك ، قلت : ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة من زينة الدنيا ، رافعة يدها تقول : على رسلك أسألك ، فمضيت ولم أعرج عليها ، قال : تلك الدنيا تزينت لك ، أما إنك لو وقفت عليها لاخترت الدنيا على الآخرة ، « ثم أتيت بإناءين أحدهما : فيه لبن ، والآخر فيه خمر ، فقال : اشرب أيهما شئت ، فأخذت اللبن فشربته ، قال : أخذت الفطرة (4) » ، قال معمر : وأخبرني الزهري ، عن ابن المسيب أنه قيل له : « أما إنك لو أخذت الخمر غوت (5) أمتك » ، قال أبو هارون ، في حديث أبي سعيد : « ثم جيء بالمعراج الذي تعرج فيه أرواح بني آدم ، فإذا هو أحسن ما رأيت ، ألم تر إلى الميت كيف يحد بصره إليه ؟ فعرج بنا فيه حتى انتهينا إلى باب السماء الدنيا ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من هذا ؟ فقال : جبريل : قال : ومن معه ؟ قال : محمد ، قال : أوقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، ففتحوا وسلموا علي ، وإذا ملك موكل يحرس السماء يقال له إسماعيل ، معه سبعون ألف ملك ، مع كل ملك منهم مائة ألف ، ثم قرأ : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو (6) ) وإذا أنا برجل ، كهيئته يوم خلقه الله ، لم يتغير منه شيء ، وإذا هو تعرض عليه أرواح ذريته ، فإذا كان روح مؤمن ، قال : روح طيبة وريح طيبة ، اجعلوا كتابه في عليين (7) ، وإذا كان روح كافر ، قال : روح خبيثة وريح خبيثة ، اجعلوا كتابه في سجين ، فقلت : » يا جبريل ، من هذا ؟ « ، قال : أبوك آدم فسلم علي ورحب بي ، ودعا لي بخير ، وقال : مرحبا بالنبي الصالح والولد الصالح ، ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل ، وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ، ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار ، يخرج من أسافلهم ، قلت يا جبريل : » من هؤلاء ؟ « ، قال : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا ، ثم نظرت فإذا أنا بقوم يحذى من جلودهم ويرد في أفواههم ، ويقال : كلوا كما أكلتم ، فإذا أكره ما خلق الله لهم ذلك ، قلت : » من هؤلاء يا جبريل ؟ « ، قال : هؤلاء الهمازون اللمازون الذين يأكلون من لحوم الناس ويقعون في أعراضهم بالسب ، ثم نظرت فإذا أنا بقوم على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما رأيت من اللحم ، وإذا حولهم جيف ، فجعلوا يميلون على الجيف (8) يأكلون منها ويدعون ذلك اللحم ، قلت : » من هؤلاء يا جبريل ؟ « ، قال : هؤلاء الزناة ، عمدوا إلى ما حرم الله عليهم وتركوا ما أحل الله لهم ، ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم بطون كأنها البيوت ، وهي على سابلة آل فرعون ، فإذا مر بهم آل فرعون ثاروا ، فيميل بأحدهم بطنه فيقع فيتوطؤهم آل فرعون بأرجلهم ، وهم يعرضون على النار غدوا وعشيا ، قلت : » من هؤلاء يا جبريل ؟ « ، قال : هؤلاء أكلة الربا ، ربا في بطونهم ، فمثلهم كمثل الذي يتخبطه (9) الشيطان من المس ، ثم نظرت فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن ، ونساء منكسات بأرجلهن ، قلت : » من هؤلاء يا جبريل ؟ « ، قال : هؤلاء اللائي يزنين ويقتلن أولادهن ، قال : ثم صعدنا إلى السماء الثانية ، فإذا أنا بيوسف وحوله تبع من أمته ووجهه كالقمر ليلة البدر ، فسلم علي ورحب بي ، ثم مضينا إلى السماء الثالثة ، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى يشبه أحدهما صاحبه ثيابهما وشعرهما ، فسلما علي ورحبا بي ، ثم مضينا إلى السماء الرابعة ، فإذا أنا بإدريس ، فسلم علي ورحب بي ، وقد قال الله تبارك وتعالى : ( ورفعناه مكانا عليا (10) ) ، ثم مضينا إلى السماء الخامسة ، فإذا بهارون المحبب في قومه ، وحوله تبع كثير من أمته ، فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم ، » طويل اللحية تكاد لحيته تمس سرته « ، فسلم علي ورحب بي ، ثم مضينا إلى السماء السادسة ، فإذا أنا بموسى بن عمران ، فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : » رجل كثير الشعر ، لو كان عليه قميصان خرج شعره منهما « ، وقال موسى : تزعم الناس أني أكرم الخلق على الله ، فهذا أكرم على الله مني ، ولو كان وحده لم أكن أبالي ، ولكن كل نبي ومن تبعه من أمته ، ثم مضينا إلى السماء السابعة ، فإذا أنا بإبراهيم وهو جالس مسند ظهره إلى البيت المعمور ، فسلم علي ، وقال : مرحبا بالنبي الصالح والولد الصالح ، فقيل لي : هذا مكانك ومكان أمتك ، ثم تلا : ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (11) ) ، ثم دخلت البيت المعمور فصليت فيه ، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إلى يوم القيامة ، ثم نظرت فإذا أنا بشجرة إن كادت الورقة لمغطية هذه الأمة ، فإذا في أصلها عين تجري قد تشعبت شعبتين ، قلت : » ما هذا يا جبريل ؟ « ، قال : أما هذا فهو نهر الرحمة ، وأما هذا فهو الكوثر الذي أعطاكه الله ، فاغتسلت في نهر الرحمة ، فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ، ثم أخذت على الكوثر حتى دخلت الجنة ، فإذا فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وإذا فيها رمان كأنه جلود الإبل المقببة ، وإذا فيها طير كأنها البخت (12) » ، فقال أبو بكر : إن تلك الطير لناعمة ، قال : « آكلها أنعم منها يا أبا بكر ، وإني لأرجو أن تأكل منها ، قال : ورأيت فيها جارية فسألتها : » لمن أنت ؟ « ، فقالت : لزيد بن حارثة فبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا ، ثم إن الله تبارك وتعالى أمرني بأمره ، وفرض علي خمسين صلاة ، فمررت على موسى ، فقال : بم أمرك ربك ؟ قلت : فرض علي خمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فإن أمتك لن يقوموا بهذا ، فرجعت إلى ربي فسألته فوضع عني عشرا ، ثم رجعت إلى موسى ، فلم أزل أرجع إلى ربي إذا مررت بموسى ، حتى فرض علي خمس صلوات ، فقال موسى : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فقلت : » لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت أو قال : قلت : ما أنا براجع « ، فقيل لي : فإن لك بهذه الخمس صلوات خمسين صلاة ، الحسنة بعشر أمثالها ، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، ومن عملها كتبت عشرا ، ومن هم بسيئة ثم لم يعملها ، لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت واحدة »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 1
(2) البراق : الدَّابة التي ركبها النبي ليلة الإسراء والمعراج
(3) أوثق : ربط
(4) الفطرة : السنة ، والخلقة الأولى ، والطبيعة السليمة لم تشب بعيب ، ودين الله : الإسلام
(5) غوت : ضلت وانهمكت في الشر
(6) سورة : المدثر آية رقم : 31
(7) عِلِّيُّون : اسم للسماء السابعة، وقيل : هو اسمٌ لدِيوَان الملائكة الحَفَظَة، تُرْفَع إليه أعمالُ الصالحين من العباد، وقيل : أراد أعْلَى الأمْكِنَة وأشْرَفَ المرَاتِب من اللّه في الدار الآخرة.
(8) الجيف : جمع جيفة وهي جثة الميتة إذا أنتن
(9) يتخبطه : يصرعه ويلعب به
(10) سورة : مريم آية رقم : 57
(11) سورة : آل عمران آية رقم : 68
(12) البُخْتِية : الأنثى من الجِمال البُخْت، والذكر بُخْتِيٌّ، وهي جِمال طِوَال الأعناق

2767 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني روح بن القاسم ، عن أبي هارون عمارة بن جوين العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، وحدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : وحدثني أبو جعفر ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « لما فرغت مما كان في بيت المقدس ، أتي بالمعراج ، ولم أر شيئا قط أحسن منه ، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حضر ، فأصعدني صاحبي فيه حتى انتهى بي إلى باب من الأبواب يقال له : الحطيم ، عليه ملك يقال له إسماعيل تحت يديه اثنا عشر ألف ملك ، تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حدث هذا الحديث : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو (1) ) ، ثم ذكر نحو حديث معمر ، عن أبي هارون ، إلا أنه قال في حديثه ، قال : ثم دخل بي الجنة ، فرأيت فيها جارية لعساء ، فسألتها : » لمن أنت ؟ « وقد أعجبتني حين رأيتها ، فقالت : لزيد بن حارثة ، فبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ثم انتهى حديث ابن حميد ، عن سلمة ، إلى هنا
__________
(1) سورة : المدثر آية رقم : 31

ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى أرواح من ذكرت من الأنبياء ببيت المقدس ، دون أجسامهم

2768 - حدثنا علي بن سهل ، قال : حدثنا حجاج يعني ابن محمد الأعور ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية الرياحي ، عن أبي هريرة ، أو غيره شك أبو جعفر الرازي ، في قول الله تبارك وتعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (1) ) ، قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ميكال ، فقال جبريل لميكال : ايتني بطست (2) من ماء زمزم كيما أطهر قلبه ، وأشرح له صدره ، قال : فشق عنه بطنه فغسله ثلاث مرات ، واختلف إليه ميكائيل بثلاث طساس من ماء زمزم ، فشرح صدره ونزع ما كان فيه من غل ، وملأه حلما وعلما وإيمانا ويقينا وإسلاما وختم بين كتفيه بخاتم النبوة ، ثم أتاه بفرس فحمل عليه ، كل خطوة منه منتهى بصره ، أو أقصى بصره ، قال : فسار وسار معه جبريل ، فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم ، كلما حصدوا عاد كما كان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا جبريل ، ما هذا ؟ » ، قال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله ، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف ، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ، ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر ، كلما رضخت (3) عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء ، فقال : « ما هؤلاء يا جبريل ؟ » ، قال : هؤلاء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلاة المكتوبة ، ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع ، وعلى أدبارهم (4) رقاع ، يسرحون كما تسرح الإبل والنعم ، ويأكلون الضريع (5) والزقوم ورضف جهنم وحجارتها ، قال : « ما هؤلاء يا جبريل ؟ » ، قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم ، وما ظلمهم الله شيئا وما الله بظلام للعبيد ، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج (6) في قدر ، ولحم آخر نيئ قذر خبيث ، فجعلوا يأكلون من النيئ الخبيث ويدعون النضيج الطيب ، فقال : « ما هؤلاء يا جبريل ؟ » ، قال : هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال الطيب ، فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح ، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا ، فتأتي رجلا خبيثا فتبيت معه حتى تصبح ، قال : ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته ولا شيء إلا خرقته ، قال : « ما هذا يا جبريل ؟ » ، قال : هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ، ثم تلا : ( ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله (7) ) الآية ، ثم أتى على رجل قد جمع حزمة حطب عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها ، فقال : « ما هذا يا جبريل ؟ » ، فقال : هذا الرجل من أمتك تكون عنده أمانات الناس ، لا يقدر على أدائها وهو يزيد عليها ، ويريد أن يحملها ، ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاهم بمقاريض من حديد ، كلما قرضت عادت كما كانت ، لا يفتر عنهم من ذلك شيء ، قال : « ما هؤلاء يا جبريل ؟ » قال : هؤلاء خطباء أمتك خطباء الفتنة يقولون ما لا يفعلون ، ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم ، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع ، فقال : « ما هذا يا جبريل ؟ » ، قال : هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ، ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها ، ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة باردة وريح المسك ، وسمع صوتا ، فقال : « يا جبريل ما هذه الريح الطيبة الباردة ، وهذه الرائحة التي كريح المسك ، وما هذا الصوت ؟ » ، قال : هذا صوت الجنة ، تقول : يا رب آتني ما وعدتني ، فقد كثرت عرفي (8) وإستبرقي وحريري وسندسي وعبقريي ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي ، وفواكهي ونخلي ورماني ومائي ولبني وخمري ، فآتني ما وعدتني ، فقال : لك كل مسلم ومسلمة ، ومؤمن ومؤمنة ، ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا ، ولم يشرك بي ، ولم يتخذ من دوني أندادا ، ومن خشيني فهو آمن ومن سألني أعطيته ، ومن أقرضني جزيته ، ومن توكل علي كفيته ، فإني أنا الله لا إله إلا أنا ، لا أخلف الميعاد ، وقد أفلح المؤمنون ، وتبارك الله أحسن الخالقين ، قالت : قد رضيت ، قال : ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا ووجد ريحا منتنة ، فقال : « ما هذه الريح يا جبريل ؟ وما هذا الصوت ؟ » ، قال : هذا صوت جهنم ، تقول : يا رب آتني ما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وضريعي وغساقي وعذابي ، وقد بعد قعري ، واشتد حري ، فآتني ما وعدتني ، قال : لك كل مشرك ومشركة ، وكافر وكافرة ، وكل خبيث وخبيثة ، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب ، قالت : قد رضيت ، قال : ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة ، ثم دخل فصلى مع الملائكة ، فلما قضيت الصلاة ، قالوا : يا جبريل ، من هذا معك ؟ قال : محمد ، قالوا : أوقد أرسل محمد ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، قال : ثم لقي أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم ، فقال إبراهيم : الحمد لله الذي اتخذني خليلا وأعطاني ملكا عظيما ، وجعلني أمة قانتا لله يؤتم بي ، وأنقذني من النار ، وجعلها علي بردا وسلاما ، ثم إن موسى صلوات الله عليه أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي كلمني تكليما ، وجعل هلاك آل فرعون ونجاة بني إسرائيل على يدي ، وجعل من أمتي قوما يهدون بالحق وبه يعدلون ، ثم إن داود أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي جعل لي ملكا عظيما ، وعلمني الزبور ، وألان لي الحديد ، وسخر لي الجبال يسبحن والطير ، وأعطاني الحكمة وفصل الخطاب ، ثم إن سليمان أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي سخر لي الرياح ، وسخر لي الشياطين يعملون لي ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات (9) ، وعلمني منطق الطير ، وأتاني من كل شيء فضلا ، وسخر لي جنود الشياطين والإنس والطير ، وفضلني على كثير من عباده المؤمنين ، وأتاني ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعدي ، وجعل ملكي ملكا طيبا ليس علي فيه حساب ، ثم إن عيسى أثنى على ربه ، فقال : الحمد لله الذي جعلني كلمته ، وجعل مثلي مثل آدم خلقه من تراب ، ثم قال له : كن فيكون ، وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، وجعلني أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طائرا بإذنه ، وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذنه ، ورفعني وطهرني ، وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ، فلم يكن للشيطان علينا سبيل ، قال : ثم إن محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه ، فقال : « كلكم أثنى على ربه ، وإني مثن على ربي ، فقال : الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا ، وأنزل علي الفرقان (10) فيه تبيان لكل شيء ، وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس ، وجعل أمتي أمة وسطا ، وجعل أمتي هم الأولين وهم الآخرين ، وشرح لي صدري ، ووضع عني وزري ورفع لي ذكري ، وجعلني فاتحا وخاتما ، فقال إبراهيم : بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم ، قال أبو جعفر يعني الرازي : خاتم بالنبوة ، وفاتح بالشفاعة يوم القيامة ، ثم أتي بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها ، فأتي بإناء منها فيه ماء ، فقيل : اشرب ، فشرب منه يسيرا ، ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن ، فقيل : اشرب ، فشرب منه حتى روي ، ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر ، فقيل له : اشرب ، فقال : » لا أريده ، قد رويت « ، فقال له جبريل عليه السلام : أما إنها ستحرم على أمتك ، ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا قليل ، قال : ثم صعد به إلى السماء ، فاستفتح ، فقيل : من هذا يا جبريل ؟ فقال : محمد ، فقالوا : أوقد أرسل ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، فدخل فإذا هو برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء كما ينقص من خلق الناس ، على يمينه باب تخرج منه ريح طيبة ، وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة ، إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك واستبشر ، وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله بكى وحزن ، فقلت : » يا جبريل : من هذا الشيخ التام الخلق الذي لم ينقص من خلقه شيء ، وما هذان البابان ؟ « قال : هذا أبوك آدم ، وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة ، إذا نظر إلى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر ، والباب الذي عن شماله باب جهنم ، إذا نظر إلى من يدخله من ذريته بكى وحزن ، ثم صعد به جبريل إلى السماء الثانية ، فاستفتح ، فقيل : من هذا معك ؟ قال : محمد رسول الله ، فقالوا : أوقد أرسل محمد ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، قال : فإذا هو بشابين ، فقال : » يا جبريل : من هذان الشابان ؟ « ، قال : هذا عيسى ابن مريم ، ويحيى بن زكريا ابنا الخالة ، قال : فصعد به إلى السماء الثالثة ، فاستفتح ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد ، قالوا : أوقد أرسل ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، قال : فدخل فإذا هو برجل قد فضل على الناس في الحسن ، قال : » من هذا يا جبريل ؟ « قال : هذا أخوك يوسف ثم صعد به إلى السماء الرابعة ، فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد ، قالوا : وقد أرسل ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، قال : فدخل فإذا هو برجل ، قال : » من هذا يا جبريل ؟ « ، قال : هذا إدريس ، رفعه الله مكانا عليا ، ثم صعد به إلى السماء الخامسة ، فاستفتح ، فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد ، قالوا : وقد أرسل ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، ثم دخل فإذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم ، قال : » من هذا يا جبريل ؟ ومن هؤلاء الذين حوله ؟ « ، قال : هذا هارون المحبب في قومه ، وهؤلاء بنو إسرائيل ، ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح ، فقيل له : من هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد ، قالوا : أوقد أرسل ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء فإذا هو برجل جالس ، فجاوزه فبكى ، فقال : » يا جبريل من هذا ؟ « ، قال : موسى ، قال : » ما له يبكي ؟ « ، قال : يقول : تزعم بنو إسرائيل أني أكرم بني آدم على الله ، وهذا رجل من بني آدم قد خلفني في دنياه وأنا في آخرتي ، فلو أنه بنفسه لم أبال ، ولكن مع كل نبي أمته ، قال : ثم صعد به إلى السماء السابعة فاستفتح ، فقيل له : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قالوا : وقد أرسل ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجيء جاء ، قال : فدخل فإذا هو برجل أشمط (11) جالسا عند باب الجنة على كرسي ، وعنده قوم جلوس بيض الوجوه أمثال القراطيس ، وقوم في ألوانهم شيء ، فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهرا فاغتسلوا فيه ، فخرجوا قد خلص من ألوانهم شيء ، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه ، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه ، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ، فصارت مثل ألوان أصحابهم ، فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم ، فقال : » يا جبريل : من هذا الأشمط ؟ ثم من هؤلاء البيض الوجوه ؟ ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ؟ وما هذه الأنهار التي دخلوا فجاءوا وقد صفت ألوانهم ؟ « ، قال : هذا أبوك إبراهيم صلوات الله عليه ، أول من شمط على الأرض ، وأما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم ، وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ، فقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتابوا فتاب الله عليهم ، وأما الأنهار فأولها رحمة الله ، والثاني نعمة الله ، والثالث سقاهم ربهم شرابا طهورا ، قال : ثم انتهى إلى السدرة (12) ، فقيل له : هذه السدرة ينتهي إليها كل أحد خلا من أمتك على سنتك ، فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن (13) وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها ، والورقة منها مغطية الأمة كلها ، قال : فغشيها نور الخلاق وغشيتها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجر ، قال : فكلمه عند ذلك فقال له : سل ، فقال : » إنك اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما ، وكلمت موسى تكليما ، وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال ، وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجن والإنس والشياطين ، وسخرت له الرياح وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل ، وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذنك ، وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم ، فلم يكن للشيطان عليهما سبيل ، فقال له ربه تبارك وتعالى : وقد اتخذتك حبيبا وخليلا ، وهو مكتوب في التوراة حبيب الرحمن ، وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا ، وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ، ورفعت لك ذكرك ، فلا أذكر إلا ذكرت معي ، وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس ، وجعلت أمتك أمة وسطا ، وجعلت أمتك هم الأولين وهم الآخرين ، وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي ، وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم ، وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا ، وأولهم يقضى له ، وأعطيتك سبعا من المثاني لم أعطها نبيا قبلك ، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت عرشي ، لم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك الكوثر ، وأعطيتك ثمانية أسهم : الإسلام ، والهجرة ، والجهاد ، والصلاة ، والصدقة ، وصوم رمضان ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وجعلتك فاتحا وخاتما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « فضلني ربي بست : أعطاني فواتح الكلام وخواتيمه ، وجوامع الحديث ، وأرسلني إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا ، وقذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض كلها طهورا ومسجدا » ، قال : « وفرض عليه خمسين صلاة » ، فلما رجع إلى موسى ، قال : بم أمرت يا محمد ؟ قال : « بخمسين صلاة » ، قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فإن أمتك أضعف الأمم ، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة ، قال : فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه فسأله التخفيف ، فوضع عنه عشرا ، ثم رجع إلى موسى ، فقال : بكم أمرت ؟ قال : « بأربعين » ، قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فإن أمتك أضعف الأمم ، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة ، فرجع إلى ربه فسأله التخفيف ، فوضع عنه عشرا ، فرجع إلى موسى ، فقال : بكم أمرت ؟ قال : « أمرت بثلاثين » ، فقال له موسى : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فإن أمتك أضعف الأمم ، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة ، قال : فرجع إلى ربه فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا ، فرجع إلى موسى ، فقال : بكم أمرت ؟ قال : « أمرت بعشرين » ، قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة ، قال : فرجع فسأله التخفيف ، فوضع عنه عشرا ، فرجع إلى موسى ، فقال : بكم أمرت ؟ قال : « بعشر » ، قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فإن أمتك أضعف الأمم ، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة ، قال : فرجع على حياء إلى ربه فسأله التخفيف ، فوضع عنه خمسا ، فرجع إلى موسى ، فقال : بكم أمرت ؟ قال : « أمرت بخمس » ، قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فإن أمتك أضعف الأمم ، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة ، قال : « قد رجعت إلى ربي حتى استحييت ، فما أنا راجعا إليه » ، فقيل له : أما إنك كما صبرت نفسك على خمس صلوات ، فإنهن يجزين عنك خمسين صلاة ، فإن كل حسنة بعشر أمثالها ، قال : فرضي محمد صلى الله عليه وسلم كل الرضا ، قال : وكان موسى أشدهم عليه حين مر به ، وخيرهم له حين رجع إليه « القول في البيان عما في هذه الأخبار من الخبر ، عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وعن صلاته فيه بمن ذكر أنه صلى به فيه من الأنبياء ، إن قال لنا قائل : إنك قد رويت لنا في بعض هذه الأخبار التي قدمت ذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه صلى في بيت المقدس ليلة أسري به إليه من مكة بالأنبياء الذين سموا في الأخبار التي رويت لنا بذلك ، وأنه رآهم رؤية عيان لا رؤيا منام ، فما أنت قائل فيما
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 1
(2) الطست : إناء كبير مستدير من نحاس أو نحوه
(3) الرَّضْخ : الشَّدْخ. والرَّضْخ أيضا : الدّقُّ والكسر
(4) الأدبار : جمع الدبر ودبر كل شيء عقبه ومؤخره
(5) الضريع : نبات الشبرق لا تقربه دابة لخبثه
(6) النضيج : ما اكتمل طهوه
(7) سورة : الأعراف آية رقم : 86
(8) العرف : الريح الطيبة
(9) راسيات : ثابتات
(10) الفرقان : القرآن لأنه يفرق بين الحق والباطل
(11) الشَّمَط : الشيبُ، والشَّمَطاَت : الشَّعَرات البيض التي كانت في شَعْر رأسِه
(12) سِدْرَةُ المُنْتهى : شجرة في أقْصَى الجنة إليها يَنْتهي عِلُم الأولّين والآخِرين ولا يتعدَّاها.
(13) الآسن : ما تغيرت رائحته

2769 - حدثكموه محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثني عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة بن اليمان ، أنه قال في هذه الآية : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى (1) ) ، قال : « لم يصل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو صلى فيه لكتب عليكم الصلاة فيه ، كما كتب عليكم الصلاة عند الكعبة »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 1

2770 - حدثنا أبو كريب ، قال : سمعت أبا بكر ، ورجل ، يحدث عنده بحديث حين أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له : لا يجيء بمثل عاصم ولا زر ، قال : قال حذيفة لزر بن حبيش ، قال : وكان زر رجلا شريفا من أشراف العرب قال : قرأ حذيفة : « ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (1) ) ، وكذا قرأ عبد الله ، قال : وهذا كما يقولون أنه دخل المسجد فصلى فيه ، ثم دخل فربط دابته ، قال : قلت : قد والله دخله ، قال : من أنت ؟ فإني أعرف وجهك ، ولا أدري ما اسمك ؟ قال : قلت زر بن حبيش ، قال : ما علمك بهذا ؟ قال : قلت : من قبل القرآن ، قال : من أخذ بالقرآن فلج (2) ، قال : قلت : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) ، قال : فنظر إلي ، فقال : يا أصلع ، هل ترى دخله ؟ قال : قلت : لا والله ، قال حذيفة : » أجل والله الذي لا إله إلا هو ما دخله ، ولو دخله لوجبت عليكم صلاة فيه ، لا والله ما نزل عن البراق (3) حتى رأى الجنة والنار ، وما أعد الله في الآخرة أجمع ، وقال : تدري ما البراق ؟ قلت : لا ، قال : دابة دون البغل وفوق الحمار ، خطوه مد البصر «
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 1
(2) الفلج : الظفر والفوز
(3) البراق : الدَّابة التي ركبها النبي ليلة الإسراء والمعراج

2771 - حدثني أيوب بن إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أتيت بالبراق وهو دابة طويل حافره (1) عند منتهى طرفه » ، فلم يزل على ظهره هو وجبريل حتى أتى بيت المقدس وفتحت لهما أبواب السماء ورأيا الجنة والنار
__________
(1) الحافر : من الدواب ما يقابل القدم عند الإنسان

2772 - حدثني أيوب بن إسحاق ، قال : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن حذيفة ، قال : « لم يصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس ، فأنكرت ذلك عليه ، فقال : يا أصلع ، أين تقرأ أنه صلى فيه ، لو صلى فيه كتب عليكم الصلاة فيه » ، وتقولون : ربطه ، ما زال عن ظهره حتى رأى وعد الآخرة وفيما :

2773 - حدثكم ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، أن معاوية بن أبي سفيان ، كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « كانت رؤيا من الله صادقة »

2774 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن محمد ، قال : أخبرني بعض آل أبي بكر : أن عائشة رضوان الله عليها كانت ، تقول : « ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن الله أسرى بروحه » ، وقال : هذا حذيفة بن اليمان ينكر أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد الأقصى ، ويحلف على ذلك وهذا معاوية وعائشة يذكران الذي ذكر الله تبارك وتعالى من مسرى رسوله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى ، إنما كان مسرى روحه دون جسده ، وأن الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من إخباره عما عاين من الأنبياء ورأى من العجائب في السموات ، ووحي الله إليه ما أوحى في تلك الليلة ، وافتراضه ما افترض عليه فيها من الصلوات المكتوبات ، إنما كان ذلك كله رؤيا نوم لا رؤيا يقظة ؟ قيل له : أما ما روي عن حذيفة بن اليمان من قوله : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في المسجد الأقصى ليلة أسري به ، ولا نزل عن البراق حتى عاين من عظيم قدرة الله عز وجل ما عاين ، ثم رجع إلى المسجد الحرام ، فقول منه قاله تأولا منه ظاهر ما في التلاوة ، وذلك أنه لا ذكر في القرآن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد الأقصى ، فقال في ذلك بحسب ما كان عنده من علم ذلك ، ولعله أن لا يكون كما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم إخباره عن نفسه أنه صلى في المسجد الأقصى تلك الليلة ، أو أن يكون سمعه يخبر بذلك ثم نسيه . فالصواب كان له أن يقول من القول في ذلك وفي غيره ما هو الصحيح عنده . وليس إنكاره ما أنكر من ذلك ، إن كان صحيحا عنه ما روي في ذلك عنه ، بدافع شهادة من شهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يخبر عن نفسه أنه صلى في المسجد الأقصى ليلة أسري به ، وأن الأنبياء جمعوا له هنالك فصلى بهم . وذلك أن العدل إذا شهد شهادة على شهود عليه ، لم تبطل شهادته عند أحد من علماء الأمة ، بقول قائل : لا صحة لهذه الشهادة ، أو لا حقيقة لها ، إذا لم يكن لقائل ذلك حجة غير قوله : « لا صحة لها ولا حقيقة » فحذيفة رحمة الله عليه ، إنما احتج لقوله : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في المسجد الأقصى ليلة أسري به على من أنكر قوله ، بأن الله تعالى ذكره لم يذكر في كتابه أنه صلى فيه ، وإنما ذكر فيه إسراء به ، فقال : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا (1) ) . وليس للقائل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل فيه تلك الليلة في ذلك من الحجة ، إلا وفيه لمن قال إنه صلى فيه مثلها ، وذلك أنه لا خبر فيه من الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم على أنه صلى فيه ، ولا أنه لم يصل فيه ، ولا أنه نزل عن البراق ، ولا أنه لم ينزل عنه ، ولا أنه ربطه ، ولا أنه لم يربطه ، وإنما فيه الخبر عن أنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليريه من آياته ، وإنما قال من قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد الأقصى تلك الليلة ، رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخبرا عنه أنه ، قال : صليت فيه ، وليس في خبره عن نفسه بذلك خلاف لشيء من إخبار الله عنه الذي ذكره في قوله : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) ، بل بأن يكون ذلك تحقيقا لما في هذه الآية ، أشبه من أن يكون له خلافا ، وذلك أن الله تعالى ذكره أخبر فيها أنه أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك حوله ليريه من آياته ، ومن عظيم آياته أن يكون جمع له من خلقه من مات قبل ذلك بآلاف أعوام أحياء فصلى بهم ، وخاطبوه وخاطبهم ، وكلموه وكلمهم ، فأعظم بها آية وأجلل بها عبرة ، فإن قال : فهل من خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى ليلة أسري به في المسجد ، غير هذا الخبر الذي ذكرت ، فإن سائر الأخبار غيره ليس فيه ذلك ؟ قيل : نعم . فإن قال : فاذكر لنا بعض ذلك . قيل له :
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 1

2775 - حدثني عبد الله بن أحمد المروزي ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم زبريق الزبيدي ، قال : حدثني عمرو بن الحارث ، قال : حدثني عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، قال : قال : حدثني الوليد بن عبد الرحمن ، أن جبير بن نفير ، قال : حدثنا شداد بن أوس ، قال : قلنا : يا رسول الله ، كيف أسري بك ليلة أسري بك ؟ قال : « صليت لأصحابي صلاة العتمة (1) بمكة معتما ، فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل ، فقال : اركب ، فاستصعبت علي فردها بأذنها ، ثم حملني عليها ، فانطلقت تهوي بنا ، تضع حافرها حيث أدرك طرفها ، حتى بلغنا أرضا ذات نخيل ، فقال : انزل فنزلت ، قال : صل فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ؟ قال : قلت : الله أعلم ، قال : صليت بيثرب ، صليت بطيبة ، ثم انطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا بيضاء ، فقال : انزل فنزلت ، ثم قال : صل ، فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ؟ قال : قلت : الله أعلم ، قال : صليت بمدين ، صليت عند شجرة موسى صلى الله عليه ثم انطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، ثم بلغنا أرضا بدت قصورها ، ثم قال : انزل فنزلت ، قال : صل فصليت ثم ركبنا ، قال : أتدري أين صليت ؟ قال : قلت : الله أعلم ، قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى المسيح ابن مريم صلوات الله عليه ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني ، فأتى قبلة المسجد فربط فيه دابته ، ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر ، فصليت من المسجد حيث شاء الله ، فأخذني من العطش أشد ما أخذني ، فأتيت بإناءين في أحدهما اللبن ، فشربت حتى قدعت به جبيني ، وبين يدي شيخ متكئ على متكأ له ، فقال : أخذ صاحبك الفطرة ، إنه لمهدي ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة ، فإذا جهنم تكشف عن مثل كذا » ، فقلنا : يا رسول الله ، كيف وجدتها ؟ فقال : « مثل الحمة (2) السخنة ، ثم انصرف بي ، فمررنا بعير بمكان كذا وكذا ، قد أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان ، فسلمت عليهم ، فقال بعضهم : هذا صوت محمد ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة ، فأتاني أبو بكر فقال : يا رسول الله ، أين كنت الليلة ؟ قد التمستك في مظانك فقال : » أعلمت أني أتيت بيت المقدس الليلة ؟ « ، فقال : يا رسول الله إنه مسيرة شهر قال : فصفه لي ، قال : ففتح لي صراط حتى كأني أنظر إليه ، لا يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم ، فقال أبو بكر : أشهد أنك رسول الله ، وقال المشركون : انظروا إلى ابن كبشة ، يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة قال : فقال : إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم ، فجمعه فلان ، وإن مسيرهم لكم ، ينزلون بكذا ثم كذا ، ويأتونكم يوم كذا وكذا ، يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود ، وغرارتان سوداوان » فلما كان ذلك اليوم ، أشرف الناس ينظرون ، حتى كان قريبا من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل ، كالذي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) العتمة : صلاة العشاء
(2) الحمة : عين وبئر يخرج منها الماء الحار الساخن

2776 - حدثني عبد الله بن أحمد المروزي ، قال : حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي ، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا يزيد بن أبي مالك ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوتها عند منتهى طرفها ، فركبت ومعي جبريل ، فسارت » ، وقال : انزل فصل فنزلت فصليت ، فقال : أتدري أين صليت ؟ صليت بطيبة وإليها المهاجر إن شاء الله ، ثم قال : انزل فصل ، قال : فنزلت فصليت ، فقال : أتدري أين صليت ؟ صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى ، ثم قال : انزل فصل فصليت ، فقال : أتدري أين صليت ؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ثم دخلت بيت المقدس فجمع لي الأنبياء ، قال : فقدمني جبريل فصليت بهم ، قال : ثم صعد بي إلى السماء الدنيا ، فإذا فيها آدم ، فقال جبريل : سلم عليه ، فقال : مرحبا بابني الصالح والنبي الصالح ، ثم دخلت السماء الثانية ، فإذا فيها ابنا الخالة يحيى وعيسى ، قال : ثم دخلت السماء الثالثة فوجدت فيها يوسف ، قال : ثم دخلت السماء الرابعة فوجدت فيها هارون ، ثم دخلت السماء الخامسة فوجدت فيها إدريس ( ورفعناه مكانا عليا (1) ) ، قال : ثم دخلت السماء السادسة فوجدت فيها موسى ، قال : ثم دخلت السماء السابعة فوجدت فيها إبراهيم ثم صعدت فوق سبع سموات فغشيتني ضبابة فخررت ساجدا ، فقيل لي : إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وأمتك ، فمررت على إبراهيم فلم يسلني شيئا ، ثم مررت على موسى ، فقال : كم فرض عليك وعلى أمتك ؟ قال : قلت : « خمسين صلاة » ، قال : فقال : لا تستطيع أن تقوم بها أنت ولا أمتك ، فاسأل ربك التخفيف ، قال : فرجعت فأتيت سدرة المنتهى (2) فخررت ساجدا ، قلت : « يا رب فرضت علي وعلى أمتي خمسين صلاة ، فلن أستطيع أن أقوم بها أنا ولا أمتي » ، قال : فخفف عني عشرا ، قال : فمررت على موسى فسألني ، فقلت : خفف عني عشرا ، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، قال : فخفف عني عشرا ، ثم قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، قال : فخفف عني عشرا قال : ثم قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، قال : فأتيت سدرة المنتهى فخررت ساجدا ، فقال : إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، خمس بخمسين ، فقم بها أنت وأمتك ، فعلمت أنها من الله صرى ، فمررت على موسى ، فقال : كم فرض عليك ؟ قلت : خمس صلوات ، فقال : فرض على بني إسرائيل صلاتين فما قاموا بها ، فعلمت أنها من الله صرى أي حتم فلم أرجع وأما ما روي عمن روي عنه أن ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم من إسراء الله عز وجل به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وما ذكر عنه أنه عاين هنالك وفي السموات السبع من عظيم قدرته ، إنما كان ذلك كله رؤيا نوم لا رؤيا يقظة فقول ظاهر كتاب الله على خلافه دال ، والتنزيل على فساده شاهد ، والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بغيره متظاهرة ، والروايات ببطوله واردة فأما دليل ظاهر كتاب الله على خلافه ، فقوله : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا (3) ) ، فأخبر تبارك ، وتعالى أنه أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، معلما بذلك خلقه قدرته على ما فعل به ، مما لا سبيل لأحد من خلقه إلى مثله ، إلا لمن مكنه من ذلك مثل الذي مكن منه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ودالا بذلك من فعله به على صدقه وحقيقة نبوته ، إذ كان ذلك من المعجزات التي لا يقدر من البشر عليه أحد ، إلا من خصه الله بمثل ما خصه به ، ولو كان ذلك رؤيا نوم ، لم يكن في ذلك على حقيقة نبوة رسول الله دلالة ، ولا على من احتج عليه به من مشركي قوم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ لرسوله حجة ولا كان لإنكار من أنكر من المشركين مسراه من مكة إلى المسجد الأقصى ورجوعه إليها في ليلة واحدة وجه معقول ، إذ كان معقولا عند كل ذي فطرة صحيحة أن الإنسان قد يرى في منامه في الساعة ، ما على مسيرة سنة من موضع منامه من البلاد أو أكثر ، وأنه يقضي هنالك أوطارا وحاجات ، فدع ما على مسيرة شهر ، وفي تظاهر الأخبار عن مشركي قوم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ بإنكارهم ما أخبرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسراه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، أوضح البرهان وأبين البيان أن ذلك كان منهم ، لإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم من الخبر بما كان ممتنعا عندهم فعله على من كان بمثل خلقتهم وبنيتهم من جميع البشر ، فأما ما كان جائزا وجوده وممكنا كونه من كل من كان بمثل هيئتهم ومفطورا مثل فطرتهم ، فغير جائز منه التكذيب به ، ومستحيل من رسول رب العالمين أن يكون احتج عليهم به ، ولا شك أن النائم قد يرى في نومه مما هو أبعد من مسافة ما بين مكة وبيت المقدس ، أنه به ، وأنه يعاني به أمورا ويقضي به أوطارا ، والأنبياء صلوات الله عليهم لا تحتج على من أرسلت إليه لصدقها فيما ينكره المرسلون إليهم من نبوتها ، إلا بما يعجز عن مثله جميع البشر ، إلا من أيده الله جل ثناؤه بمثل ما أيدهم به من الأعلام والأدلة ، وأما الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمتظاهرة بأنه ، قال : « أتاني جبريل بالبراق ، فحملني عليه فسار بي حتى أتينا بيت المقدس ، ولا شك أن الأرواح لا تحمل على الدواب وإنما تحمل عليها الأجسام ذوات الأرواح وغير ذوات الأرواح ، وفي إخباره صلى الله عليه وسلم أنه حمل على البراق ، الإبانة عن خطأ قول من ، قال : إن خبر الله تعالى ذكره عن نبيه صلى الله عليه وسلم أنه أسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، إنما هو خبر منه عن أنه أسرى بروحه دون جسمه ، مع أن في خبر شداد بن أوس عن أبي بكر الصديق رحمة الله عليه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة ليلة أسري به : طلبتك يا رسول الله البارحة في مظانك فلم أصبك ، وإجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بأن جبريل حمله في تلك الليلة إلى بيت المقدس البيان الواضح أنه سار بنفسه تلك الليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، والإبانة عن خطأ قول من ، قال : إنما كان ذلك رؤيا منام ، وبنحو الذي قلنا في ذلك تتابعت الأخبار عن عامة السلف
__________
(1) سورة : مريم آية رقم : 57
(2) السدرة : شجرة عظيمة في الملأ الأعلى عندها ينتهي علم الخلائق
(3) سورة : الإسراء آية رقم : 1

ذكر بعض ما حضرنا ذكره من ذلك

2777 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) ، قال : « هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، وليست برؤيا منام »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60

2778 - حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، سئل عن قوله : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) ، قال : « هي رؤيا عين رآها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به » حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، نحوه
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60

2779 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) ، قال : أسري به عشاء إلى بيت المقدس ، فصلى فيه ، فأراه الله ما أراه من الآيات ، ثم أصبح بمكة ، فأخبرهم أنه أسري به إلى بيت المقدس ، فقالوا : يا محمد ؟ ما شأنك أمسيت فيه ، ثم أصبحت فينا تخبرنا أنك أتيت بيت المقدس ؟ فعجبوا من ذلك حتى ارتد بعضهم عن الإسلام
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60

2780 - حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا هوذة ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) ، قال : قال كفار أهل مكة : « أليس من كذب ابن أبي كبشة أنه يزعم أنه سار مسيرة شهرين في ليلة »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60

2781 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام بن سلم ، قال : حدثنا عمرو ، عن الفرات القزاز ، عن سعيد بن جبير ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) ، قال : « كان ذلك ليلة أسري به إلى بيت المقدس ، فرأى ما رأى ، فكذبه المشركون حين أخبرهم »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60

2782 - حدثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس ، قال : حدثنا عبثر ، قال : حدثنا حصين ، عن أبي مالك ، في هذه الآية : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) ، قال : « مسيره إلى بيت المقدس »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60

2783 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي ، قال : حدثنا يزيد يعني ابن زريع ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) ، يقول : « أراه الله من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس ، ذكر لنا أن ناسا ارتدوا بعد إسلامهم ، حين حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيره ، أنكروا ذلك وكذبوا به ، وقالوا : تحدثنا أنك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60

2784 - حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) ، قال : « هو ما رأى في بيت المقدس ليلة أسري به »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60

2785 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك (1) ) ، قال : « الذي أراه الله من الآيات في طريق بيت المقدس حين أسري به ، نزلت فريضة الصلاة ليلة أسري به ، وأسري به قبل أن يهاجر بسنة ، ولتسع سنين من العشر التي مكثها بمكة ، ثم رجع من ليلته ، فقالت قريش : لتعشى فينا وأصبح فينا ثم يزعم أنه جاء الشام في ليلة ثم رجع وايم (2) الله إن الحدأة لتحثها شهرين ، شهرا مقبلة ، وشهرا مدبرة »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60
(2) وايم الله : أسلوب قسم بالله تعالى وأصلها ايمُن الله

2786 - حدثنا عبدان بن محمد المروزي ، قال : حدثنا الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : حدثنا عبيد بن سليمان ، قال : سمعت الضحاك ، يقول في قوله : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) « يعني ليلة أسري به إلى بيت المقدس - ، ثم رجع من ليلته ، فكانت فتنة لهم »
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60

2787 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (1) ) ، قال : هذا حين أسري به إلى بيت المقدس ، افتتن فيها أناس ، فقالوا : يذهب إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة ، وقال : لما أتاني جبريل صلوات الله عليه بالبراق (2) ليحملني عليها ، صرت بأذنيها وانقبض بعضها إلى بعض ، فنظر إليها جبريل عليه السلام ، فقال : والذي بعثني بالحق من عنده ، ما ركبك أحد من ولد آدم خير منه ، قال : فصرت بأذنيها وارفضت عرقا حتى سال ما تحتها ، وكان منتهى خطوها عند منتهى طرفها ، فلما أتاهم بذلك ، قالوا : ما كان محمد لينتهي حتى يأتي بكذبة تخرج من أقطارها فأتوا أبا بكر ، فقالوا : هذا صاحبك يقول كذا وكذا ، فقال : أوقد قال ذلك ؟ قالوا : نعم ، فقال : إن كان قال ذلك فقد صدق ، فقالوا : تصدقه أن ، قال : ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة ، فقال أبو بكر : نزع الله عقولكم ، أصدقه بخبر السماء ، والسماء أبعد من بيت المقدس ، ولا أصدقه بخبر بيت المقدس ؟ قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إنا قد جئنا بيت المقدس فصفه لنا ، فلما قالوا ذلك ، رفعه الله عز ذكره ومثله بين عينيه ، فجعل يقول هو كذا ، وفيه كذا ، فقال بعضهم : وأبيكم ، إن أخطأ منه حرفا قال : فقالوا : هو رجل ساحر
__________
(1) سورة : الإسراء آية رقم : 60
(2) البراق : الدَّابة التي ركبها النبي ليلة الإسراء والمعراج

القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : « رأيت موسى صلوات الله عليه آدم أسحم » ، يعني بالآدم ، في لونه ، وأنه يضرب إلى البياض ، وكذلك كل لون ضرب إلى البياض من أي لون كان أحمر أو غيره ، ولذلك قيل للظباء أدم ، لميل حمرتها إلى البياض ، ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى في وصفه الظباء بذلك : بها العين والآرام والأدم خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم يعني بالأدم ، جمع أدماء ، وهي ما وصفت من الظباء التي تضرب حمرتها إلى البياض ، ويروى ذلك : بها العين والآرام يمشين خلفة وأما الأسحم ، فإنه الأسود ، ومن ذلك قول أعشى بني قيس بن ثعلبة : إذا بزلت من دنها فاح ريحها وقد أخرجت من أسحم الجوف أدهما يعني بأسحم الجوف ، أسوده ، ومنه أيضا قول العجاج : يمده آذي بحر عيلم خضراء ترمي بالغثاء الأسحم ومنه قيل لابن السحماء : ابن السحماء ، لسواد أمه ، فنسب إليها ، وإنما وصفه صلى الله عليه وسلم بالسحمة ، وقد وصفه بالأدمة ، مريدا بوصفه إياه بالسحمة سحمة شعره إن شاء الله ، وبوصفه بالأدمة أدمة بشرة جسده وأما وصفه صلى الله عليه وسلم في حديث ابن المسيب بأنه ضرب من الرجال ، فإنه عنى بذلك أنه خفيف اللحم غير غليظ ولا ثقيل ، وبذلك يوصف كل خفيف الجسم ذكي القلب من الرجال ، ومن ذلك قول طرفة بن العبد في وصفه نفسه بذلك : أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاش كرأس الحية المتوقد وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة عنه ، في وصفه موسى صلوات الله عليه بأنه جعد أقنى ، فإن عنى بقوله : أقنى ، أنه مرتفع وسط الأنف عن طرفيه ، سائلة أرنبته ، وذلك صفة القنا في الأنف ، يقال للرجل إذا كان أنفه كذلك : رجل أقنى ، وللمرأة امرأة قنواء ، بينة القنا ، من قوم قنو ، ومن ذلك قول كعب بن زهير في صفة ناقة : قنواء في حرتيها للبصير بها عتق مبين وفي الخدين تسهيل وأما قوله صلى الله عليه وسلم في وصفه إبراهيم صلوات الله عليه : « ولا أنظر إلى إرب من آرابه إلا نظرت إليه مني » ، فإنه يعني بالإرب : العضو من أعضائه ، وهو من قولهم : قطعه إربا إربا ، إذا قطعه عضوا عضوا ، ومنه قولهم : فلان عظيم الآراب ، مراد به عظيم الأعضاء ، ويقال : أعطه عظما مؤربا ، فيعطي عظما تاما لم يكسر ، ومنه قول الكميت بن زيد الأسدي : ولا انتشلت عضوين منها يحابر وكان لعبد القيس عضو مؤرب وقول أبي زبيد الطائي : وأعطى فوق النصف ذو الحق منهم وأظلم بعضا أو جميعا مؤربا وأما « الأرب » بفتح الألف والراء ، فإنه الحاجة ، يقال منه : « لي فيه أرب وإربة » ، إذا كانت لك فيه حاجة ، ومن « الإربة » قول الله جل ثناؤه : ( أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال (1) ) ، وأما الأربة بضم الألف وسكون الراء فإنها العقدة ، يقال من ذلك ، « أرب عقدتك » ، إذا أمره بشدها وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في خبره عن جبريل صلوات الله عليه : فشق من النحر إلى مراق البطن ، فإنه يعني بالنحر ، اللبة وهي الثغرة ، وهو موضع القلادة من صدر المرأة ، ومنه قول الشاعر : والزعفران على ترائبها شرقا به اللبات والنحر وقول عنترة بن شداد : مازلت أرميهم بثغرة نحره ولبانه حتى تسربل بالدم وأما المراق ، فإنه أسفل البطن والذكر وما حوله ، حيث استرق الجلد ومجامع أوصال الإنسان وعروقه في بطنه . وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة فرأيت فيها جارية لعساء ، فإن اللعس سواد في الشفتين ، يقال منه : شفة لعساء ، وحماء ، ولمياء ، وحواء ، وشفاه لعس ، وحم ، ولمي ، وحو ، وذلك مما يستحب في الشفاه ، ومن اللعس واللمى والحوة قول ذي الرمة في صفة امرأة : لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثات وفي أنيابها الشنب ومنه أيضا قول العجاج : بفاحم دوي حتى اعلنكسا وبشر مع البياض ألعسا ومنه قول رؤبة : يضحكن عن مثلوجة الأفلاج فيها لمى من لعسة الإدعاج وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في خبره عن جبريل عليه السلام ، عن الجنة أنها تقول : رب آتني ما وعدتني ، فقد كثرت عرفي وإستبرقي وأكوابي وصحافي ، فإن العرف ، في كلام العرب ، الرائحة من كل شيء ، وقد يكون ذلك طيبا وغير طيب ، وأما في هذا الموضع فإنه الرائحة الطيبة ، ومن العرف قول الشاعر : أبصرت عيني عشاء ضوء نار من سناها عرف هندي وغار يعني بالعرف : الرائحة . وأما « الأكواب » ، فإنها جمع « كوب » ، والكوب : كل إناء لا عروة له ، ومنه قول أعشى بني قيس بن ثعلبة : صريفية طيبا طعمها لها زبد بين كوب ودن ومنه قول الله تبارك وتعالى : ( يطوف عليهم ولدان مخلدون . بأكواب وأباريق (2) ) وأما قوله مخبرا عن قول ، جهنم فقد كثر ضريعي وغساقي ، فإن الضريع : نبت يسمى ما دام رطبا شبرقا ، فإذا يبس سمي ضريعا ، وهو فيما يقال سم ، وأما الغساق ، فإن فيه لغتين : التشديد في سينه ، فإذا شدد كان صفة ، من قولهم : غسق الشيء يغسق غسوقا ، وذلك إ